المحتوى الرئيسى

بالصور| «اليوم الجديد» في مولد الإمام علي زين العابدين: ابن فاطمة مربِّي الأيتام

03/17 20:10

اليوم يحتفل المتصوفة في مصر وجميع أنحاء العالم الإسلامي بذكرى مولد الإمام علي زين العابدين، حيث تتوافد الجموع بالآلاف على المسجد والضريح الكائن بحي (زينهم) بالقرب من مسجد السيدة زينب.

و المحتفى بذكراه هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، معشوق أهل السنة كواحد من أهل البيت و ابن الحسين سيد شباب أهل الجنة و له من الفضل والعلم ما لا ينكره أحد ، وهو الإمام الرابع عند الشيعة ..اشتهر بعلي زين العابدين وكذلك مربي الأيتام و لقب بالسجاد و ذو الثفنات و زين الصالحين و منار القانتين .

ويعد من الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. ولد سنة 38 هـ، وتوفي سنة 95 هـ بالمدينة المنورة، عن عمر يناهز السابعة والخمسين.

لم يكتسب شهرته فقط من كونه واحد من أبناء آل بيت النبوة ، بل لمكانته العلمية والدينية التي شهد له بها الجميع .. فكان  إماماً في الدين وبحرا في العلم ، ومرجعاً ومثلاً أعلى في الخلق الورع والعبادة والتقوى حتى أقر له أبناء عصره بأنه أفقه أهل زمانه وورعهم وأتقاهم.. فقال الزهري ، وهو من معاصريه : " ما رأيت قرشياً أفضل منه " ، وقال سعيد بن المسيّب وهو من معاصريه أيضاً : " ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين " ، وقال الإمام مالك : " سمي زين العابدين لكثرة عبادته " ، وقال سفيان بن عيينة " ما رأيت هاشمياً أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه " ، وذهب الشافعي إلى أنه : " أفقه أهل المدينة ".

ووفقا للمصادر التاريخية الموثقة والمعتمدة ، فإن علي زين العابدين كان حاضراً في كربلاء.. والخلاف فقط حول مشاركته في فعاليات القتال، ففي بعض النصوص التاريخية المعتبرة عن أهل البيت في ذكر أسماء من حضر وقاتل مع الإمام الحسين ، أنّ الإمام علي زين العابدين قد اشترك وقاتل في ذلك اليوم وقد جُرح. إلا أن المؤكد في معظم المصادر التاريخية ، أو المتفق عليه فيها أنه كان يوم كربلاء مريضا أو موعوكاً ومن ثم فلم يشارك في أحداث القتال.

لكنه يظهر فيما بعد حين سيق البقية من آل البيت الذين نجوا من الموت ، وأدخلوا على ابن زياد ، الذي نظر إلى علي وسأله : من أنت ؟

    فقال : أنا علي بن الحسين.

    فقال : أليس الله قد قتل عليا بن الحسين ؟

    فقال علي : قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين ، قتله الناس.

    فقال ابن زياد : بل الله قتله.

    فقال علي بن الحسين : الله يتوفى الأنفس حين موتها.

    فغضب ابن زياد وقال : ولك جرأة على جوابي ، وفيك بقية للرد علي ؟! اذهبوا به فاضربوا عنقه.

    فتعلقت به زينب عمته ، وقالت : يا بن زياد ! حسبك من دمائنا. واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه ، فإن قتلته فاقتلني معه.

فقال لها علي: اسكتي يا عمّة حتى اُكلّمه، ثمّ أقبل عليه فقال: أبالقتل تهدّدني يا ابن زياد؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة.

فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثم قال : عجباً للرحم ! والله إني لأظنها ودت أني قتلتها معه ، دعوه فإني أراه لما به.. ثم أمر ابن زياد بزينب وعلي زين العابدين وأهل بيتهم فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم.

وبعد هذه المحنة القاسية ، عاش علي زين العابدين في ظل ورعاية عمه الإمام الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (ص) وسبطه الأول، الذي وهب لابن أخيه الشهيد كل الرعاية والعطف والحنان ، وتولاه بالعناية والتربية التي تجلت آثارها فيما بعد في حسن سيرته ونبل أخلاقه وسمو مشاعره .

وقد عاصر علي زين العابدين ستة من خلفاء بني أمية (معاوية بن أبي سفيان - يزيد بن معاوية -معاوية بن يزيد مروان بن الحكم - عبد الملك بن مروان - الوليد بن عبد الملك ) .

جاء في (البداية والنهاية ) لابن كثير وغيره من كتب التاريخ : أن هشام بن عبد الملك حج في خلافة أبيه وأخيه الوليد، فطاف بالبيت، فلما أراد أن يستلم الحجر لم يتمكن حتى نصب له منبر فاستلم وجلس عليه، وقام أهل الشام حوله، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين، فلما دنا من الحجر ليستلمه تنحى عنه الناس إجلالا له وهيبةً واحتراما، وهو في بزة حسنة، وشكل مليح، فقال أهل الشام لهشام: من هذا؟ فقال: لا أعرفه - استنقاصا به واحتقارا لئلا يرغب فيه أهل الشام -فقال الفرزدق: - وكان حاضرا - أنا أعرفه، فقالوا: ومن هو؟

هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء وطـأته

هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله كـلـهـم

هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ

هــذا ابــن فـاطـمة إن كـنـت جـاهله

بـــجــدّه أنــبــيـاء الله قـــــد خــتــمـوا

ولــيـس قـولـك مــن هــذا بـضـائره

الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت والـعجم

مــن مـعـشرٍ حـبـهم ديــن ٌوبـغضهم

مربي الأيتام                 

اشتهر علي زين العابدين كنموذج فذ وفريد لفرسان ( صدقة السر ) تلك التي تطفئ غضب الرب ، فكان يسمى ( صاحب الجراب ) ، إذ كان يقصد بجرابه بيوت الفقراء والأيتام في المدينة  ليلاً ملثما ، فيدق أبوابهم باباً باباً ليضع ما يضعه أمامها في جوف الليل من طعام أو صرّة مال .. وقد ظل الأمر سريا للغاية ،ولم يتمكن أحد من معرفة من هو  (صاحب الجراب ) هذا ، حتى غيبه الموت عن الدنيا ، ومع غيابه غابت الصدقات الخفية وغاب الجراب ، فعرف الناس فيما بعد أن عليا زين العابدين هو صاحب الجراب ، وأطلق عليه ( مربي الأيتام) ..

وفي (البداية والنهاية) لابن كثير : قال محمد بن إسحاق: كان ناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من أين يعيشون، ومن يعطيهم؟ فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك فعرفوا أنه هو الذي كان يأتيهم في الليل بما يأتيهم به، ولما مات وجدوا في ظهره وأكتافه أثر حمل الجراب إلى بيوت الأرامل والمساكين في الليل، وقيل: إنه كان يعول مائة أهل بيت بالمدينة ولا يدرون بذلك حتى مات.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل