المحتوى الرئيسى

ارتفاع دعوات الجهاديين لـ"الذئاب المنفردة" لشنّ هجمات في ألمانيا

03/17 18:25

قالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في عددها لهذا الأسبوع الصادر اليوم السبت (17 آذار/مارس 2018) إن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) سجلت ارتفاعا ملحوظا في الدعوات الجهادية إلى "الذئاب المنفردة" لشن هجمات في ألمانيا.

واستندت المجلة في تقريرها إلى تحليلات سرية للهيئة، حصلت المجلة على نسخة منها. وتابعت أن الهيئة رصدت أيضا تغيرا في نوعية رسائل الكراهية، حيث أصبحت أكثر تنوعا. ونقلت المجلة من الوثيقة السرية أنه "في ظل الكثافة الكمية وتنوع المحتوى، فإن موضوع "الذئاب المنفردة" أصبح بالدرجة الأولى عنصرا مميزا للدعاية الجهادية غير الرسمية في الوقت الراهن، وصار يشغل مساحة آخذة في الزيادة".

بعد إدانته بتهمة الانتماء لـ"داعش"، اتهمت السلطات الألمانية شاباً ألمانياً بتعذيب أسرى حتى الموت في مدينة منبج شمالي سوريا. وتستند التحقيقات إلى إفادة شاهد سوري، قدم للصحافة سابقاً معلومات متضاربة. (03.03.2018)

قضت محكمة ألمانية بسجن ثلاثة سوريين لعدة سنوات بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بعدما سافروا من ألمانيا إلى سوريا عام 2015 وانضموا للتنظيم الإرهابي حيث تدربوا على أساليب شن هجمات إرهابية. (12.03.2018)

يذكر أن تعليمات بشن هجمات أصبحت تظهر بصورة شبه يومية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي مجموعات على الماسينجر، وهذه التعليمات موجهة إلى إرهابيين محتملين يعملون بشكل منفرد.

وقالت "شبيغل" إن هذه التعليمات تحدثت بشكل متعمد عن الأطفال كضحايا محتملين، حيث حذرت المجلة استنادا إلى هيئة حماية الدستور من أن تنظيم "داعش" دعا إلى شن هجمات على رياض ومستشفيات أطفال في الغرب. وأوضحت المجلة أن "داعش" بعد الخسائر الإقليمية التي مني بها في العراق وسوريا، أصبح بحاجة إلى الهجمات الفردية "لإثبات استمرار وجود قوته الضاربة".

ولفتت المجلة إلى أن عدد الهجمات التي شنها أفراد إسلاميون في أوروبا العام الماضي فاق عددها في السنوات الماضية، وتابعت أنه كثيرا ما تم استخدام سكاكين في هذه الهجمات. ويمثل المتطرفون الفرادى، الذين يعتنقون الفكر المتطرف في صمت حتى يصل بهم الأمر إلى شن هجمات دون أن يلفتوا الانتباه إليهم قبل ذلك، مصدر قلق بالنسبة لسلطات الأمن، منذ فترة طويلة. وترى الشرطة والاستخبارات في مثل هذه " الذئاب المنفردة" مصدر خطر على نحو خاص، وذلك إلى جانب العائدين من مناطق جهادية أو المقاتلين الأجانب الذين يستهدفون شن هجوم داخل البلاد. وكانت ألمانيا قد شهدت في عامي 2016 و2017هجمات دهس وطعن نفذها أشخاص بشكل منفرد.

لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!

بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".

وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.

في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".

وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.

وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.

حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.

لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.

وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل