المحتوى الرئيسى

حكايات أبناء «القارة السمراء» فى حضن «أم الدنيا»: إحنا مصريين فى المعاملة والدراسة

03/17 10:02

جاءوا من بلاد القارة السمراء لطلب العلم فى مصر التى طالما حلموا بالسفر إليها والدراسة فى جامعاتها العريقة، حاملين آمالاً وطموحات أرادوا تحقيقها قبل العودة مرة أخرى إلى بلادهم لنقل ما تعلموه خلال سنوات الدراسة.

سنوات عديدة مضت على وجودهم داخل المدن والمحافظات المصرية، مروا خلالها بالعديد من الصعوبات، نظراً للتوتر الذى أصاب العلاقات بين بلدانهم ومصر، أو لتراجع الاهتمام بهم من قبل حكوماتهم، ولكن خلال السنوات الأربع الأخيرة، وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تبدلت أوضاع الأفارقة، واستردت مصر عمقها الاستراتيجى وباتت العلاقات بين القاهرة والدول الأفريقية جيدة للغاية، وعادت الزيارات المتبادلة بين كل الأطراف إلى سابق عهدها، ما انعكس على وضع هؤلاء داخل المدن المصرية، وبدا التيسير على الطلاب الأفارقة أثناء الدراسة والتعليم واضحاً، وتمت إزالة المُعوقات وإعطاء المنح الدراسية المجانية للدارسين، لينصهروا داخل المجتمع المصرى، ما شجع بعضهم على إحضار ذويهم للعيش معهم داخل مصر.

ابن جيبوتى فى معهد الدراسات الأفريقية: محمد صلاح يؤكد ريادة مصر

ترك بلاده وجاء إلى مصر طلباً للعلم فى معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة لدراسة العلوم السياسية والاقتصاد، ليكتشف بنفسه صورتها التى رسمها فى مخيلته منذ أن كان طفلاً، «أنيال سعيد»، صاحب الـ25 عاماً، من دولة جيبوتى، عشق مصر من صفحات الكتب الدراسية، وخط بيده الصغيرة صوراً لأبوالهول والنيل وبرج القاهرة وبحر الإسكندرية.. أول صوت دخل أذنه كان لكوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبدالوهاب، تعرف على عاداتها وتقاليدها من أفلامها التى نقلت له صورة حية من شوارعها وبيوتها، احتفظ بكل هذا فى ذاكرته حتى صار شاباً وأتيحت أمامه الفرصة ليخطو بقدميه على أراضيها: «صورتها اللى رسمتها فى خيالى تشبه واقعها طبق الأصل».

كان يتابع أخبارها وينتظر زملاءه الذين يدرسون بها ليحكوا له عنها، حتى اشتدت رغبته فى الذهاب إليها: «قدمت أوراقى فى المعهد وتم قبولى»، كانت زيارته الأولى فى مارس الماضى، ومن وقتها وهو يخطط ويرسم لمستقبل طويل فى المحروسة حتى يحصل على الدكتوراه ويعود لبلاده لينقل ما تعلمه: «وأنا طفل فى المرحلة الابتدائية درست منهجاً مصرياً فى الآداب لنجيب محفوظ وطه حسين وغيرهما»، مصر بالنسبة له الرائدة، سواء فى الثقافة أو فى الأدب، تشجع لزيارتها بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم وتابع اهتمامه بإعادة العلاقات مرة أخرى، بعد تجمدها مع نهاية عهد عبدالناصر وحكم السادات.

يروى «أنيال» تفاصيل مشهد راوده أثناء محاضرة له تتحدث عن تدهور العلاقات المصرية الأفريقية، حين يتذكر سجدة اللاعب المصرى محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى، ويشاركه نفس السجدة اللاعب السنغالى ساديو مانى، هنا حضر إلى ذهنه أن مصر لم تفقد ريادتها أبداً: «ساديو لاعب أفريقى كباقى الأفارقة لم يسجد قط إلا احتفالاً بأهداف صلاح.. هذا المقطع يؤكد أن مصر ستظل قيادية ولها تأثير»، معتبراً ذلك نموذجاً لقارة أفريقيا، فإن سجدت مصر سجدت القارة بأكملها.

«أنيال»: أحب أم كلثوم وعبدالوهاب وعادل إمام وأدعو للاستثمار المصرى فى بلادى لتستعيد دورها الأفريقى

يشيد ابن جيبوتى بجهد معهد الدراسات الأفريقية فى التواصل وصناعة هدف أساسى فى تقوية العلاقات، فضلاً عن صناعة كوادر مصرية توجه بوصلتها نحو أفريقيا: «أصبح شعور المصريين أنهم جزء من هذه القارة سواء فى السياسة أو الاقتصاد»، مشيراً إلى أن مصر لديها الكوادر التى يمكن أن تجوب مختلف دول القارة لتزرع علمها فى كل مكان، متمنياً أن ينشأ فرع من جامعة القاهرة فى دولته: «الدعم التعليمى ده أهم شىء خاصة إن كل اللى بيدرس فى مصر ويرجع بلده بعد سنوات بيصبح وزير أو ذا شأن كبير فى دولته»، مؤكداً أن مصر بدأت فى الآونة الأخيرة تحتوى الجميع كما كانت من قبل، وآن الأوان للالتفات للاستثمار لاستعادة دورها الأفريقى خاصة فى جيبوتى: «استثمارها نادر جداً رغم أنها موقع استراتيجى ومنفذها الوحيد لإثيوبيا»، موضحاً أن دولته ورقة ضغط رابحة.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل