المحتوى الرئيسى

يوسف نبيل.. المصور المصري الذى أبهر الأستراليين

03/16 18:52

فى الوقت الذى يُظهر فيه أبناء مصر فى الخارج صورتها الجميلة، عبر مشاركتهم بكثافة فى الانتخابات الرئاسية، نجح واحد من أبناء المحروسة فى إدهاش العالم كله، والشعب الأسترالى على وجه الخصوص، بجمال مصر، وهو المصور المصرى «يوسف نبيل»، الذى تُعرض أعماله حاليًا فى معرض «جرين أواى» للفنون فى أستراليا.

حسب الموقع الرسمى للمعرض الذى تنتهى فعالياته أول أبريل المقبل، فإن «يوسف» المصرى، يستكشف من خلال أعماله الفوتوغرافية ذكريات الطفولة والحياة فى مصر، ويعرض رحلاته الشخصية.

ورغم أنه يعيش الآن فى نيويورك، فإنه لا يزال يعتمد فى عمله على إحساسه بمصر كوطن، وفى الآونة الأخيرة، أعد سلسلة من مقاطع الفيديو التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كبير، خاصة أنه من أشهر مصورى نجمات السينما فى العالم، ومن بينهن سلمى حايك.

بدأت رحلة «يوسف» فى التصوير بالقاهرة، فى الثمانينيات تحديدًا، وكان مصورًا مبتدئًا يلتقط صورًا للأسر وحفلات الزفاف، وكانت أغلب هذه الصور «أسود وأبيض»، وغالبًا تتم عملية التلوين بشكل منفصل بعد التصوير.

وفيما تميز المصورون ــ الذين تناولوا مصر ــ بصورة نمطية تميل إلى الاستشراق، اعتمد عمل «يوسف» على إحساس باستقلالية وثراء الحياة المصرية فى العصر الحديث، إذ يعمل وكأنه يؤرخ لسيرة ذاتية بشكل مكثف، وفق موقع المعرض.

ويسعى «يوسف» من خلال أعماله التى يقابلها الرأى العام الأسترالى بشكل حماسى، إلى البحث عن جيل جديد من الصور الفوتوغرافية فى القاهرة القديمة، لاكتساب مهارات ذات صلة فى تلوين صوره الخاصة، باستخدام الألوان المائية والزيت والفحم، وذلك لإعطاء صوره مظهر اللوحات وملصقات الأفلام من حقبة الأربعينيات إلى ستينيات القرن العشرين.

واحترف «يوسف» التصوير عبر العمل مع مصورين عالميين، مثل ديفيد لاشابيلى، وماريو تيستينو، اللذين عرضاه على مسرح التصوير الفوتوغرافى وعالم الموضة والأزياء فى نيويورك، ثم باريس.

ومن أكثر المصورين الذى أثروا فى «يوسف»، المصور الفوتوغرافى الأرمنى المصرى «فان ليو»، الذى أنتج سلسلة أكثر من ٤٠٠ صورة ذاتية بشخصيات متنوعة، وهو ما يفعله «يوسف» فى أستراليا حاليًا، إذ يصور نفسه على أنه نائم أو يهيم فى العالم ويصور أحلامه هائمًا.

وحسب الموقع، يُولى «يوسف» اهتمامًا كبيرًا بجوانب الإضاءة والعناصر المحيطة بالمشهد الذى سيصوره، فضلًا عن اهتمامه بزوايا التقاط الصور وتعبيرات الوجه، وقد تجد الكثير من الوجوه المألوفة فى صوره، ومنها كاثرين دينوف، وشارلوت رامبلينج، ونان جولدين، وسلمى حايك، ومارينا أبراموفيتش، ولويز بورجوا، وأليشيا كيز، وأيضا عمر الشريف وفاتن حمامة.

ويطلق الغرب على «يوسف» اسم «الطفل المرئى»، الذى يصف نفسه بنفسه ويخلق هالة من البريق والقصص والحبكة التصويرية، فهو يتجول من خلال عدسة «رحلة الحياة»، حسب وصف الغرب له، وأعماله تتضمن مشاعر مختلطة، كأنه يتجول فى العالم الواسع.

يحب «يوسف» إبراز الرقص الشرقى فى مصر المعاصرة، وينتقد الأنظمة المحافظة التى تعمل على قمع التراث الغنى للثقافة الليبرالية التقليدية والحديثة فى مصر، ويقول إن الرقص الشرقى كان له احترامه فى فترات سابقة من تاريخ مصر.

ويضيف «يوسف»: «كل شىء كان جميلًا، وكان الناس أكثر رومانسية، وأشعر أن الناس كانوا أجمل من قبل، والآن العلاقة بيننا شىء آخر».

يوسف نبيل ولد فى ٦ نوفمبر ١٩٧٢ فى القاهرة، وبدأ حياته المهنية فى التصوير الفوتوغرافى عام ١٩٩٢، قبل أن يلتقى المصور الأمريكى ديفيد لاشابيلى فى القاهرة، الذى عمل معه فى نيويورك عام ١٩٩٣.

وفى ١٩٩٧ عمل فى باريس مع مصور الأزياء ماريو تيستينو حتى أواخر ١٩٩٨، وفى ١٩٩٩، قدم أول معرض منفرد له فى القاهرة، وأصبح على مر السنين صديقًا مقربًا من المصور الفوتوغرافى فان ليو الذى شجعه على المغادرة إلى الغرب، وفى ٢٠٠٣، حصل على جائزة سيدو كيتا فى بينالى التصوير الإفريقى بـ«باماكو».

وفى ٢٠٠١، أثناء زيارته القاهرة، اكتشفه الفنان البريطانى ترايسى إمين ورشحه فى وقت لاحق كأفضل فنان مستقبلى فى مقاله بمجلة «هاربر»، الذى كتبه تحت عنوان: «شخصيات المستقبل».

وغادر نبيل مصر فى ٢٠٠٣ من أجل إقامة معرض فى باريس، وفى ٢٠٠٦، انتقل للعيش والعمل فى نيويورك، وعرضت أعماله فى العديد من المعارض الفردية والجماعية الدولية، بما فى ذلك المتحف البريطانى فى لندن، ومتحف نورث كارولينا للفنون، وفى نيوكاسل وباريس ونيويورك وروما والقاهرة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل