المحتوى الرئيسى

أمنية عادل تكتب: بعبع الفيمينيزم‎

03/16 16:51

هل تتفق معي أن الحديث عن مسألة حقوق النساء أصبح أمرا مزعجا جدا؟

هل ترى في المطالبة بحقوق النساء أو حرية المرأة شيئا من المبالغة وتصويرها بأنها مضطهدة أو مستعبدة تسير وهي مسلسلة ومكبلة بالقيود؟ هل تستفزك كلمة حرية المرأة وتهدد شعورك بالمركزية والسلطة في هذا العالم؟ أم أنك ترى فيها إلقاء بتهمة الظلم والاستبداد عليك أيها الرجل العزيز؟ اذ انه طالما هناك طرف منتقص الحق فلا بد أن يكون هناك طرف مستبد فتظل تهمة التسلط تلاحقك؟

ان الاستمرار في الحديث عن حقوق النساء الي القرن ال 21 امر يشعرني بان البشرية ليست بخير علي الاطلاق, ولكن ما الذي يجعل القضية مطروحة الي الان ؟ هنا اتذكر مقولة الفيلسوفة الفرنسية الشهيرة سيمون دي بوفوار " اذا كانت حقوق المرأة مسألة مزعجة للغاية فاللوم هو علي غطرسة الرجال التي جعلت منها موضوعا للنقاش" فطالما ان القهرمازال قائما فان المطالبة برفعه ستظل قائمة ايضا هذه معادلة بسيطة ومنطقية حتي وان كانت تؤرق الكثيرين وتصيبهم بال"حساسية".

قد اتفهم وقوف الذكور موقف الرفض والعداء للحركات النسوية اذ ان في ذلك موقف دفاعي تلقائي عن وضعهم وعن الدور الذي اعتادوا ان يلعبوه في العالم منذ ان حسمت الطبيعية الصراع للاقوي جسديا وعضليا فاكتسب الرجل دور الحامي المسؤل عن ما ومن حوله بما فيهم" المرأة"والشعور بالمسؤلية تجاهها يخلق تلقائيا الشعور بتبعيتها له الي ان اصبحت الانثي هي " الجنس الاخر" باعتبار ان الرجل هو الجنس الاول او الاساسي والمرأة هي "الاخر".

لكن ما اعجز عن فهمه ربما "لنقص عقلي" هو انكار وجود القضية من الاساس او انكار وجود منظومة التابع والمتبوع وانكار عدم استقالالية المرأة او اقرار عدم الاستقلال واعتباره شيئا طبيعيا, وليس من حق المرأة الاعتراض علي هذه المنظومة او محاولة تغييره.

ويبدؤن في ادارة اسطوانة ان المراة نصف المجتمع وتربي النصف الاخر ولا صلاح للمجتمع الا بصلاح المراة وترديد ان الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق وان الجنة تحت اقدام الامهات ولكن ياتي الواقع ليكشف الوجه القبيح وتأتي الافعال لتثبت ما يحاولون نفيه بالكلمات.

فهذه المرأة المكرمة المستقلة الحاصلة علي حقوقها في المجتمع تكلفت الدولة 1,64 مليار جنيه بسبب العنف الممارس ضدها في العام 2017 وتعرض90% من النساء بين عمر ال 17 وال 19 عام لعملية الختان ووصلت نسبة الزواج الجبري بالنسبه للمتقدمات في العمر الي 42% وكان العنف النفسي اكثر انواع العنف شيوعا بنسبة بلغت 42,5% من غير المتزوجات وهذا بحسب ما قام به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في دراسة لقياس معدلات العنف ضد المرأة في مصر هذا ما تثبته الاحصائيات والدراسات اما ما تعج به الثقافة الشعبية والعادات والتقاليد الموروثة والافكار التي نلبسها لباس الدين فليس هنا مجالا لذكرها.

فنحن عزيزي القارئ عندما نتحدث عن حرية المرأة لانتحدث عن حريتها في خلع ملابسها كما يعتقد البعض وعندما نقول ان النساء يتعرضن للاضطهاد بشكل خاص في المجتمع لا نعني بذلك انهن يربطن في الشجر ويجلدن او ان هناك صخرة توضع علي صدر كل امرأة ويتم تعطيشها وسكب الماء امامها ولكن نعني انها تتعرض للتهميش والاقصاء من الحياة العامة وللعنف النفسي والجسدي دونما استنكار مجتمعي بل انه في كل تعد يصيب انسانيتها واستقلاليتها يكون هناك غطاء اخلاقيا لهذا الفعل غطاء انتجته الثقافة الذكورية التي انعجن بها المجتمع حتي اصبحت نساؤه تتبني هذه الثقافة وتدافع عن نفاياتهاا لفكرية بل وتورثها الي الاجيال الاصغر.

فلماذا اذا السأم والتأفف اذا تطرق الامر الي المطالبة بالحقوق تصدير فكرة ان النسويات او "الفيمينستس" يحاربن في معركة وهمية ومختلقة او يتهموهن بانهن معقدات قد فاتهن قطار الزواج او مرت احداهن بازمة عاطفية جعلتها تكره جميع الرجال, نعم تصل السطحية الي القاء هذه الاتهامات والتفسيرات المريخية العجيبة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل