المحتوى الرئيسى

ريهام فاروق تكتب: «الكرسى الملون»

03/16 15:27

استوقفتني صورتين متضادتين وتعليق مكتوب تحت الصورة كأمنية لإحدى الفتيات على أحد مواقع التواصل الاجتماعى... الصورة الأولى لكرسى خشبى يشبه كثيرًا كراسى القهاوى الشعبية... مستهلك بشكل واضح وبه بعض الخدوش منها الغائر ومنها السطحى، والكرسى الآخر يشبهه في هيأته ما يسمى بالتحول الجذري الذي يحدثه أطباء التجميل في برامج صناعة النجوم، فالكرسي مرسوم عليه بألوان زاهية جميلة زخارف متناسقة متناغمه مشكلة لوحه فنية رائعة تشع بهجه وسعاده… تدفعك على أقل تقدير للابتسام.

وكتبت الفتاه التعليق الأتى: «مفيش حد يغير حياتى زى الكرسى ده».

العبارة وإن بدت مضحكة إلا أنها مؤلمة وموجعة بشكل عميق… هي عباره تعكس روح متهالكة تتمنى أن تجد شخص ما يرممها، يلون أيامها، يجعل أيامها تشع بهجة وسعادة… العبارة تعكس أمنية فتاة تتمنى أن تجد من تستطيع أن تعتبره طوق النجاة…

قد نتفق أو نختلف بس أكيد في بنات وسيدات وشباب ورجال باختلاف أعمارهم، أشغالهم، دراستهم، ثقافتهم، ديانتهم، أوطانهم وأعراقهم إلا أنهم يجتمعون على فكرة لم أستطع اكتشاف منبعها وهي فكرة أن الطرف الآخر هو المسئول الأول عن اسعادى!!! وخصوصًا وأنا محطم على سبيل أن هذا قد يعد دليلًا على الود والمحبة!!!

أكيد في الحياه ناس بتساعد وأكيد في ناس لطيفة ممكن تقف جنبك وأنت محطم بس للأسف هناك حقيقة كونية لا يمكن تغافلها وهى «إنك تستطيع كشخص محب متعاون أن تعمل على إسعاد شخص، إضحاكه… قد تتمكن من أن تجعله يشعر بأنه شخص هايل… ولكن للأسف لا يمكن أبدًا تقدر تجعله سعيد».

جعل شخص ما سعيد أمر بعيد كل البعد عن سيطرتك تمامًا مهما كنت محب للشخص ده محاولاتك للأسف كلها هتكون بائسة طالما الشخص المعنى مش عايز يكون سعيد.

الحكمة هنا بتقتضى إنك ترفع إيدك وتكف عن المحاولات الكثيرة، لإسعاده وتركه وحيدًا يعيش تجاربه إلى أن يجد سعادته بنفسه بعدها يمكن تقرروا تبقى «شركاء»، لأن تواجدكم مع بعض بيسعدكم.

لأنه من العبث الشديد أن تضع على عاتق شخص آخر غيرك مسئولية إنك تكون سعيد.. الفكرة دي تعد فكرة عبثية مضللة لسبب واحد بسيط جدًا إن تواجد الفكرة المدمرة بتاعت احنا بنحب بعض فبقينا حاجة واحدة وطالما أنا متنكدة وحزينة يبقى حضرتك مطالب تتشقلب وتسعدني دي «مسئوليتك».

انتوا شخصين منفصلين لدى كل فرد فيكم أفكاره، أحلامه، طموحاته، أرائه، مسببات السعادة الخاصة به، ولا يوجد أي سبب منطقى أو عقلاني يجعل شخص مسؤل عن سعادة شخص آخر!!!

حضرتك مسؤل تكون في علاقه متكافئة الأطراف مش واحد متفتفت والتاني بيلحم ويلزق… العلاقات المتناغمة لا يمكن أن تكون قائمة بهذا الشكل وهذا النمط.

زي ما حضرتك مش ممكن تحبي ترتبطى بشخص محطم، يكون دورك الأساسي إنك تضمدي جراحه اللي تسبب فيها الغير... زي ما غيرك غالبا مش هيفضل يدخل في علاقه من باب التصليح وتغير حالك اللي هيؤدي إلى إسعادك.

لذلك من الأفضل أن تضمدى جراحك وتأخذى وقتك في التعديل والتصحيح والترميم إلى أن تستعيدى ما كان وتبدأى بشكل طبيعى… ولو جراحك قاتله وتسببت في وجود تشوهات داخلية استنى إلى أن تستعيدى توازنك وتعرفى هتستندى على إيه إلى أن تتأقلمى مع حالك الجديد وتجدي بصيص ضوء جديد تبتسمى لأجله… بعدها ابدأى في تفاعلك مع الغير ووافقى على تواجد شخص في حياتك مش علشان يسعدك.

وافقى علشان تواجدكم في حياة بعض بيسعدكم... وافقى ساعتها تشاركي شخص الحياة وتبقي في فقرات سعادة مش تطالبي شخص يكون هوالمصدر وسبب السعادة… لأن مصدر السعادة أكيد سببه جوانا.

استنكر الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صدور كتاب «توصون شي ولاش» - بمعرض الرياض الدولي للكتاب- لعبد الرحمن جفين القحطاني، الشهير بـ«أبوجفين». وعلل رواد التواصل الاجتماعي استنكارهم لكتاب ...

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل