المحتوى الرئيسى

السعي نحو الجوهر!! | المصري اليوم

03/16 01:30

«إن الدين الصحيح لا يُفرض على البشر بالحكومات أو وزارات التعليم، ولا يورث عن الآباء والأجداد، فالإيمان بالوراثة باطل، والإيمان الصحيح ثمرة اختيار حر غير قابل للتسويق تعليميا أو سياسيا». كان هذا رأي الدكتورة نوال السعداوي في مقالها «ثقافة التفرقة وجذور الإرهاب».

ودكتورة نوال السعداوي كاتبة جريئة، تقول ما تُفكر فيه وتعتقده دون مواربة أو تمثيل أو خوف من الآخرين، ولعل هذا من اهم مميزات الكاتبة الكبيرة. قد تختلف مع بعض أو كثير من أفكارها أو توجهاتها وهذا أمر طبيعي، وتظل دكتورة نوال من القلائل التي قالت ما ترغب أن تقوله كما أرادت، وقد يكون هذا ليس كُل ما تبغي قوله، وقد يكون بعض ما تعنيه مازال بين السطور والبعض الآخر مازالت تسعي لإيجاد طريقة ما حتي تقوله. ما نعرفه عن الآخر يشبه ما نعرفه عن «جبل الجليد» «The Iceberg» نحنُ نري فقط قمة جبل الجليد لكن لا نري العُمق والمكنونات إلا حين نسعي بجِد وإخلاص، وقد نصل وقد نضِل الطريق ولكن يظل سحر المكنون البشري موجودًا ونظل نسعي حتي نكتشفه.

يوجد الكثير من العوائق للكشف عن مكنونات النفس البشرية لعل أهمها الإيهام بالمُطلق. فالتربية التي تعتمد على إيهام مُجتمع ما بوجود إجابات ثابتة ومحددة على كافة الأشياء تخلق مُجتمعًا كسولًا وسطحيًا لا يعرف عن الاشياء سوي القشور، وينسي أننا نحيا من أجل الجوهر. فجوهر الدين يعتمد على الحرية في البحث والاستقصاء لما هو قابل للبحث والاستقصاء، والتعرُف على ما نستطيع أن نجيب عنه مرحلياً. وليس من المُمكن للعقل البشري أن يتطور إلا من خلال طرح أسئلة تقود إلى أسئلة أخرى فتنفتح الآفاق والأذهان لما هو في صالح البشر في العموم واتباع دين أو عقيدة ما على وجه الخصوص.

يتطور الفكر البشري حين يصاحبه البحث وطرح الأسئلة بحُرية دون تُقيد بما يُسمي ثوابت أو خطوط حمراء، والتعليم والثقافة المصرية على وجه الخصوص والعربية عموماً لا تبغي أو تسعي سوي في مُطلقات إما سياسية أو دينية أو حتي علمية. المنظور السياسي العربي ضيق ومُصاب بالعُقم الفكري لا يتطور، هو فقط يُساير الواقع حتي يظل في حالة استيلاء على السُلطة، ولا يقبل بالنقد أو الحساب، هو يحكُم إذاً هو موجود!! لا يعلم أو لا يريد أن يعلم أنه من المُمكن أن يترك الحُكم أو يخطئ في قراراته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل