المحتوى الرئيسى

حكاية «شهد».. يودع ابنته في دار الأيتام هربًا من مسئوليتها

03/15 21:51

تركها والدها وكانت لا تتجاوز بضع سنين من العمر بدار الأيتام ليكون الملاذ الآمن بعد أن قرر الأب الاهتمام بعمله فقط، ولأن أمها توفيت ووجد نفسه حائراً مع طفلته التى قيدت حريته ورفضت أى عروس الارتباط به، قرر التخلص من طفلته فلم يجد أمامه إلا إيداع طفلته دار الأيتام لتكون مسئولة عنها مسئولية تامة ويبقى هو مشرفاً بين الحين والآخر، كبرت الفتاة وتزوجت من رجل يكبرها سناً لم تعرف معه للعاطفة معنى، ولا للحياة الزوجية طعماً لتكون أشبه بطفلة رميت بين أحضان الكهولة، فهى لم تتجاوز خمسة عشر عاماً، وهو الرجل الأربعينى.

«شهد» عانت كثيراً من زوجها العجوز لتنتهى بها الدنيا على أعتاب زواج ثانى وفى يدها ثلاثة أطفال من رجل أحست معه بما حرمت منه سابقاً، اعتقدت أنها ستحظى بحياة كريمة لها ولكن لم تكتمل السنة الأولى على زواجها الثانى، علم الزوج أن زوجته حامل بطفل منه ليهرب تاركاً خلفه سيدة لا تعرف لماذا كانت الأيام تقسو عليها، ولماذا غدر بها أبو طفلها الذى حلف اليمين أنه ليس والد الطفل ليخرج بذلك من المسئولية التى لا نعلم لطرفها الآخر أى نقطة اتصال.

ووسط بكائها المتواصل تلاحقها الذكرى منذ ولادتها تندب حظها العاثر، ولكن لا ينطق لسانها إلا بالحمد الله لعلها تجد الفرج عند خالقها لأن الناس أصبحت قلوبهم متحجرة، بكت «شهد» قائلة: «تركنى والدى صغيرة فى دار الأيتام بعد وفاة والدتى لأنه لم يستطع تربيتى، وبالفعل تعهدتنى الدار كبرت فيها، وتعلمت فيها، ولكن تبقى الدار عالماً صغيراً يحتضنى بعيداً عن العالم الخارجى الحقيقى، ومع ذلك حاولت التأقلم مع الحياة بشقاوتى، شقاوة طفلة صغيرة لم تتفهمها كثير من مشرفات الدار ليكون الحكم على إيداعى دار الملاحظة مع المجرمات والسجينات، والسبب قضاء العقوبة بعد منعى من الذهاب إلى المدرسة.

وصمة عار لازمتنى طيلة حياتى أنى بنت دار الملاحظة التى لا أعرف سبب دخولى إليها إلا أنها عقوبة سببها شقاوتى الطفولية، كبرت «شهد» وكبر حلم الحياة الوردية فى داخلها، ولكن مشرفاتها استكثرن عليها هذه الأحلام ليكون عقابها الأقسى زوجاً أربعينياً يريد أن يقترن بها، يلملم شتات حالها من وجهة نظر الدار، ولكن للأسف كان العالم

تضيف «شهد» تزوجت بعدما بارك الجميع زواجى، لم أفهم ماذا تعنى زوجة، ولم أكن أعلم سوى أنى وبقدرة قادر أنا اليوم خارج الدار لأنى سأقترن برجل كبير فى السن، أرادنى بشهوته وعاملنى معاملة سيئة، وكان كثيراً ما يعايرنى بأنى ابنة دار الملاحظة، وأقسم أنى لم أرتكب جرماً أعاقب عليه لأكون مع السجينات، أنجبت ثلاثة أطفال واختفى الزوج السنة تلو الأخرى وما كان منى إلا أن ذهبت إلى والدته أرجوها أن ترحم حالى فلست بالمطلقة ولا المتزوجة، وبالفعل رقت على حالى وذهبت معى إلى المحكمة وتم طلاقى غيابياً من زوجى ولم يسأل أحد بعدها عنى ولا عن أطفالى.

ولجأت إلى شقيقة زوجى السابق لأضع طفلتى الثالثة بعد أن قرر صاحب المنزل طردها مع أطفالها، لم تشفق شقيقة زوجها على حالها ولكن الله كان أكثر كرماً من الجميع حين رزقنى من أهل الخير بسكن بسيط استطاعت أن تجعله بيتاً لها ولأطفالها.

أصبحت «شهد» حرة بلا زوج، ولكن هيهات بينها وبين الحرية قررت العمل لكى تطعم أفواه الجياع قائلة: «حاولت العمل أكثر من مرة ولكن تعليمى المتوسط وزواجى المبكر لم يجعلا بين يدى شهادة يمكن أن أستند إليها فأصبحت ألجأ إلى دار الأيتام لأنى بنت الدار وهم أهلى، وكنت أحصل على المساعدة منهم، وكنت أمضى أيامى بين الموجود من المساعدات، وبين بعض الأموال البسيطة جداً والتى لا تتعدى الجنيهات، حتى صادفت حديقة صغيرة كنت أجلس فيها عندما تضيق الحال بى، وأجلس أفكر طويلاً فى حالى وحال أطفالى دون فائدة».

تعرفت على فتيات أثناء جلوسى فى هذه الحديقة لتتعرف على أصناف من الحياة المتلاطمة بين المدمنات، وأخريات كن يزاولن مهن الطرب، وأخريات يلهين كل بحسب ما تريد، ومع ذلك بقيت «شهد» صامدة ولم تنزلق إلى الحرام لأن لديها أطفالاً تريد أن تربيهم وتفكر فى حالهم إذا رحلت عنهم، أو تركتهم

وتستكمل حكايتها... وفى أحد الأيام أثناء جلوسى بالحديقة التقته فى طرف الحديقة التى يعمل فيها ولكنها لم تعره اهتماماً لأنها لم تفكر فى الاقتران برجل آخر، ومع ذلك شاءت الأيام أن تجعلنا حين كان الوقت متأخراً وأريد العودة إلى المنزل عرض على أن يوصلنى إلى المنزل، ومع ذلك رفضت لأن الخوف كان يتملك قلبى كتب لى رقم جواله إذا احتجت إلى شىء، وكان فى حديثه مهذباً، ذات يوم احتجت إلى من يحضر لى أطفالى من تحفيظ القرآن، فوجدت الرقم مكتوباً على الورقة، تحدثت معه وبالفعل كان عند طلبى حين أحضر أطفالى إلى المنزل، بل وبادر بإدخال أطفاله إلى تحفيظ القرآن نفسه حتى يرفع الحرج عنى، وبات يأخذ ذهاباً وعودة أطفالى وأطفاله شعرت بما لم أشعر به فى زواجى الأول، عاطفته كانت رائعة، وحديثه مهذباً أحببت فيه هدوءه، وكرم أخلاقه كنت أعلم أنه متزوج ولكن أعرف أيضاً أنى لن أحصل على شاب يعوض صبرى وأنا المطلقة ولى ثلاثة أطفال أحببته تحولت العلاقة إلى ارتباط شرعى.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل