المحتوى الرئيسى

عالم تطبيقات البث المباشر..أن تكون أنت البضاعة المباعة - E3lam.Org

03/15 14:26

في أواخر عام 2016، بدأ مستخدمو الإنترنت في الوطن العربي في معرفة تطبيقات البث المباشر المخصصة للهواتف الذكية، تلك التطبيقات القادمة من شركات في شرق أسيا، تختلف كثيرًا عن البث المباشر من فيسبوك أو إنستجرام أو تويتر، فهي تتيح لك البث لجميع مستخدمي التطبيق دون تمييز، كل ما يميزك هو نوعك (ذكر أو أنثى) وموقعك الجغرافي، كما تتيح تلك التطبيقات إمكانية البث المشترك، أي أن يقوم صاحب البث بدعوة شخص أخر، ليظهر على الشاشة نافذتين للفيديو، الرئيسية لصاحب البث، ونافذة صغيرة في جانب الشاشة للضيف، ويمكن قبول أكثر من ضيف في نفس الوقت خلال البث.

تلك التطبيقات لها عائدين، الأول معنوي، وهو الشهرة وأن يجد صاحب البث بضعة مئات يمدحون شكله أو موهبته في حال قرر أن يعرض موهبته للمشاهدين، وهو ما يجعل بعض أصحاب البث يقوموا بإطلاق لقب “مذيع” و”مذيعة” على بعضهم، لمجرد أنهم يقوموا بالحديث إلى الأخرين في بث مباشر.

العائد الثاني؛ مادي، فالتطبيقات تسمح لمستخدميها بشراء هدايا إلكترونية، ومنحها للأشخاص المفضلين لهم من أصحاب البث، أي أن كل المطلوب هو أن تنشيء حساب، وتتبادل أطراف الحديث مع المتابعين، وكلما استلطفك أحدهم منحك هدية إلكترونية، وبعد جمع عدد معين من الهدايا، يمكنك استبدالها من التطبيق بأموال حقيقية تودع في حسابك البنكي خلال بضعة أيام.

باختصار، أنت البضاعة، لا يوجد لدى المشاهدين سواك، صوت وصورة، وعلى أساس ذلك تجني الأموال، وهو ما يفسر كون أغلبية أصحاب البث من الفتيات، ودائمًا ما يكن في أبهى صورة ممكنة من ماكياج وتصفيف شعر واصطناع للرقة، والدلع،وأشياء أخرى أحيانًا، مع ضرورة تقبل كل الإهانات وكافة أنواع التحرش، ومحاولات البعض التعامل بإسلوب”بكم تعطيني هذه الجارية؟”.

مجرد دخولك كمشاهد يجعلك في حالة إنفصال عن الواقع، فالأشخاص في أي بث يتبادلون حديث سيريالي، مثل أن يكون دخول “أرنوب الشقي” حدث يجعل صاحبة البث تهتف بإسمه، وهي تقول له “وحشتني كنت فين من الصبح؟”، ليجيبها الأرنوب الشقي أنه كان منشغلًا في بث صديقته “نوتيلا سايحة” التي تحتفل بعيد ميلادها في حفل مؤثر مليء بالهدايا، حضره 1500 مشاهد.

قد يبدو لك الحوار السابق سخيف أو به مبالغة، لكن أسماء المستخدمين في تلك التطبيقات غريبة، وذلك هو شكل الحوار الدائر بين هؤلاء الأشخاص على مدار اليوم، أشخاص يعيشون يومهم مرتدين ثيابهم الكاملة حتى في المنزل وقت الفجر، وفتيات غارقات في مستحضرات تجميل رخيصة تجعل وجوههن تحمل أكثر من لون، وملابس صيفية طوال العام حتى في الشتاء القارس.

نحن نتحدث عن عالم موازي،لا يمت للواقع بصلة، وقد امتهن البعض البث المباشر عبر تلك التطبيقات من أجل جني الأموال، عن طريق تقبل الكثير من التحرش والسباب والإهانات.

هذا العالم، تحكمه ثلاث تطبيقات، هي الأكثر تداولًا في مصر والبلاد العربية، بحسب أرقام تحميلها من متجر تطبيقات جوجل، تجربة تصفح تلك التطبيقات لم تكن سهلة، ومليئة بالاستفزازت، النصيب الأكبر من الاستفزاز يعود إلى المستخدمين وأصحاب البث، فمهما كانت رقابة أي تطبيق في العالم، لن يمنع ذلك أحدهم عن القيام بالتجاوزات.

في البداية، كنت أدرك أن تلك التطبيقات بها رقابة صارمة كما قرأت في المعلومات المنشورة عنها، كما أنها تظهر رسالة تحذيرية في بداية مشاهدة أي بث عن تجنب العري والمحتوى الجنسي والعنف وكل الأشياء الغير أخلاقية، لكن رقابة تلك التطبيقات، لا تقوم بالتدخل طالما لا يوجد في البث عري ظاهر على الشاشة، أو لم يقم أحد المشاهدين بالإبلاغ عن مخالفة في البث.

أما عن تقييم تجربة التطبيقات الثلاث، فجاءت كالتالي:

تم إطلاقه في شهر مارس 2016 من شركة سنغافورية، وهو الأكثر انتشارًا حول العالم، والأسهل في الاستخدام، والأقل في الرقابة، والأكثر ازدحامًا بعروض البث المثيرة للتحفظات.

تطبيق بيجو يتيح لمستخدميه التصفح بأكثر من طريقة تصنيف، أبرزها التصنيف بحسب الدول، وعدد الدول المتاحة من كل قارة في التطبيق، ليس بالقليل، ومعظم الدول العربية تتواجد به، كما أنك قد تجد مستخدمين عرب يقومون بعرض البث من دول أجنبية متواجدين فيها.

عدد المستخدمين من الدول العربية كان الأكثر خلال التجربة، وربما يعود ذلك إلى عوامل تقنية مثل عدم احتياجه إلى سرعة إنترنت كبيرة مقارنة بالتطبيقات الأخرى، بالإضافة إلى العناصر السابق ذكرها، وهو ما يجعله جاذبًا لمحبي الربح السريع.

تم إطلاقه في أبريل 2016 من شركة صينية، وهو شبيه بتطبيق Bigo Live، لكنه أقل انتشارًا، ويختلف عنه في التصميم وطريقة عرض أصحاب البث وتصنيفهم.

منذ إطلاقه، واجهته اتهامات في الدول الأوروبية، أنه يسمح بالعنف والتنمر الإلكتروني تجاه المراهقين دون سن الثامنة عشر، وهي أزمة تواجه كل تطبيقات الإنترنت التي تسمح بأن يواجه الشخص عدد كبير من الغرباء.

تطبيق صيني آخر، تم إطلاقه في شهر مايو 2016، فيما يبدو أن التطبيقات الثلاثة تشابهت في الفكرة، وتزامنت في تواليها عقب بعضها البعض.

لا يختلف التطبيق عن نظيريه في شيء، سوى وجود نسخ من التطبيق مخصصة للمناطق الجغرافية، أي نسخة مخصصة للمغرب ونسخة للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بالإضافة إلى النسخة الرئيسية والمتداولة في أنحاء العالم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل