المحتوى الرئيسى

حكايات "الشهد والدموع" في حياة إسماعيل عبد الحافظ - E3lam.Org

03/15 10:38

فنان ومبدع كبير، وواحد من أهم مخرجي الدراما التليفزيونية المصرية والعربية، المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ، الذي تمر اليوم الذكرى الـ77 لميلاده، 15 مارس 1941. مشوار طويل وحافل عاشه “العم إسماعيل” وأعمال درامية خالدة أخرجها، ليحفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الفن.

في ذكرى ميلاده يرصد “إعلام دوت أورج” مسيرته وأهم ما قدمه من أعمال ومسلسلات.

بعد 5 سنوات من مولده، بقرية الخادمية بمحافظة كفر الشيخ، مات والده متأثرا بطاعون الكوليرا، ولكن والدته أصرت على أن يستكمل تعليمه، حتى لو كلفها ذلك بيع القراريط القليلة التي يملكونها، وبالفعل استمرت في دعم أولادها الثلاثة بكل ما تملكه من جهد وصبر، لكن القدر حرمها من رؤية النتيجة حيث توفيت قبل شهور قليلة من تخرج ابنها إسماعيل، والذي كان الأول على دفعته، في قسم اللغات الشرقية، جامعة عين شمس. عام 1963.

رفض عبد الحافظ وظيفة معيد الجامعة التي كانت من حقه بحكم تفوقه، واختار العمل في التليفزيون، ليحقق حلمه القديم بأن يصبح ممثلا.

لكنه سرعان ما تخلى عن حلم التمثيل، وانتقل شغفه للإخراج، حيث عمل لسنوات مساعدا لكبار مخرجي الدراما وقتها، كأحمد عتمان وفايز حجاب.

في عام 1969 رشحه المخرج إبراهيم الصحن، لإخراج سهرة درامية طويلة، بعنوان “وتمضي الأيام”، بعدها شارك في إخراج بعض حلقات مسلسل شهير وقتها، اسمه “الناس والفلوس”، لكن الرقابة أوقفته بحجة إثارة الرأي العام، وكانت تلك الورقة الأولى في ملف عبد الحافظ الأمني.

طوال السبعينات كان إسماعيل عبد الحافظ ممنوعا من العمل في التليفزيون المصري، بسبب تقارير الأمن والرقابة التي كانت تُصنفه من “أعداء النظام”، لمجرد أنه يقدم بعض سلبيات المجتمع المصري في تلك الحقبة، في أعماله.

ونتيجة لحالة الحصار والمنع تلك، اتجه للعمل في القطاع الخاص، وفي تلك الفترة أخرج عدة أعمال، اجتماعية وتاريخية لتليفزيونات عربية مختلفة، واستقر لبعض الوقت في قبرص.

– مع “توأمه” وشريك نجاحه

في تلك الفترة تقابل عبد الحافظ، أو جدد اللقاء مع زميل دراسته الثانوية، وشريكه في النجاح والمجد فيما بعد، أسامة أنور عكاشة، وكان بداية تعاونهما في مسلسل قصير، من سبع حلقات، اسمه “أسوار الحب”.

ثم افترقا لبعض الوقت، وعادا مجددا لبداية مشوار زمالة وتفاهم وأعمالا خالدة في ذاكرة المصريين والتاريخ.

كان اهتمام عبد الحافظ، كأي مخرج، مُنصبًا على شيئين في قبوله لأي عمل درامي: القصة والممثل، لكن ليس أي قصة وأي ممثل، بل كان يبحث عن قضايا حقيقية ووجوها جديدة، وهو ما وجده في أنور عكاشة، ملك الحكايات وأستاذ الدراما الأكبر.

كانت بداية التعاون بين عبد الحافظ وعكاشة في مسلسل “الشهد والدموع”، الذي قدم رصدًا للطبقة الوسطى وأحوالها، ما بين آمالها في الالتحاق بالطبقة الأعلى، وخوفها من السقوط في الفقر والحرمان، لكن “أولاد الحلال” تدخلوا وأقنعوا منتج العمل الخليجي، أن هذا العمل هو دعاية “للشيوعية”، ما أدى لانسحابه من الإنتاج، قبل استكمال تصوير المسلسل، ما اضطر عبدالحافظ إلى عرض الحلقات الـ13 التي تم تصويرها كجزء أول، ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه العمل، وافق التليفزيون المصري على إنتاج الجزء الثاني.

ونظرا للنجاح الكاسح للمسلسل، لدرجة أن الشوارع كانت تخلو من المارة وقت عرضه، عاد إسماعيل عبد الحافظ للعمل في التليفزيون، وإدراجه في الفئة الممتازة للمخرجين، كأحمد توفيق ومحمد فاضل وأحمد بدرالدين، الذين كانوا يتقاضون مبلغ 1000 عن الحلقة الواحدة.

بعد نجاح “الشهد والدموع” بدأ “التوأم”،عبد الحافظ وعكاشة، التفكير في عمل درامي كبير، يرصد تاريخ مصر المعاصر من خلال حي شعبي مصري، وكان اتجاه عكاشة هو شكل الحلقات المتصلة المنفصلة، لكنه غير رأيه وحول المسلسل كما ظهر.

من الغريب أن الترشيحات الأولى لبطلي العمل كانت تتجه لمحمود ياسين، في دور سليم البدري، ولـ”سعيد صالح”، في دور سليمان غانم، لكن تدخل إسماعيل عبد الحافظ برؤيته، حسم الأمر لصالح يحيى الفخراني وصلاح السعدني، وتوالت أجزاء المسلسل بنجاح لم يسبقه أو يلحقه نجاح. وهو ما اضطر أنور عكاشة لكتابة جزء رابع وخامس منه، مع أنه في التخطيط الأصلي كان ثلاثة أجزاء فقط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل