المحتوى الرئيسى

دم «مريم» يضيع بين الإهمال الطبي والتواطؤ البريطاني

03/15 22:54

كتب ـ سحر ضياء الدين وخالد حسن ومحمد عيد:

بعد حادث اعتداء عنصرى بشع من قبل 10 فتيات فى بريطانيا توفيت الطالبة المصرية مريم عبدالسلام، إثر اصابتها.

وتقدمت وزارة الخارجية بالخالص التعازى لأسرة المواطنة مريم عبدالسلام ضحية الاعتداء الآثم فى مدينة نوتنجهام ببريطانيا، والتى وافتها المنية أمس بالمستشفى التى تُعالج بها من جراء الاعتداء.

وأكد المستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن القنصلية العامة فى لندن سوف تتابع بالتنسيق مع مستشارها القانونى ومحامى الأسرة كافة الاجراءات القانونية المتعلقة بواقعة الاعتداء على الفقيدة حتى يتم القصاص من الجناة، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره فى توفير الرعاية اللازمة، واستيفاء كافة الحقوق القانونية الأخرى للأسرة.

من جانبها أكدت نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، أنها تواصلت مع السفير ناصر كامل سفير مصر فى بريطانيا، وأشار إلى أن السفارة تواصلت مع أسرة الفقيدة لتقدم سبل الدعم المعنوى لها والمساعدة فى إنهاء إجراءات شحن جثمانها لمصر، مؤكداً أن تعامل المستشفى البريطانى التى دخلتها مريم مع حالتها يدعو للتسؤال وستتم معاقبتها فى حالة ثبوت تعمدها الإهمال الطبى بحق الفقيدة، مؤكداً أن هناك تواصلا مستمرا بين السفارة ووزارتى الخارجية الداخلية البريطانيتين لمتابعة القضية، كما قامت السفارة بترشيح محامى مصرى لتمثيل أسرة الطالبة قضائياً للمطالبة بحقها أمام المحكمة البريطانية من الفتيات اللاتى تعدين عليها واللاتى تم إلقاء القبض عليهن مؤخراً ووجه لهن اتهام القتل بعد وفاة الطالبة.

وتواصلت الوزارة مع الدكتور عماد أبوحسين المستشار القانونى للسفارة المصرية فى لندن، الذى أكد أن «مريم» أجرت جراحة دقيقة منذ 3 أيام فى المخ، نتيجة تدهور حالتها الصحية، بعد الاعتداء عليها وضربها فى مدينة «نوتنجهام» البريطانية ودخولها

وأوضح «أبوحسين»، أن «مريم» بعد تعرضها للاعتداء دخلت احد المستشفيات، إلا أنها لم تقم بعلاجها وكشفت عليها ظاهريا فقط، وبعد عودتها إلى المنزل تبين أنها مصابة بنزيف فى المخ ودخلت فى غيبوبة، وتم نقلها لمستشفى آخر لتلقى العلاج إلا أنها توفيت، مضيفًأ أن أسرتها تقوم حاليًا بإنهاء إجراءات سفرها تمهيداً لنقل الجثمان إلى مصر ودفنها فى وطنها.

وأكد أن مسار القضية تحول من تعدى بالضرب إلى جناية قتل، لافتاً إلى أنه سيتم تحريك دعوى قضائية ضد المستشفى البريطانى التى دخلتها مريم لإهمالها فى علاجها.

وفى غضون هذه التطورات قال حاتم عبدالسلام والد «مريم»، ان جثمانها لن يتحرك من إنجلترا إلا بعد تشريح الطب الشرعى، وإن الشرطة ستفرج عن الجثمان بعد التحقيقات ومحاكمة المتهمين، لأن المجنى عليها أقل من 19 سنة.

وعن سبب اعتداء الفتيات الـ10 على ابنته، أضاف أن الفتيات من ذوات البشرة السمراء، وبينهن عدد من ذوات البشرة البيضاء، وصفنها بمصطلح «بلاك روز»، اعتدين على ابنته بالضرب والسحل، قائلاً: «بنتى شهيدة فى الجنة، وربنا منتقم جبار وقادر يأخذ حق بنتى، وهناك شريط لدى الشرطة البريطانية يكشف اعتداء البنات على مريم بالصوت والصورة».

وتابع: «المستشفى أهمل فى عناية ابنتي، وأخرجها يوم 7 مارس الماضى من العناية المركزة لغرفة عادية، رغم أن حالتها كانت سيئة للغاية، وحاولت الوصول لسائق الحافلة والشاب الذى انقذها لأن كاميرات الحافلة رصدت الواقعة بالتفصيل، والشرطة لم تطلعنا

وأوضح «عبدالسلام» أن الشرطة ألقت القبض على فتاة واحدة فقط رغم أن الفيديو بالصوت والصورة يوضح شخصيات الباقيين، وأكد أن الشرطة بعد ذلك قامت بإطلاق سراح هذه الفتاة لأن الفتاة المتهمة لم تتحدث أثناء التحقيق، والقانون البريطانى لا يسمح بحجز أى شخص بدون حكم قضائي، مؤكداً أن السفير المصرى يتواصل معه، وأن هناك وفدًا كبيرًا يتواجد معه لمتابعة الاجراءات.

وأدانت الدكتورة شيرين فراج عضو مجلس النواب الحادث، مطالبة الأجهزة المعنية بالدولة والمتمثلة فى وزارة الخارجية ومجلس النواب، وكذلك منظمات المجتمع المدنى فى الخارج، بالتدخل للحفاظ على كرامة المصريين، وإعادة حقوقهم بالتنسيق مع الجانب البريطانى من أجل محاسبة الجناة وحفظ حق كل المصريين ممثلا فى حق الضحية الطالبة «مريم».

وأكدت عضو مجلس النواب، أن حق «مريم» لن يضيع فى ظل الانتهاك والاعتداء المستمر على حقوق الانسان، لافتة إلى أنها علمت أن هناك حالة أخرى مشابهة تم الاعتداء عليها مثل حالة «مريم»، مطالبة بالقصاص العادل وسرعة محاكمة الجناة.

وأكدت «فراج» تضامنها مع أسرة مريم، مطالبة بضرورة محاسبة المخطئ سواء المعتدين على الطالبة أو مسئولى المستشفى الذين تقاعسوا عن تقديم العلاج المناسب لها، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالحفاظ على كرامة المصريين بالخارج والداخل‪.

وطالب النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، الجهات المعنية فى بريطانيا بصورة من التحقيقات التى أجريت فى واقعة وفاة الطالبة المصرية مريم عبدالسلام.

وقال «الخولى» إن مستشفى نوتنجهام الانجليزية، شخصت حالتها بالخطأ على أنها إصابة بالقلب وليس نزيف بالمخ، وتم إخراجها من المستشفى لتعود مرة أخرى بعد تدهور حالتها الصحية ودخولها فى غيبوبة، وهو ما يؤكد وجود إهمال طبى جسيم أودى بحياتها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل