المحتوى الرئيسى

اللواء حسين أبوشناق مدير أمن الشرقية خلال ثورة 25 يناير لـ«الوفد»:الداخلية تحملت أخطاء سياسات ووزارات نظام «مبارك»

03/14 23:17

حوار: ممدوح دسوقي - تصوير: أشرف شبانة

لا يوجد ضابط يتمنى موت متهم لديه فى القسم لأن الدنيا ستنقلب على رأسه

 المحليات كانت ترتشى وتترك المبانى المخالفة ثم تطالب الداخلية بهدمها

نظام «مبارك» كان يمالئ الإخوان ويتماشى معهم

الإخوان لا يملكون أنفسهم وينفذون ما يأمرهم به مرشدهم

الشرطة فى 25 يناير كانت مجنياً عليها

تم الهجوم على جميع مراكز الشرطة خلال نصف ساعة

فى الذكرى السابعة لثورة 25 يناير 2011، وتحميل وزارة الداخلية الكثير من الأخطاء والاتهامات وإعلان الأطراف المناوئة للداخلية عن رؤيتها وموقفها.. نتحاور مع اللواء حسين أبوشناق، مدير أمن الشرقية، خلال ثورة 25 يناير كأحد شهود العيان على تلك الثورة التى تضيع حقائقها بين مؤيد لها أو معارض، حيث أكد فى شهادته أن الداخلية تحملت أخطاء سياسات ووزارات نظام «مبارك» الذى كان يمالئ الإخوان ويتماشى معهم.

مؤكداً أن الإخوان لا يملكون أنفسهم وهم مبرمجون وملقّنون، وكل تصرفاتهم بتوجيهات من مرشدهم، بما يجعلها جماعة تتصف بالخسة والنذالة وعدم الوفاء، لأن العضو الإخوانى ليس له أصل ولا ملة أو أخلاق ولا يحفظ الجميل.

وأشار إلى أن الشرطة فى 25 يناير كانت مجنياً عليها، وكانوا يندهشون لماذا يطلق عليهم النيران وتم إحراق مراكز الشرطة.

مشيرًا إلى أنه لا يوجد ضابط يتمنى موت متهم لديه فى القسم، لأن الدنيا ستنقلب على رأسه.

وأضاف أنه لا الشباب ولا القيادات السياسية أو الأمنية كانوا يعرفون المخطط الإخوانى ضد مصر فى 25 يناير 2011

- بدأت الأحداث بانتفاضة أو غضبة فى الشارع المصرى ضد بعض القرارات والسياسات لتصحيح الأوضاع بصفة عامة، لكن تأكد للجميع وجود عوامل خارجية وجماعة الإخوان التى حرصت على توسيع التظاهر ونشر الفوضى، وبهذا ابتعدت عن كونها ثورة تحقق مطالب الشباب من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، واتجهت للفوضى والسعى لهدم الدولة عن طريق تهييج الناس للتخريب وحرق الأقسام.

- الشرقية كان لها وضع خاص غير باقى المحافظات، لأن الشرطة كانت تحتفل مع الأهالى وتوزع الشيكولاتة من خلال إدارة العلاقات العامة للداخلية وأعضاء حقوق الإنسان والاحتفال كان فى نادى الشرطة بحضور السياسيين والتنفيذيين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين.

- بعد صلاة الجمعة يوم 28 يناير، بدأت العناصر الإخوانية بتجميع المتظاهرين بترتيب مسبق، وكنت أصلى فى أحد المساجد القريبة من أماكن التجمعات، ومع انتهاء الصلاة والتسليم يمينًا وقبل الانتهاء من التسليم يسارًا رأيت الإخوان يخرجون بمنتهى السرعة من المسجد، دون سلام أو تسبيح، وهذا كان دليلًا على أن التكليفات كانت واضحة ومشددة على الإخوان، المهم تجمع الإخوان مع المتظاهرين وحاولنا إجراء حوارات معهم، حتى ينصرفوا ولم يستجيبوا، وفى الساعة السادسة وجدنا هجوماً كاملاً على ديوان المديرية وإلقاء المولوتوف حتى الساعة 12 ليلًا ثم التعدى على مبنى أمن الدولة.

- حاولنا فى البداية التفاهم والحوار معهم، ومع الضرورة كنا نستخدم قنابل الغاز المسيلة للدموع، ومر يوم 28 يناير فى الشرقية دون أحداث مؤسفة.

- بدأ الدور الإخوانى فى الشرقية بالأحداث المؤسفة يوم السبت 29 يناير 2011 وكانت الشرطة فى أماكنها، وبدأوا الاحتكاكات بهم والهجوم على أقسام الشرطة الساعة 4.30 عصرًا بهجوم كاسح بالمولوتوف، وبالطبع تم رصد قيادات الإخوان وتحريضهم للجماهير، وكنا من أوائل المحافظات الذين سجلوا محاضر بهذا الكلام يوم 31 يناير فى وقت لم يكن فيه أحد من الداخلية لديه متسع من الوقت لتسجيل أية محاضر، لأنهم كانوا يحاولون التخفيف من الخراب الذى حدث.

- نحن سجلنا فى محاضر رسمية أن الإخوان وراء هذه الاضطرابات وكانت تحريات مبدئية وأثبتنا الحالة بأن عناصر من الإخوان تحرض وتحرق وجارٍ تحديد الأسماء، وبالفعل تم حرق أكثر من90٪ من مراكز الشرطة، ثم إن الهجوم كان مركزًا على عنابر المساجين لإخراجهم والاستيلاء على مخازن السلاح، ولهذا ظهرت مبادرات من بعض الأهالى وبعض الضباط لتسريب السلاح وإخفائه بسرعة قبل الهجوم على الأقسام.

- هذا الهجوم لم يكن مبررًا، لأنهم أحرقوا الأقسام وسيارات الشرطة وخرجت لهم قيادات الشرطة فى الشرقية وأنا معهم ومنهم اللواء الشهيد «عبدالرؤوف الصيرفى» واللواء «حسن سيف» مدير الأمن العام، واللواء «سيد بهاء» من الأمن العام وتحدثنا معهم بـ«قال الله وقال الرسول»، وسألناهم ماذا يريدون؟ ولو أن لديهم احتجاجاً سياسياً سنقف معكم ونساندكم ولا داعى للتخريب والحرق ولكنهم كانوا يصرون على إسقاط الدولة.

- لا.. لأن المسجلين خطر كم فرداً سيكون أمام كل قسم هل هم عشرة أم عشرون؟ وحين كان من السهل التعامل معهم، ولكن المشكلة كانت فى الأعداد الكبيرة الأخرى التى وقعت بها الإخوان، وإذا سلمنا جدلًا بأن المسجلين خطر جاءوا للانتقام من ضباط المباحث لأنهم عذبوهم!! فماذا عن الأعداد الأخرى هل تم تعذيبهم؟ ولكن كانوا يريدون إخراج المجرمين والاستيلاء على السلاح وهدم مبنى القسم، وظللنا فى يوم 29 يناير حتى صباح يوم 30 يناير فى التعامل مع المعتدين فنتج لدينا نقص فى قنابل الغاز لأن تعاملاتنا كانت بالغاز فقط، والتعليمات كانت واضحة وصريحة بهذا الكلام، وبالطبع حدثت إصابات وكسور فى قوات الشرطة للضباط والجنود ولكن لم تحدث وفيات.

- تأكد لنا حقيقة ما يحدث صباح يوم 30 يناير، وأن ما يحدث ليس ثورة لها مطالب، بعدما حدث من احتكاكات

- الاتصال بوزارة الداخلية فى هذا التوقيت كان من الصعب وفى أضيق الحدود، لأن القيادات التى كانت فى القاهرة كان الله فى عونها، ولم يكن تنقصه تحمل أعباء المحافظات الأخرى، وكمدير أمن فى الشرقية كنت أعمل كرئيس جمهورية وصاحب التصرف، وإذا احتجت قوات أكبر يمكن أن أطلب ولكن تم فرض حظر التجول وكنا نحضر السلاح بطرق معينة وكنا حريصين على أن نجمع الشتات، لأن معظم الأقسام تم إحراقها بعد الهجوم الكاسح عليها.

- كنت قادماً من رحلة علاج فى الخارج يوم 13 يناير، والمعلومات المتاحة عما سيحدث فى 25 يناير أن بعض الشباب سيتجمع ولهم مطالب وسيحدث احتكاكات واعتراضات على بعض السياسات، وسيحدث قلق فى بعض المناطق، وبعض السياسيين والصحفيين والإعلاميين هيجوا الشباب بما كانوا يقولونه فى وسائل الإعلام أو الصحف والمؤتمرات السياسية، والتعليمات كانت الاحتواء لأقصى درجة وبلا حدود وإذا ظهر عنف إطلاق رصاص على أقسام الشرطة فأقصى ما نستخدمه هو القنابل المسيلة للدموع.

- نعم.. ولن يوجد أحد لديه حس سياسى أو أمنى سيطلق الرصاص على هذه التجمعات، هذا إذا نحّى الجانب الإنسانى، وبالطبع هذا من المستحيل، لأن الشرطة تعرف لو أنها قتلت فردًا من هذه الجموع سيزداد الغضب وتشتعل وتنفجر الأحداث وتخرج عن السيطرة، بل بالعكس كنا نندهش لماذا يطلقون النيران على الشرطة ويحرقون الأقسام وسيارات الشرطة؟

- جماعة الإخوان أعلنت أنها لن تشارك فى 25 يناير، ولكنها شاركت.. وسرقت الثورة والوطن؟

- الإخوان عملت مواءمات، وكانوا يحرّضون ونجحوا مع بعض الشباب فانساقوا خلفهم لأنهم لم يعرفوا أبعاد المؤامرة مثلهم مثل الشرطة والقيادات السياسية الكبرى فى الدولة، لدرجة أن المسئولين كانوا يقولون أمورًا متغيرة كل يوم لأنهم لم يعرفوا المخطط الإخوانى.

- بعد خطاب «مبارك» العاطفى تجمع أعضاء الحزب الوطنى فى شارع عمر أفندى فى مواجهة الإخوان فانتقلنا هناك حتى نمنع المناوشات وأقنعت أعضاء الحزب الوطنى بالتراجع بعض الشىء وأنهينا الاشتباك، والإخوان لم تعجبهم الأمور الهادئة فانتقلوا إلى منطقة مدرسة الزراعة وحطموا بعض المحلات واحتكوا بالأهالى التى هاجت عليهم فجروا وتفرقوا واحتمى 70 فرداً منهم داخل مسجد الزراعة وكان معهم ابن «مرسى» وحاصرهم الأهالى للانتقام منهم ومعهم رجال «عاشور»، عضو مجلس الشعب، الذى ذكره «مرسى» فى أحد خطاباته مع تلك الواقعة وحاصر المسجد حوالى عشرة آلاف ضد الإخوان، وتابعت هذه الأحداث وبعض الآراء قالت لا تعرض القوات للخطر، وكان لا بد لى من إصدار قرار فى هذه اللحظة، فتحركت من القيادات الأمنية، وكان فيه خطورة فى الدخول إلى المسجد، ومع بعض قوات الأمن المركزى استطعنا أن نخترق المحاصرين ودخلنا المسجد ولمت الإخوان المعتصمين بشدة لأنهم حطموا المحلات واعتدوا على الناس وحاولنا إقناع الأهالى الذين حاصروا المسجد حتى يبتعدوا وبصعوبة شديدة أحضرنا السيارات المصفحة إلى باب المسجد وأدخلنا فيها الإخوان المعتصمين ونجحنا فى الحفاظ عليهم وأخرجناهم حتى لا يفتك بهم الأهالى، وبعد يومين حضر إلى مكتبى الدكتور محمد بهاء، أستاذ طب الأسنان ومن قيادات الإخوان فى الشرقية عن طريق صديق مشترك بيننا وكان له ابن محاصر فى المسجد وأخرجناه، وشكر فى الرجل وقال إنت ورجالك ضحيتوا بأنفسكم حتى تخرجوا من كان فى المسجد وابنى حكى لى كل شىء.

- أقول هذه الواقعة لأنها تؤكد على نذالة وخسة الإخوان وعدم وفائهم وجحودهم وعدم حفظهم لأى جميل وكرههم لكل شىء فى هذا الوطن، لقد أنقذت 70 إخوانياً منهم، ولكن الإخوانى ليس له أصل ولا ملة أو أخلاق أو دين ولا عرفان بالجميل.

- نعم وكانوا أشاعوا كذبًا أن قيادات أمن الدولة تحرق الملفات حتى لا يتم إدانتهم، وهيجوا الأهالى واتجهوا إلى مبنى أمن الدولة، وجاءت تحذيرات وتنبيهات من الداخلية، ومع ذلك ذهبت اليهم معتمدًا على رصيدى فى الشارع وعلى موقفى بإنقاذ من كانوا فى المسجد، وعندما ذهبت إلى جموع الإخوان لينصرفوا فوجئت ببذاءات وهتافات تقول «بره.. بره» ومحاولة الاحتكام والتطاول ليس لهما حدود فتدخل رجال القوات المسلحة حتى لا تتفاقم الأحداث ثم خرج لى شخصياً ولدا منهم لم أكن رأيته من قبل، ويقول: لن ننصرف وسوف نركب ونحكم، وهل تتذكر عندما قلت لك

- لم يجب عن سؤالى وأشار بيده «عديها»!!

- مرة واحدة تعاملت مع «مرسى» حيث جاء لى بطلب خاص للكلية حيث كان عضواً فى البرلمان.

- كل أعضاء الإخوان مبرمجون وما يقولونه ملقن وكل تحركاتهم بإذن ولم يأت إلى مكتبى إلا بتوجيه وهذا انطباعى عنه، وعندما جاء إلى الرئاسة لم يتغير والإخوان على المستوى الإنسانى يظهرون أنهم طيبون وجيدون ويتعاملون بالحب والود مع أصدقائهم وجيرانهم وأقاربهم ولكن إذا أمرهم المرشد بقتل أقرب الناس إليهم سينفذون دون تردد أو وخزة من ضمير، ولهذا يجب ألا ينخدع الناس فى الإخوان لأنهم لا يملكون أنفسهم وينفذون أى أمر من المرشد لأنهم يعتنقون مقولته التى تقول الإخوانى بين يدى مرشده، مثل الميت بين يدى مغسلة.

- نظام مبارك بكامله كان يمالئ الإخوان ويتماشى معهم وفاتح لهم سكة، وكان وجهة نظره أن يخرجهم حتى يعملوا فى النور وليس فى الظلام.

- نعم.. بدءاً من أزمات رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز إلى كل أمر فى الدولة كانوا يقحمون فيها الداخلية، ومثلًا حدثت أزمة زراعة الأرز وأصدر وزير الزراعة قراراً بأن من زرع مشاتل الأرز يتم نزعها والمحافظ تحدث معى كمدير للأمن فى كفر الشيخ بهذا الشأن فقلت: يا فندم هذه ثروة والفلاحون زرعوا ونزع الشتلات خراب بيوت، وتريدنى أن أقود القوات وأنزل أهاجم الناس؟ فقال هذا قرار فكنا ننفذ التعليمات ونحاول تجنب الصدامات فخرجت البلدة التى زرعت الأرز والبلدة التى تليها كانت زرعت أرزاً أيضًا فاتحدا مع بعضهما وقطعا علينا الطريق وهذه تداعيات تحملتها الداخلية مع أنها ليس لها علاقة بزراعة الأرز، ثم مشاكل البناء من الأراضى الزراعية والأجهزة المحلية ترى المواطن وهو يشوّن الطوب والرمل والزلط والأسمنت والحديد، ويقوم بالبناء ولا يمنعه أحد حتى يكمل البناء ويسكن هو أسرته وأولاده والله أعلم هل قبض المجلس المحلى رشوة أم لا؟ وبعد ذلك يتخذ ضده الإجراءات ويطالب قوات الأمن بالتنفيذ بطرده من مسكنه هو وأسرته وتقوم بهدمه والناس تكره الداخلية وليس لها ذنب فى هذا الفساد، ومع أن الحكومة هى التى ترسل لنا قرارات الإزالة، وإذا لم تنفذ سنكون مقصرين وإذا نفذنا يكرهنا الأهالى.

- 100٪ هذا صحيح والتجاوزات كانت قبل 2009 وقصة «عماد الكبير» وغيره، ولكننا نعيش فى مجتمع كبير ونسبة التجاوزات صغيرة فى الداخلية وكل فئة بها تجاوزات مثل الأطباء والصحفيين والمهندسين.. إلخ ومن كان يتجاوز كان يتم محاكمته ويسجن لكن تجاوزات الداخلية كانت الصحف تبرزها وخاصة جريدة «الدستور» فى عامى 2008 و2009 وتصعد الأحداث وتدعى أنها ممنهجة وفى المقابل يوجد ضباط لديهم مستوى عال جدًا من الإنسانية والتجاوزات عليها حساب عسير ويوجد توصية دائمة ومستمر.

- هذا الاهتمام هو جزء من عمل الداخلية وهو الشق السياسى، وأفراد ضباط الأمن السياسى كانوا يعملون جانب ضباط الأمن الجنائى، وقد يكون هذا حدث فى فترة سابقة جدًا عن 25 يناير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل