المحتوى الرئيسى

رموز إدارة ترامب ـ مصير يتأرجح بين الفصل والاستقالة!

03/14 22:37

أضحت إدارة دونالد ترامب على شاكلة برنامج تلفزيون الواقع/ Reality Show ، الذي يفرض على المشتركين القدرة على التكيف تحت ظروف قاسية في جزيرة استوائية على سبيل المثال. ومع هذا العدد الكبير من الموظفين الحكوميين الذين اختفوا من إدارته منذ توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير2017، لا بد من طرح السؤال، من هو الشخص التالي الذي سيتم فصله أو سيقدم استقالته؟من سينهار تحت الضغط ويغادر البيت الأبيض طواعية؟

خرجت دراسة جامعية بنتيجة أن أول ما يتبادر لذهن الأميركيين عند سماع اسم ترامب هو أنه أبله وغير كفؤ وكذاب. وفي سياق الإقالة المفاجئة لمدير "إف.بي.آي"، تمّت المراهنة -أكثر من ذي قبل- على عدم إكمال ترامب فترته الرئاسية. (11.05.2017)

أما الرئيس فليس لديه سوى شيء واحد لقوله بهذه الخصوص، وهو ما نقلته شبكة "سي إن إن" في السابع من آذار/ مارس 2018 على الشكل التالي: "صدقوني، الجميع يريد وظيفة في البيت الأبيض، إنه مكان رائع للعمل".

غير أن هذا التصريح يناقض تماماً حقيقة أن عدداً كبيراً من المسؤولين الكبار في البيت الأبيض، تمت إقالتهم من مناصبهم في ظل الحكومة الأمريكية الحالية. وبلغ معدل التذبذب في شغل الوظائف 43 في المائة موزعة على الاستقالات وترك العمل حسب معهد بروكنغز التي يتخذ من واشنطن مقرا له. أما ثاني أعلى معدل لهذا التذبذب في السنة الأولى من تولي رئيس أمريكي منصبه فقد تم تسجيله في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، والذي بلغ 11 في المائة فقط. وسواء تعلق الأمر بالاستقالة الطوعية أو الفصل، فإن هؤلاء المسؤولين والموظفين الكبار لم يتمكنوا من تحمّل الرئيس ترامب او العكس، ومن أشهرهم: 

وزيرة العدل، التي كانت تعمل نائب وزير العدل في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووقد تم فصلها عن العمل من قبل دونالد ترامب في 30  كانون الثاني/ يناير 2016 ، وجاء الفصل بعد مرور عشرة أيام من توليه منصبه، لأنها رفضت الدفاع عن قرار ترامب بشأن حظر السفر على رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

تنحى مستشار الأمن القومي مايكل فلين، في 13 شباط / فبراير 2016، بعد حوالي ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية  وأقل من شهر في البيت الأبيض. أما خلفية الاستقالة فتعود إلى الكذب أمام كل من نائب الرئيس مايك بينس ومكتب التحقيقات الفيدرالي/ إف بي آي بشأن اتصالات هاتفية أجراها مع السفير الروسي في الولايات المتحدة بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية. وتعتبر فترة علمه أقصر مدة لمستشار أمن قومي في تاريخ الولايات المتحدة.

أقال دونالد ترامب، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، في شهر أيار/ مايو 2017، ومازال هذا القرار أحد أكثر قرارات إقالة الموظفين إثارة للجدل. أجرى كومي تحقيقات لتحديد ما إذا كان أعضاء فريق حملة ترامب الانتخابية قد عملوا مع روسيا قبل الانتخابات الرئاسية ، ومدى تأثير ذلك على نتائج الانتخابات. وبعد بضعة أيام من إقالته، نشر كومي محادثة له مع الرئيس ترامب، يطلب منه فيها كمدير لمكتب التحقيقات الاتحادي إنهاء تحقيق بشأن مستشار الأمن السابق فلين.

جيمس كومي،مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق

أمضى المتحدث الرسمي باسم الرئيس ترامب نصف عام في نزاعات حامية مع الصحفيين في البيت الأبيض حتى تنحيه في 21 تموز/ يوليو 2017. إلا ان استقالته لم تكن على خلفية علاقته السيئة بالصحافة، وإنما بسبب تعيين الرئيس الأمريكي لأنتوني سكاراموتشي، مديرا جديداً عن الاتصالات في البيت الأبيض، ورفض سبايسر للعمل تحت المسؤول الجديد.

ليس من الواضح تمامًا ما إذا كان رئيس موظفي البيت الأبيض، راينس بريبوس، قد استقال من منصبه في إدارة ترامب أو تم فصله. لكن ما هو مؤكد أن ترامب قد أعلن  في 28 تموز/ يوليو 2017، عبر تغريدة له على موقع تويتر عن تعيين جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، بدل راينس بريبوس. ويذكر أن بريبوس لم يكن قادراً لأكثر من نصف عام على منع تسريب معلومات سرية من البيت الأبيض إلى متناول الصحافة.

بعد عشرة أيام فقط من إعلان توليه منصب مدير الاتصالات، أُقال الرئيس أنتوني سكاراموتشي. وجاء القرار بناء على طلب من كبير موظفي البيت الأبيض الجديد انذاك جون كيلي، والذي اتهم سكاراموتشي بعدم الانضباط  في أداء عمله. وكان سكاراموتشي قد اتصل هاتفيا بمراسل "مجلة نيويوركر" في 26 تموز/ يوليو، وهدد بإقالة جميع موظفي الاتصالات في البيت الأبيض، كي لا لا يتكرر تسريب المعلومات السرية إلى الصحافة. كما وجه سكاراموتشي هجوماً حاداً لكل من رئيس موظفي البيت الأبيض آنذاك، راينس بريبوس وكبير المخططين الاستراتيجيين ستيف بانون في هذه المكالمة الهاتفية.

أنتوني سكاراموتشي،مديرالاتصالات السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب

تسبب وصول ستيف بانون إلى البيت الأبيض بضجة كبيرة. وكان كبير المخططين الاستراتيجيين في إدارة ترامب والمدير السابق للحملة الانتخابية معروفًا بآرائه اليمينية المتطرفة. كما أنه أحد مؤسسي موقع "برايت بارت" الإخباري اليميني. استقال بانون في 18 آب/ أغسطس 2017، ويفترض أنه تم إجباره على الاستقالة من منصبه بسبب معارضته للرئيس ترامب بشكل علني.

أعلنت رئيسة الاتصالات في البيت الأبيض، والتي وصفتها "مجلة فانيتي فير" الأمريكية بالابنة الروحية للرئيس دونالد ترامب، عن استقالتها  في  28 شباط/ فبراير. وتكهنت وسائل إعلام أمريكية بأن الاستقالة جاءت على خلفية مثولها أمام الكونغرس في جلسة استماع مغلقة حول قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. وباستقالة هيكس، يكون ترامب قد خسر أقرب المقربين له ولعائلته.

هوب هيكس، مديرة الاتصالات السابقة في إدارة الرئيس دونالد ترامب

في السادس من مارس/ آذار 2018، أعلن غاري كوهن عن تركه منصبه كمدير للمجلس الاقتصادي الوطني. يفترض أن إقالة ترامب لغاري، جاءت على خلفية اتخاذ ترامب قراراً مخالفاً للمشورة التي قدمها المدير حول فرض تعريفة جمركية عقابية على الصلب والألمنيوم.

كانت هناك تكهنات في السابق حول ترك ريكس تيلرسون منصبه كوزير للخارجية. وفي 13 آذار/ مارس 2018، أقال الرئيس دونالد ترامب الوزير بشكل مفاجئ. ويعود قرار الرئيس إلى اختلاف المواقف بين الطرفين على قضايا مختلفة، مثل قضية الصراع مع كوريا الشمالية. ويبدو أن ترامب أراد إعادة تشكيل فريقه قبل القمة التي تجمعه مع رئيس كوريا الشمالية.

يعيش جاريد كوشنر؛ كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر ترامب، متاعب عديدة منذ الشهور الأولى في منصبه، آخرها ما كشفه موقع "ذي إنترسبت" الأميركي في مارس/ آذار، إذ سعت شركته العقارية في أبريل/ نيسان2017 إلى تأمين تمويل قطري قوبل بالرفض. هذه الأنباء المتلاحقة دفعت بالسيناتوركريس مورفي للتصريح أنه من الواجب على كوشنر الاستقالة إذا ما تأكد تأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية ضد قطر لأجل مصالح مالية خاصة.

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الشهر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي إبعاد ابنته إيفانكا وزوجها جارد كوشنير من البيت الأبيض. كما ذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، أن الرئيس ترامب بات يشعر بخيبة أمل متزايدة من صهره ومستشاره كوشنير. وكان ترامب قد سحب منه الحق في الاطلاع على مستندات سرية تتعلق بأمن الولايات المتحدة.

في 28 فبراير/ شباط، أعلنت هوب هيكس استقالتها. هكيس، التي عملت لصالح عائلة ترامب منذ 2012، لم تذكر سبباً لاستقالتها، واكتفت بالقول: "أعجز عن إيجاد كلمات أعبر فيها عن امتناني للرئيس دونالد ترامب"، فيما وصفها ترامب قائلاً إنها "رائعة حقاً"، ومؤكداً على أنه سيفتقدها إلى جواره. هيكس عملت سكرتيرة صحفية لترامب خلال حملته الانتخابية، وتولت منصبها في البيت الأبيض في أغسطس/ آب الماضي كمديرة للاتصالات.

أُقيل جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالية (إف بي آي)؛ يوم 9 مايو/ أيار 2017. وذلك بحجة إعطائه معلومات غير دقيقة للكونغرس بشأن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون. بعد استقالته هدد كومي بكشف معلومات محرجة عن الرئيس الأمريكي ترامب.

جون كيلي، الذي نفى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إقالته أو استقالته من منصبه، يعيش وضعاً صعباً قد يؤدي الى إطاحته، بعدما أغضب الرئيس الأميركي ترامب بأسلوب تعامله مع اتهام موظف في البيت الأبيض بعنف أسري. وقد تجاوز توتر العلاقات بين جون كيلي، كبير الموظفين، وكوشنير، الذي مُنع من الاطلاع على أسرار مهمة، إلى ترامب، الذي بدا متوتراً وهو يسأل إن كان كوشنير استثناءاً، فأجاب بأنه أوكل الأمر إلى جون كيلي.

أعلنت وسائل إعلام أميركية يوم الجمعة الماضي (2 مارس/ آذار2018) عن إمكانية مغادرة مستشار الأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر، للبيت الأبيض نهاية الشهر الجاري، بحسب ما نقلت قناة "سي إن إن". كما نقلت أنه سيترك منصبه إثر "نقاط توتر عديدة" مع الرئيس، وفي ظل العلاقة المضطربة القائمة بينهما أحياناً. وكان ترامب قد أعلن عن تعيينه في20 فبراير/ شباط 2017 بعد قرابة أسبوع من استقالة مستشاره السابق مايكل فلين.

أعلن البيت الأبيض استقالة مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، على خلفية اتهامه بـ "تضليل" الإدارة الأميركية بشأن إجرائه اتصالات مع روسيا قبل تسلّمه منصبه. وكان فلين قد قدم استقالته يوم 13 فبراير/ شباط2017.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل