المحتوى الرئيسى

الفنان رشوان توفيق بعد تجاوزه الــ80 عاماً : الدولة تهتم بنجوم الصف الأول.. وتعتبرنى «درجة ثانية»

03/14 21:47

وفاة ابنى «قصمت ظهرى».. وحزين بسبب مرض زوجتى

الشيخوخة لم تهزم روحى.. وأدعو الله حسن الختام

«القرآن» يمنحنى الصبر على المحنة.. والموت حقيقة مؤكدة

من يتابع مشوار رشوان توفيق يكتشف أنه فنان من طراز رفيع تخرج فى معهد الفنون المسرحية، وبعد ذلك التحق بالعمل التليفزيونى وعمل مخرجاً إذاعياً، وعندما تم افتتاح مسرح التليفزيون كان من الأوائل الذين عملوا به، حيث شارك فى أول مسرحية يقدمها مسرح التليفزيون واسمها «شىء فى صدرى» للمخرج نور الدمرداش.

التقيت الفنان رشوان توفيق ودار بينى وبينه حوار طويل عن البدايات والأحداث الصعبة التى عاشها وتركت فى نفسه أثراً كبيراً.

● بعد تخطى الثمانين من العمر هل تشعر بتغيير فى طبيعة وتركيبة رشوان توفيق؟

- يضحك بصوت هادئ ويرد قائلاً: طبيعة وتركيبة الإنسان لا تتغير، أنا مؤمن بأن الإنسان ابن بيئته وتربيته هى التى تتحكم فى تكوينه، لذا لا يتخلى قط عن الأشياء التى تعلمها فى صغر سنه وحتى الممات.. لكن إذا سألتنى عن حالتى الصحية فسوف أعترف بأن الشيخوخة طالت كل حتة فى جسمى وعرف المرض الطريق إلى عظامى، ولكنى أتحرك بفضل الله وأستطيع المشى.

● لماذا يتمكن الحزن من نبرة صوتك؟

- كلامك صحيح.. أنا أشعر بالحزن بسبب تدهور الحالة الصحية لزوجتى، حيث داهمها المرض فجأة وأصبحت غير قادرة على الحركة، فهى تعانى من الإصابة بالسكر، ومؤخراً باتت تعانى من انزلاق غضروفى، وأتمنى من الله أن يمنحها الشفاء لأنها مصدر سعادتى وشريكة العمر بلحظاته الحلوة والمرة.

● مشوارك الفنى حافل بالعطاء فهل يوجد فى أرشيفك ما يدعو للخجل؟

- الحمد لله راضٍ عن كل أعمالى الفنية ولا يوجد فى أرشيفى عمل سيئ يجعلنى أخجل من نفسى أو أشعر بالكسوف أمام أسرتى.. تعلمت فى البدايات أن للفنان سجلاً والإنسان الذكى هو الذى يحرص على أن يكون سجله مشرفاً، لذا قدمت أعمالاً تهدف إلى الارتقاء بالإنسان وتساهم فى تفتيح وعيه والارتقاء بمداركه.

● لماذا لم يتوهج رشوان توفيق فى السينما بنفس قدر توهجه فى الدراما التليفزيونية؟

- قدمت فى السينما أعمالاً مهمة، وحققت نجاحاً كبيراً، ومنها فيلم «جريمة فى الحى الهادئ» وحصلت على جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ عن

● «الفنان الملتزم».. لقب أطلقه عليك عدد من النقاد.. ما تعليقك؟

- الحمد لله.. بكل تأكيد هذا اللقب يسعد أى إنسان قرر أن يحترم جمهوره ويحترم نفسه.

● هل تشغل بالك بالألقاب؟

- بصراحة شديدة سوف تندهش إذا قلت لك إننى طوال مشوارى الفنى لم أشغل بالى باسمى على التتر، ولم أحارب من أجل هذا الأمر.. وعندما تقدمت فى العمل بدأت أجد لقب الفنان القدير قبل اسمى، وهذا يسعدنى ولكنه لم يجعلنى أطير فى السماء لأننى أراهن دائماً على حب الناس، وأتمنى دائماً أن أكون عند حسن ظنهم وأقدم أعمالاً مفيدة ومؤثرة من أجلهم.

ينتمى الفنان رشوان توفيق إلى جيل عزت العلالى.. ما الدى يميز جيلك ولماذا لم تتقدم إلى دور الفتى الأول؟

جيلى كان محظوظاً إلى حد كبير، حيث توهجت الساحة بمخرجين من العيار الثقيل وكتَّاب سيناريو على درجة كبيرة من الموهبة، وكان المناخ يدعو إلى الإبداع والتألق. أما عن كونى لم أتقدم لدور الفتى الأول فيجب أن تعرف أن كل شىء نصيب ومقدر ومكتوب، فقد اجتهدت وبذلت كل ما فى وسعى فى السينما والتليفزيون والدراما التليفزيونية ولم أصل إلى البطل الأول، لذا أنا راضٍ عن نفسى وسعيد بحظى فى الحياة، بالمناسبة لم أشعر بالغيرة ذات يوم من أى زميل تقدم علىّ، لإيمانى القوى بأن كل شىء بيد الله.

● ألا تشعر بالحزن بسبب عدم تكريمك من قبل الدولة؟

- دون شك التكريم من الدولة يجعل الفنان سعيداً ويشعره بأهميته، وأن كل ما

فاتنى القول إن الدولة تهتم فقط بنجوم الصف الأول، وأنا باعتبارى صفاً ثانياً ليس من حقى التكريم أو التقدير من جانب الدولة.

● هل حقيقى أنك تنبأت بوفاة نجلك الوحيد «توفيق»؟

- لقد عدت بى إلى أصعب لحظة فى حياتى، هى رؤية حلم أو شفافية.. لا أعرف ما تسميتها التى تليق بها، ولكن الحكاية أن صوتاً جاء فى أذنى وكنت مستغرقاً فى النوم وأخبرنى هذا الصوت أن ابنى «توفيق» مات.. بكل تأكيد استيقظت مهموم البال ومشغول الخاطر، وكانت المفاجأة أنه بعد أيام قليلة مات ابنى ولم يكن يعانى أى مرض عضوى.. رحل عن الحياة وترك فى قلبى ميراثاً كبيراً من الألم والحزن.

● وكيف تغلبت على حزنك وكيف مضت بك الأيام بعد ذلك؟

- القرآن الكريم منحنى الصبر على المحنة.. الموت حقيقة موجودة فى حياتنا والرضاء بقضاء الله أمر مهم، ودائماً أقول الحمد لله على كل شىء.

● كيف ترى حال الدراما التليفزيونية الآن؟

- بصراحة شديدة هناك أشياء لا تعجبنى، منها مثلاً الجرأة فى الحوار، فقد تحولت الجرأة إلى ابتذال وبدأت كلمات فجة تدخل منازلنا وأسلوب لا يليق بنا.. كما أن الدراما الاجتماعية التى كانت سمة أساسية للدراما المصرية غابت تماماً وانتشرت الدراما التى تعتمد على الأكشن والعنف.. أتمنى أن تعود الدراما وأن يعود التليفزيون المصرى إلى الإنتاج.

● هل تشعر بالرضا عن حال التليفزيون المصرى الآن؟

- عاصرت فترة توهج وتألق التليفزيون المصرى، ومن المنطقى أن أشعر بحالة التراجع التى بات عليها التليفزيون الآن.. كان التليفزيون مصنعاً لإنتاج الفن.. من برامج وأغانٍ ومسرحيات، والآن تراجع وظهرت فضائيات خاصة وسرقت البساط منه.. التليفزيون محتاج لثورة تصحيح حتى يسترد عافيته ويستعيد مجده الغائب.

نرشح لك

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل