المحتوى الرئيسى

مولد المصري.. لا للحلم

03/14 19:58

كنا نأمل أن تنتهي بنا ثورَتيَّ 25 يناير و30 يونيو إلي قيام دولة حقيقية _ وشهد الرئيس السيسي نفسه أننا نعيش في شبه دولة_، وأن نبني نظاما اجتماعيا يضعنا في مصاف الدول المتقدمة أو حتى الساعية إلي التقدم وأن تعود حبات عقد المجتمع المصري للانتظام والاصطفاف بعد انفراطها. ولكنّا تفاجئنا بزمن جديد أوضح ما يميزه هو القهر والغوغائية والعشوائية والإبتزال والانتهازية والابتزاز والبجاحة.

زمن ليس به من ضابط ولا رابط ولا مرجعية لأي شيء سوي المصلحة الشخصية والهوى. وما كان عيبا بالأمس أصبح عاديا ومعتادا اليوم بل ومتكررًا. وما كان محرمًا بالأمس ويتم في الخفاء استحياء من الناس صار يُفعَل بكل أريحية وتبجح ومجاهرة في الأماكن العامة والخاصة وعلي مسمع ومرأى من الجميع.

أغلبية شعبنا الكريم يري أن الثورتين قد فشلتا في تحقيق المطالب التي قامتا من أجلها (عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية)، وهم محقون في ذلك ولكن..(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم)، حيث أري أن أهم أسباب عدم تحقق تلك المطالب هو أن الثورتين لم ترافقهما الثورة الأهم.. ثورتنا على أنفسنا وما أصابها من فساد مهما كان بسيطًا أو غير مرأى، ثورتنا علي ضمائرنا التي أصابها الكسل والخمول لسنين طوال. مطالب الثورتين لم تتحقق لأنها كلها كانت مطلوبة من الحُكم والنظام السياسي ولم يكن من بينها مُطالبات من أنفسنا تجاه أنفسنا وبعضنا البعض. فنحن لم نقرر أن نبدأ بأنفسنا فنعطي ما علينا لنأخذ ما لنا، لم نقرر أو نتعهد بالقيام بواجباتنا لكي نحصل علي حقوقنا. فالقاعدة والأصل في كل الأمور هي أن أمام كل حقٍ واجِب،وأمام كل أخذٍ عطاء.

في الحقيقة أنا في هذه المقالات أبث همومي وأوجاعي من وطني وأهله _الذين هم أيضا أهلي وناسي_ وأشكو بني وطني إليهم. فقد عشت في هذا الوطن ما يوشك علي النصف قرن أعشق رائحة ترابه وأستمتع بدفئه ودفئ التعامل مع مواطنيه،ورفضت فكرة الخروج منه علي مدي سنوات عمري مهما كانت المميزات أو الإغراءات بحياة أفضل _ وهي بالتأكيد كانت ستكون أفضل علي مستويات عدة_ لكني اجتماعي بطبيعتي ولا أحب الفراق أو البعد عن كل ما ومن أحب حتى ولو كان من أجل المال والحياة الرغدة والرفاهيات الأخرى. ولكن أين المصريون الحقيقيون الآن من بين تلك الهياكل الجسدية المفرغة من الروح المصرية التي إعتدناها في الماضي؟

في هذا الزمن إختفي الكثير من أصول الأخلاق والمبادئ والقيم،تلاشت مفاهيم الحق والخير والجمال، تراجعت أهمية العدل والإنصاف والاعتدال. في هذا الزمن أصبح المزج بين الفضيلة الشفهية والرذيلة الفعلية أمرًا تلقائيًا، فتري وتسمع الضدين في نفس اللحظة. الكل يعاني من الكل،الكل ظالم ومظلوم في آن واحد.

سنرصد في المقالات القادمة مظاهر التغير المجتمعي السلبي ثم تدرجها منذ أبَّان ثورة يناير وما بعدها لنكتشف أسبابها عسانا أن نصل سويا إلي طرق علاجها.

حصلت «الدستور»، الصور الأولى لاستعدادات النهائية لختام فعاليات الأقصر عاصمة الثقافة العربية، التى من المقرر أن تنطلق غدا الخميس، وتستمر حتى الأحد الموافق ١٨ مارس، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ...

نظمت مكتبة البصرة، التابعة لفرع ثقافة الإسكندرية، محاضرة بعنوان «شخصية المرأة المسلمة»، وألقى المحاضرة الدكتور أنور سالم، بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي. ونظم بيت ثقافة رشدى ورشة فنية لعمل ...

ينفرد الإعلامى أسامة كمال، مقدم برنامج "مساء" على قناة "dmc" بلقاء الفنانة الكبيرة نادية لطفى فى لقاء حصرى اليوم الأربعاء، الساعة العاشرة مساءً. تكشف نادية لطفي عن رأيها فى الحالة التى وصل إليها الفن ...

نرشح لك

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل