المحتوى الرئيسى

ميركل.. «الأم» تواصل قيادة ألمانيا بلا توقف (بروفايل) | المصري اليوم

03/14 13:28

ليست مجرد امرأة تتولي المنصب الأهم في واحدة من القلاع الصناعية الأوروبية، ولكنها «ماكينة سياسية فولاذية ألمانية» تقود بلادها إلى الأمام، على مدار 3 ولايات فمنحها البرلمان الألماني الولاية الرابعة لتكمل مسيرة الانجازات والتحديات التي لا تتوقف ولا تتنهي.

مجال دراستها المعقد وهو الكيمياء الفيزيائية يبدو أنه لا يقل كثيرا في تعقيده عن السياسة، خاصة في دولة كبرى مثل ألمانيا، لذا فلها العديد من الانجازات التي تحسب لها في الكثير من القضايا العالقة والمعقدة مثل اللاجئين والهجرة الغير شرعية وغيرها، لذا وجب التعرف عليها من قرب لاكتشاف من هي إنجيلا ميركل المستشارة الألمانية للولاية الرابعة على التوالي أو «ملكة التقشف»، «زعيمة العالم الحر»، «طوق نجاة اللاجئين»، كما يطلق عليها:

ولدت أنجيلا دوروتيا كاسنر في سنة 1954 في هامبورج، وعرفت التقشف بعدما قرر والدها الانتقال من الغرب إلى الشطر الشيوعي من البلاد للمساهمة في نشر المسيحية.

درست الفيزياء في جامعة ليبزيج، وحصلت على شهادة الدكتوراة عام 1978، وعملت خبيرة في الكيمياء بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية، التابع لكلية العلوم من 1978 إلى 1990.

وفي الفترة التي سقط فيها جدار برلين، نهاية 1989، انخرطت في العمل السياسي، ثم انضمت إلى الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ بزعامة هلموت كول، نشأت خلف الستار الحديدي في ألمانيا الشرقية، أطول مدة في الحكم في أوروبا، وكانت في صغرها تلميذة موهوبة تحب الرياضيّات واللغة الروسية.

أصبحت أصغر مستشارة في سنة 2005، وأول امرأة تتولى هذا المنصب عندما كان جورج بوش وتوني بلير وجاك شيراك في السلطة.

وتعيش ميركل في شقة في برلين مع زوجها العالم يواكيم سوار، الذي يفضل البقاء بعيدا عن أضواء الإعلام.

اتخذت ميركل قرارات جريئة ومفاجئة بدءا من التخلي عن مفاعلات الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما في 2011.

وفاجأت المستشارة الألمانية العالم عندما فتحت حدود بلادها لجميع اللاجئين عندما اشتدت أزمة المهاجرين الهاربين من الحروب والمجاعة نحو أوروبا، ومقتل الآلاف منهم في البحر الأبيض المتوسط في 2015.

وقال عنها الكاتب ألكسندر أوسانج في صحيفة «در شبيحل»، إنها مهيبة مثل «أبوالهول أو مغنية شهيرة أو ملكة»، وإن خطاباتها لها أثر «تنويم الحشود مغناطيسيا».

وأطلقت عليها الصحف والمجلات العديد من الألقاب منها بينها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي، كما يطلق عليها الألمان لقب «الأم»، لما يجدون فيها ربما من عاطفة وتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية.

ولكن صورة ميركل مختلفة في دول مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا، إذ تصفها وسائل الإعلام هناك بالشدة والتجبر، لأنها فرضت، من خلال الاتحاد الأوروبي، على هذه الدول إجراءات تقشف وصارمة مالية، عانت منها طبقات اجتماعية واسعة.

رفضت العمل كمخبرة للبوليس السري، لم تجازف في الانخراط في النشاط المؤيد للديموقراطية.

ومكّنها تفوقها في اللغة الروسية من التحاور مع الرئيس فلاديمير بوتين، الذي كان مسؤولا في الاستخبارات السرية الروسية في درسدن لدى سقوط جدار برلين.

وسلمها المستشار «العملاق» آنذاك أولى مسؤولياتها الوزارية. وكان في ذلك الحين يناديها بـ(تودد) «يا ابنتي».

ولكن كول لم يكن الوحيد الذي أساء تقدير قدراتها ودفع ثمن ذلك. فعندما بدا أنه تورط في فضيحة مالية داخل حزبه في 1999، حثت ميركل الحزب على التخلي عنه.

هذه الحركة التي أطلق عليها اسم «ميركيلفيلي» هي التي أوصلتها إلى أعلى درجات السلطة.

ورغم انضمامها الحديث إلى الحزب، فقد أعادت بناءه ورسخت مكانته السياسية عبر الدفع باتجاه تبني سياسات اجتماعية تقدمية وإلغاء الخدمة العسكرية ومن ثم التخلي عن الطاقة النووية.

وبرزت بصفتها زعيمة أوروبا خلال أزمة الديون السيادية رغم تسميتها «ملكة التقشف» في دول الجنوب الأوروبي.

وارتقت ميركل في المسؤوليات السياسية لتصل إلى منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، ثم تصبح عام 2005، أول امرأة تتولى منصب المستشارة الألمانية.

واحتفظت أنجيلا ميركل بلقب زوجها الأول، أولريخ ميركل، الذي انفصلت عنه عام 1981، وهي متزوجة حاليا من جواكيم ساور، الذي يهوى الطبيعة ويحب عمله، ونادرا من يضجر أو يشتكي، بحسب ما ذكرته زوجته.

وتشترك أنجيلا مع زوجها في هوايتها الوحيدة وهي الشعر الغنائي، كما أنها حاذقة في الطبخ، وشغوفة بمشاهدة مباريات كرة القدم، وقد بثت لها صور، وهي تقفز فرحا، عندما يسجل المنتخب الألماني هدفا أو يحرز لقبا، وترى أن كرة القدم جديرة بتسويق صورة ألمانيا في العالم.

وتحضر ميركل بانتظام مهرجانات الشعر الغنائي في ألمانيا وخارجها، برفقة زوجها، الذي تلقبه الصحافة في ألمانيا والنمسا، بالشبح، لأنه قليل الظهور، كما يعرف بالتقشف في حياته ويصرف جل وقته في البحث العلمي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل