«العمدة»:: «باشتغل مدرس إنجليزى الصبح وبازرع فى أرضى بعد الضهر»

ألوان زرعه مبهجة، تسلط أشعة الشمس عليه فتزيده لمعاناً، يظهر من خلفه محمد العمدة، المدرس الثلاثينى، الذى يُعلم طلابه اللغة الإنجليزية بمدرسة قرية الأمل للتعليم الأساسى، هو نفسه الذى يتحرك بعد انتهاء اليوم الدراسى إلى أرضه لزراعتها وجمع المحصول، عملان يمارسهما «محمد»، قبل عام بحثاً عن معنى آخر للحياة، يمارس فيها مهنته الأساسية فى الصباح الباكر، ويعمل مزارعاً فى أرضه بعد الظهر: «حياتى اختلفت تماماً أول ما جيت قرية الأمل، وربنا رزقنى ببيت فيها وأرض، أنا من الدقهلية واتخرجت من 7 سنين من كلية التربية، دورت على شغل كتير فى مدارس ومالقتش، واشتغلت فى الوقت ده كل حاجة، نقاش وسباك وميكانيكى وكنت بدى دروس خصوصية إنجليزى، لحد ما سمعت عن قرية الأمل ومشروع المليون ونصف المليون فدان وقدمت فيها، وربنا رزقنى وجيت وقعدت أنا وعيالى ومراتى، واشتغلت فى المدرسة اللى فى القرية مدرس إنجليزى، واتحقق حلمى».

الأحلام مش بعيدة .. المهم الواحد يبقى عنده الحلم والأمل ويسعى إلى تحقيقه

علاقة «محمد»، 34 عاماً، بالزراعة فى الأرض لا تعد مصدر رزق فقط، اعتبرها الشاب جزءاً من مهامه اليومية الواجبة عليه: «أنا ماكانش ليا فى الزراعة ولا كنت أعرف عنها حاجة، بس لما ربنا رزقنى ببيت فى مشروع قرية الأمل الجديد وبقى عندى أرض، اتعلمت من جيرانى فى القرية وبدأت أزرع بنفسى الـ5 فدادين بتوعى، والحمد لله ربنا كرمنى وزرعت فى الأرض مانجة وبطاطس وبتنجان زى العسل يتاكل من الأرض حاف من كتر ما هو مسكر، وبقيت حابب أن أزرع وأبقى فلاح فى أرضى بعد الضهر لحد ما الليل ييجى، والصبح بادرس للعيال إنجليزى فى المدرسة».

ساعات طويلة يقضيها «محمد» فى أرضه، بمهارة شديدة يجمع المخلفات من زرعه، يدقق النظر فى محاولة للوصول إلى جذور محصوله للاطمئنان على استمرار نموه الطبيعى: «الزراعة دلوقتى بقت بالنسبة ليا حاجة سهلة بعد ما كنت ما باعرفش فيها أى حاجة، والناس هنا كلهم متعاونين، ومفيش حاجة اسمها أرضى وأرضك كلنا بنساعد بعض واللى عندى عند غيرى والعكس، اللى محتاج حاجة بيروح ياخدها من أرض التانى»، أمسه لا يختلف كثيراً عن غده، كلها أيام يعيشها فى رضا وسعادة، لا تتوقف يده عن العمل منذ الصباح الباكر: «بروح المدرسة أعلم العيال وأعمل معاهم الواجبات كمان فى فترة الدراسة، وعلى 2 الضهر بروح الأرض وأشتغل فيها، وباخد عيالى معايا عشان أعلمهم إزاى يزرعوا ويحبوا أرضهم ويساعدونى».