المحتوى الرئيسى

ترهيب عبد الله السعيد - E3lam.Org

03/13 18:12

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، معركة الأهلي و”عبد الله السعيد”، السعيد هو التريند الآن وحديث الساعة في الأوساط الرياضية من نُقاد ومحللين ومتابعين.

هنا مضطر آسفًا أن أبدأ بكوني من جمهور الأهلي، وذلك ديباجة لما قد يغضب البعض من جمهور الأهلي في تلك السطور.

المسألة أن عبد الله السعيد نجم الأهلي والمنتخب ينتهي عقده بنهاية الموسم وحان وقت التفاوض للتجديد للأهلي أو تغيير العتبة بالذهاب لفريق آخر، هذا هو الأمر ببساطة شديدة وبلغة الخبر ولغة الاحتراف.

في شارع الرياضة المصري والأهلاوي الأمر يختلف، ورغم كون السعيد لا يزال لاعبًا بالأهلي ولم يرحل لكن الجمهور العريض تحوّل من مؤازر وهاتفٍ باسم اللاعب و”خدلي شقة جنبك يا عبد الله يا سعيد” إلى سب وشتم وتعريض وغضب عارم واتهامات بخيانة “الفانلة الحمرا”.

السؤال هنا لم كل هذا الغضب؟

الواقع أن البعض من جمهور الأهلي يعاني فوقية شديدة ويختلط عليه مفهوم الانتماء لفريق كرة والانتماء للوطن، ولو انتقل بالفعل السعيد للزمالك سيصبح خائنًا يستحق اللعن والطرد.

الجمهور ذاكرته سمكية، وحالة التربص بالسعيد هذه تصب في مصلحة الإدارة وتسهل الطريق للتجديد وتلك طريقة اتبعها مبارك قبل رحيله بالتلويح بـ”أنا أو الفوضى” وهو نفس النهج المتبع ضد اللاعب الآن.

الجمهور أصحاب الذاكرة السمكية نسي أو تناسى من سنوات انتقال رضا عبد العال في صفقة انتقال تاريخي من الزمالك للأهلي، ومحمد صديق وطارق السعيد من الزمالك للأهلي، ومن بعدهم المعتز بالله إينو، وقد اشترك صديق والسعيد مع الأهلي في البطولة الإفريقية 2006 بهدف أبو تريكة الشهير ومن بعدها كأس العالم للأندية باليابان !

في تلك الحالة كان صديق والسعيد في مهمة قومية بينما لو فكر عبد الله مجرد تفكير في الانتقال للزمالك أصبح خائنًا ! “الشيزوفرينيا تحكم أحيانًا”

وعن واقع اليوم فالسعيد أفضل من يشغل مساحة رقم 10 في مصر، ويشكل مع محمد صلاح حوالي 65% من أهداف المنتخب الوطني آخر عامين بالصناعة والتسجيل بما في ذلك الحدثين الأكبر “تصفيات كأس العالم، البطولة الإفريقية”,

والواقع أيضًا يقول إن عبد الله السعيد هو العقل المدبر لتشكيلة البدري، وبخروج السعيد من التشكيل لأي سبب يفقد الأهلي كثير من أفكاره الهجومية وتناسق الأداء والترابط والجماعية، فتشعر أن الموسيقار يغيب عن قيادة الأوركسترا.

ونحن هنا نتحدث عن اليوم فلا مجال للمقارنة بين السعيد وبين أبو تريكة أو حازم إمام أو شيكابالا أو غيرهم، ونتحدث عن الواقع، والواقع لا يعترف بكلمة “لو”.

والجمل من نوعية “لو صالح جمعة يركز شوية” “لو الإصابات بس تبعد عن محمد إبراهيم” …

وعديد “اللولوات” الأُخرى التي لا تسمن ولا تُغني من جوع، نحن اليوم أمام أفضل لاعب خط وسط مهاجم في مصر، وعقده ينتهي وأمامه عروض تصل زيادتها عن عرض الأهلي بما يقُدّر بنحو خمسين مليون جنيه مصري !

فكُل ما عليك أن تحاول خفض الإدرينالين وخفض معدل الحنجورية وأن تضع نفسك مكان اللاعب، ومسألة أن المستقبل البعيد في الأهلي حيث الشعبية والجماهيرية والتدريب قد تكون أكليشيهات أمام المثل الشعبي “ياعم عيشني انهاردة وموتني بكرة”.

والمعلوم بالضرورة أن المال فتنة وفتنة شديدة يحار فيها الإنسان ويضعف وتخور قواه وتضعف والتالي اللاعب معذور، خاصة أن عقده انتهى بالفعل والتفكير والتفاوض من صميم حقوقه في مقابل غوغائية وحنجورية وسب وشتم غير مبرر.

وأنا ليس لديّ أدنى شك أن الكثير منا في هذا الزمن لو وقع في حيرة السعيد لاختار المقابل المادي الكبير، وترك الفانلة الحمراء والخضراء والصفراء والبنفسجي، ونحن يوميًا نرى فصالاً في حياتنا اليومية واستغناء وعلاقات أسرية تنهدم على صخرة المال ونرى أصوات الرجال وقوتهم الهادرة تتصادم وتشتبك في المواصلات العامة على ثمن بخس جنيهات معدودة !

ولو أن كل لاعبي الكرة ملائكة لما هجر العديد من اللاعبين أنديتهم واتجهوا للعب في الأهلي بفرص حضور ومنافسة شبه معدومة مع نجوم الأهلي الأساسيين وهنا القائمة قد تطول وتطول .. فلا داعي لذكرها الآن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل