المحتوى الرئيسى

ست ملاحظات غير رياضية على فوز الخطيب بقلم| عماد الدين حسين

03/13 17:55

الفوز الكبير الذى حققه محمود الخطيب برئاسة النادى الأهلى مساء الخميس، لم يكن رياضيا فقط، لكنه حمل العديد من المعانى المختلفة، التى تكرر بعضها فى انتخابات الأندية الرياضية التى جرت فى الأيام الأخيرة، طبقا لقانون الرياضة الجديد.

بالطبع كان هناك شق رياضي مهم، فى انتخابات الأهلى وبقية الأندية، من قبيل الخدمات والإنشاءات، التى يريدها الأعضاء، والحدائق والجناين والكراسي، أو الاهتمام أكثر بفريق كرة القدم، وتجديده، وهذا أمر يتحدث فيه النقاد الرياضيون أفضل منى بكثير.

لكن ما سأركز عليه هو الجانب غير الرياضى. الانتخابات التى جرت فى العديد من الأندية الرياضية والاجتماعية فى الأيام الأخيرة، كشفت عن العديد من الحقائق، وبعضها بديهيات، لكن من كثرة الغبار، صرنا نتشكك فيها.

• أولا: أن الناس يتشوقون إلى أى ممارسات تعددية ديمقراطية سليمة، وفى إطار من النظام والقانون، وبالتالي فليس صحيحا أن الشعب لا يحب الديمقراطية، والتعددية، والحرية، هذه قيم يتوق إليها كل البشر طالما كانت فى إطار القانون والدستور، والدولة المدنية.

• ثانيا: أن المجتمع المدنى قادر على تنظيم نفسه بصورة حضارية محترمة ومنظمة، طالما كان ذلك متاحا، وأنه قادر على اختيار الأفضل، إلى حد كبير، وبالتالى ينبغى على الحكومة أن تقرأ هذه الرسالة وتساهم فى إعادة بناء المجتمع على أسس صحيحة، ليس حبا فقط فى «عيون الديمقراطية الزرقاء»، ولكن من أجل صالح الحكومة والنظام، حتى يكون هناك حائط صد مدنى وقوى ضد عودة الجماعات والقوى الظلامية والمتطرفة.

• ثالثا: تحدث كثيرون منذ بدء المعركة الانتخابية أن الدولة والاجهزة، مع هذا الطرف أو ذاك. مرة يقولون إنها مع الخطيب، ومرات أنها مع محمود طاهر. ولعب كثيرون على هذه الحكايات، التى لا يمكن تأكيدها بصورة حاسمة. وبغض النظر عن صحة هذا الامر من عدمه، فإن النتيجة، أكدت أن غالبية ما قيل فى هذا الصدد لم يكن صحيحا، أو على الأقل لم يكن دقيقا.

• رابعا: هذا الاكتساح لقائمة محمود الخطيب وفوزها بالكامل، ربما يبعث برسالة مهمة للغاية وهى أن مزاج الناخبين يتغير دائما، ليس فقط فى انتخابات نادٍ كروى اجتماعى، بل فى كل انتخابات الدنيا من رؤساء الدول، إلى النقابات والهيئات نهاية باتحادات الطلاب والمدارس.

• خامسا: كشفت هذه الانتخابات عن بدء تهاوى ورقد اللعب بشماعة الاخوان، التى حاول معسكر محمود طاهر، استخدامها فى الأسبوع الاخير من المعركة. الاستخدام المفرط لهذه الورقة قد يحرقها تماما، وبالتالى فعلى من يطلقونها «عمَّال على بطال» أن يتريثوا، حتى لا يؤثروا بالسلب فعلا على الامن القومى بمعناه الحقيقى وليس المبتذل.

هل يعقل أن مرشحا أشادوا به فى الدورة الماضية باعتباره ضد الإخوان، يتحول بقدرة قادر إلى إخوانى لمجرد أنه غير المعسكر؟!!

وهل معنى فوز كل قائمة الخطيب أن الاخوان فازوا؟!!. هذا كلام لا يليق ترديده ويعطى وزنًا للإخوان لا يستحقونه.

سادسا: ما حدث فى الأهلى وأندية كثيرة، لم يكن مجرد معركة رياضية فقط، لكنها تطور مهم فى حياة المجتمع المصرى، فى هذه المرحلة الانتقالية المهمة، وهى ليست فوزا للمرشحين، ولكن لكل المجتمع، بما فيها الحكومة. ما حدث قد يعطى الحكومة والرئاسة إشارة قوية بأن الامور قد استقرت مجتمعيا إلى حد كبير، وبالتالى يمكن الانتقال من مرحلة التقييد إلى الانطلاق نحو الانفتاح والتعدد والاصوات المختلفة، تحت سقف القانون والدستور، ولا يعنى هذا من قريب أو بعيد أى تلميح لإعادة جماعة الإخوان أو دمجها، بعد أن انجرفت، قطاعات كبيرة منها إلى العنف والإرهاب.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل