أصحاب «المزارع السمكية»: «العصابات المسلحة والتلوث قضوا على الأخضر واليابس»

ما يحدث معجزة على أرض الواقع تمنيناها منذ سنوات عدة بعدما وجدنا جزءاً عزيزاً من بلدنا يغتصب على يد عصابات مسلحة، قاموا بردم بحيرة المنزلة، وقضوا على الأخضر واليابس فيها حتى تآكلت مساحتها من 750 ألفاً إلى 120 ألف فدان، وهاجمونا ليل نهار بالأسلحة، سرقوا المواتير والأسماك، ظللنا لسنوات عدة نخشى الخروج لمزارعنا أو للبحار للصيد الحر، توقفت صادراتنا، تلوثت الأسماك بعدما اختلطت بمياه الصرف الصحى، تمنيناً اليوم الذى تعود فيه البحيرة لسابق عصرها كأكبر بحيرة طبيعية فى مصر، بتلك الكلمات تحدث أصحاب المزارع السمكية لـ«الوطن».

وأعرب السعيد عاشور، مستأجر مزرعة سمكية ونقيب الصيادين فى دمياط، عن سعادته بمشروع تنمية وتطهير البحيرة، مضيفاً: «شق قنال البط سيؤدى لتطهير 7000 فدان من بحيرة المنزلة، بينما تبلغ المساحة الإجمالية للبحيرة 120 ألف فدان فى محافظات (دمياط، الدقهلية، بورسعيد)، لذا لا بد من حفر نفق أسفل قناة السويس ماراً بسيناء بـ7 كم لإجراء محطة رئيسية لصرف المخلفات التى تصب فى بحيرة المنزلة مباشرة، حتى لا تتكرر مأساة تلوث البحيرة مرة أخرى حال تطهيرها، ولن نجد أسماكاً ملوثة، إضافة لزيادة الثروة السمكية ورفع كفاءتها وإنتاجيتها وعودة السمك المصرى لساحة التصدير مرة أخرى بعد توقف تصدير منتجاتنا قبل 15 عاماً»، وأشار «السعيد» إلى تخلص محافظات «القاهرة، القليوبية، الشرقية، الإسماعيلية، الدقهلية، بورسعيد، دمياط»، من الصرف الصحى الخاص بها مباشرة فى البحيرة قبل سنوات، ما أدى لتلوثها وزيادة نسبة الأمونيا التى تسببت فى نفوق الأسماك وإصابتها بالأمراض.

«السعيد»: «قنال البط» سيؤدى لتنظيف 7000 فدان و«المندى»: نحتاج الدولة حتى نعود للإنتاج مرة أخرى

وأضاف «طاهر المندى»، مستأجر مزرعة سمكية، قائلاً: «عانينا الأمرين خلال السنوات الماضية، فأنا وأشقائى نستأجر مزرعة سمكية مساحتها 123 فداناً بمنطقة الهيشة بالرطمة، ومنذ عام 2005 والمزرعة باتت لا تنتج أسماكاً، ما دفعنا لإغلاقها بسبب تلوث المياه بالصرف الصحى وارتفاع نسبة الأمونيا بها ما يؤدى لنفوق الأسماك كل دورة، هذا بخلاف غلاء أسعار العلف والزريعة السمكية ما بات عبئاً على كاهلنا»، متابعاً: قبل ذلك كانت المزرعة تغطى مصاريفها بالكاد فى الفترة من 2000 وحتى عام 2005، أما الآن فباتت المزارع السمكية لا تضيف لأصحابها شيئاً بل تأخذ منهم»، وتابع «المندى» قائلاً: «على الرغم من إغلاق المزرعة، إلا أن هناك إيجاراً مستحقاً علينا بنحو 300 ألف جنيه»، مطالباً بالإسراع فى أعمال تطهير البحيرة، مضيفاً: «أغلب العاملين بمنطقة الهيشة باتوا مصابين بفشل كبدى بسبب التلوث بعدما كانت تشتهر بإنتاج أفضل أنواع الأسماك فى مصر لتصدر للخارج، وكذا نتمنى قيام هيئة الثروة السمكية بجدولة الديون الموقعة علينا، ونحن بحاجة لدعم الدولة لنا حتى نعود للإنتاج مرة أخرى، فمزرعتنا كانت مصدر رزق لـ100 عامل بها، حالياً بتنا نعمل لدى الغير بعدما كنا أصحاب ملك، كما كنا نصدر الأسماك فى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أما الآن فلا ننتج ولا نصدر شيئاً».

وأعرب محمد يوسف منصور، مستأجر مزرعة سمكية، عن سعادته بعملية التطهير، واصفاً إياها بالعملية الإيجابية، مطالباً بفتح بواغيز من البحر المالح لكى تغمر البوص الموجود بالبحيرة لتطهيرها، ما يؤدى لتوفير مليارات الجنيهات، متابعاً: «فى حال تطهير مياه البحيرة تماماً سيؤدى ذلك لتوفير الوقود والمعدات، وبالتطهير ستنعدم معدلات نفوق الأسماك كالقاروص والبورى والدنيس والطوبار».

«منصور» يطالب بفتح بواغيز من البحر المالح لكى تغمر البوص الموجود