المحتوى الرئيسى

التفاصيل الصغيرة التي تجذبنا سراً وتحسم الأفضلية

03/13 10:36

تسعى كل شركة إلى إضافة مزايا خاصة لأجهزتها أو لنظام التشغيل الذي تقدمه؛ وتتنوع هذه المزايا بين الكبيرة والهامة أو الفرعية وكان هناك سؤال دائماً يجول في ذهني وهو لماذا أو كيف يقرر أي منها أن هذه الشركة أفضل من الأخرى وسعينا من حين لآخر للإجابة عنه مثل مقالنا السابق عن أن الأفضل شيء نسبي وليس أمر قابل للقياس ويخضع لقوانين دقيقة –راجع هذا الرابط-. وبالأمس كنت مع أصدقاء لي وجرى نقاش حول تطبيقي واتس آب وتليجرام؛ هذا النقاش أعاد التفكير في نقطة “الأفضل” مرة أخرى لذهني.

قال صديقي أنه يرى تطبيق واتس آب هو الأفضل في الاستخدام وعندما أخبرته بأن السبب أن الجميع عليه أكد أنه ليس هذا هو المقصود بل المزايا أفضل؛ وهنا كشخص محب لتليجرام وتوقفت عن استخدام الواتس آب منذ أكثر من عامين بدأت في سرد مزايا تليجرام ووضعت الآي باد الخاص بي أمامه وأخبرته أن يريني تطبيق واتس آب فعلي له؛ وكذلك أخبرته بعشرات مزايا الخصوصية والأمان بداية من تأمين التطبيق بالبصمة وإمكانية مسح الرسائل المرسلة بشكل حقيقي وفي أي وقت “واتس آب يوفرها لدقائق ويظهر للطرف الآخر أن هناك رسالة مسحت” وكذلك الرسائل المؤقته التي تمسح نفسها ذاتياً وإمكانية تأمين المحادثات ضد أخذ “لقطة شاشة” وإمكانية إرسال الصور بجودة عالية بل وبالكاملة والتحكم في حجم الفيديو المرسل حتى إن أردت إرساله بالدقة الكاملة وتوفير الـ Bot والاستيكر والقنوات وقائمة ضخمة من المزايا. وبعدها قال لي صديقي أن هذه المزايا رائعة لكنه يحتاج في استخدامه اليومي 2 ميزة وهم وجود 3 حالات للرسالة “مرسل – وصل – تم القراءة” وليس 2 فقط في تليجرام. وكذلك إمكانية وضع بعض الرسائل بشكل مفضلة “Star” ليعود إليها لاحقاً في أي وقت. وهنا سألني هل هذه المزايا موجودة في تليجرام؟ وكانت الإجابة بالطبع لا. فرد إذاً تليجرام الأفضل لي. نعم ببساطة تفوق بالنسبة له واتس آب بتوفير مزايا صغيرة لكنها بالنسبة له تفوق كل مزايا تليجرام الكبيرة الأخرى.

وبعد أن تركت صديقي جلست أفكر بشكل موسع. أحياناً تركز الشركات على مزايا ضخمة ظناً منها أن هذه المزايا الكبيرة هي التي تعلق المستخدم بها لكن يكون هناك مزايا صغيرة وهى السبب وراء تعلق المستخدم بنظامها أو بتطبيقها أو بهاتفها. وخطر في ذهني هاتفي الحديث والذي يعمل بنظام أندرويد Oero الأحدث لدى جوجل فبالرغم من إعجابي الشديد به لكن هناك مزايا صغيرة للغاية افتقدها وهى تضايقني بشدة مثل لمس الشريط في أعلى للعودة إلى بداية الصفحة؛ وكذلك أن يتعرف النظام تلقائياً على التواريخ والأرقام المرسلة في الرسائل والإيميلات ويظهرها بشكل قابل للضغط وغيرها من المزايا التي سوف أفرد لها مقال لاحق عن ماذا أفتقد في أندرويد 8.0 بالمقارنة مع iOS 11.0 وماذا أتمنى أن تنقله أبل مستقبلاً من الأندرويد. لكن الذي وجدته أن مزايا صغيرة هي التي ضايقتني وجعلتني أشعر بعدم الراحة. لم أفتقد مزايا ضخمة مثل الآي ماسج وتطبيق بريد أبل الرسمي الذي أفضله وحتى تصميم التطبيقات الذي يعجبني أكثر في iOS؛ كل هذا لم أفتقده مثلما افتقدت اللمس في أعلى للعودة لبداية الصفحة.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل