تحليل مضمون.. لماذا كسر الخطيب "البرتوكول" التاريخي للأهلي؟

كتب - محمد يسري مرشد:

كسر محمود الخطيب رئيس الأهلي "البروتوكول" الرئاسي المتعارف عليه داخل النادي الأحمر العريق وخرج ليلقي قرارات مجلس الإدارة فى ظهور استثنائي تليفزيوني نادر لمجلس يجلس على هذا الكرسي.

الضوابط والأطر التى تحدد مهام رئيس الأهلي لم يعرف التاريخ أن من ضمنها الظهور للإعلان عن قرارات مجلس الإدارة وهي المهمة الأصيلة للمتحدث الإعلامي، فلماذا اذن أقدم الخطيب على هذه الخطوة.

قبل تحليل المضمون فإن الخطيب وجه عدة رسائل عبرت عنها الخلفية والمظهر العام لظهوره على الشاشة والتى جاءت كأنه رئيس للجمهورية يلقي بيانه فى ظروف مهمة.

اختار الخطيب الظهور عبر قناة الأهلي وحدها لإذاعة الكلمة، خطة ذكية تلافى بها الانتقادات التي كانت توجه لسلفه محمود طاهر بالإضافة لكون الكلمة مسجلة وهو ما ساعده أيضاً على التصحيح والإعادة في حالة وقوع أخطاء.

الخلفية الحمراء ، وعلم مصر والنادي الأهلي إلى جواره بالإضافة لحلته والارتجال المحسوب فى الكلمة واستخدام "اللهجة" العامية التى تلازم الخطيب دائماً كلها خيارات موفقة، وقد نالت كلمته الاستحسان بسببها وبدت كأنها مقصودة بالطبع.

واجه محمود الخطيب ومجلسه انتقادات غير مسبوقة ولم يتعرض لها طوال تاريخيه بسبب موقف الإدارة وما تردد ونسب إليها عبر وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام وهو بالمناسبة أمر توقعه الخطيب قبل وصوله للرئاسة، فسبق أن أكد الخطيب أنه مقبل على فترة قد تأخذ منه وتضعه فى مواقع لم يعهدها، كان ذكياً فى تنبئه وتوقعه فى ظل المناخ العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما لاقاه طاهر رئيس الأهلي السابق فكان تحليله جيداً للأمور واستعد جيداً لمجابهة هذه الانتقادات.

الاتهام الأقسى الذى طارد الخطيب طوال مشواره الرياضى كان "الإرشاد عن جماهير الأهلي للأمن بتسليم قاعدة البيانات لجهات التحقيق".

ربما كان الاتهام السابق الذى رد أول قرارات المجلس عليه بالإضافة إلى إسناد أحداث مباراة مونانا إلى نيابة أمن الدولة العليا السببين الرئيسيين فى إصرار محمود الخطيب على الخروج وكسر هذا البروتوكول.

محمد الدماطي عضو مجلس الإدارة وزميله محمد جمال الجارجي اعترفا بارتكاب المركز الإعلامي للأهلي خطأ ساذجاً تسبب فى إثارة اللغط واتهام المجلس بـ"تسليم" جماهيره.

الخطيب لم يعتذر علانية أو يعترف بالخطأ ولكنه تحدث بشكل عام وكل أن من يخطئ سيحاسب فى رسالة "عامة" وارد أنها تشمل الجهة المسئولة عن صياغة الخبر الأزمة.

الخطيب خاطب جماهير ناديه بالمنطق وباعلاء مصلحة النادي، شجب أحداث الشغب، وألقى بالكرة فى ملعب المشاغبين باستدعاء مشروع القرن عندما قال: من المستثمر الذى سيأتي يستثمر والمنشآت تحطم وفي غياب الجماهير؟

وضع الخطيب الجماهير أمام مسئوليتها واستعرض فى نقاط الجهود التى تم بذلها لإعادة الجماهير لاستاد القاهرة، مشدداً على أن مصلحة الأهلي لايمكن أن تكون قطع الفريق لآلاف الكيلومترات للعب على ملاعب غير استاد القاهرة، وتكبيد النادي خسائر مادية من العقوبات والغرامات.

خطاب الخطيب جمع بين العقل والعاطفة بصورة متوازنة واستدعى بعض الكلمات والإشارات في الخطاب فى موضعها، كاستخدام "العشرة" للإشارة إلى نفي ما تردد بالإرشاد عن الجماهير، بالإضافة إلى صيغة الأب الذى يحافظ على أبنائه وعائلة الأهلي .

لهجة الخطيب حسمت بعض المواقف، استخدم كلمة "لن أسمح" مرتين، "ولن أسمح ولن يسمح مجلس الأهلي" مرة فى موضعين، مرة ضد المشاغبين ومرة ضد كل من يحاول عرقلة الأهلي وإعادة جهوده وجهود المجلس فى شأن إعادة الجماهير إلى المربع صفر.