المحتوى الرئيسى

"الديمقراطية والليبرالية عندهم كفر ".. هكذا يحرم السلفيين المذاهب الإجتماعية - صوت الأمة

03/12 22:34

منذ ظهور "المنهج السلفي" على الساحة الدينية، في العالمين الإسلامي والعربي، وهم يتخذون موقفا موحدا، ضد الأنظمة الفكرية والمذاهب الإجتماعية الحديثة والمعاصرة، ويرون أنها كفر صريح، ووجه من وجوه الإلحاد الجديد، وقد تعالت أصوات أتباع التيار السلفي، في الفترة الماضية، باعتبار أن تلك المذاهب الاجتماعيى والفكرية المعاصرة إلحاد صريح ومعتنقيها ملحدون.

ولن نبالغ إذا قلنا بأن فتاوى أقطاب التيار السلفي جميعها تصب في خانة واحدة، وهي أن معتنق تلك المذاهب هو ملحد ومشرك بالله، ومن أبرز أصحاب تلك الفتاوى ابن باز وابن العثيمين، وحتى أقطاب التيار في مصر كالشيخ ياسر برهامي والحويني وحسان، وسوف نوردها في السطور القادمة.

وتنطلق تلك العقيدة السلفية في الحكم على المذاهب الاجتماعية، من خلال مبادئهم التي يؤمنون بها، ويرون أن مايخالفها كفر، فالأسس الفكرية والنظرية للسلفية هي حاكمية الله والعودة للماضي وتكفير المخالف، فهم يؤمنون بالرجوع الى ما كان عليه السلف الصالح وهم الصحابة والتابعين، وذلك في العقيدة وفي والعبادة، وما خالف أفعالهم واقوالهم ليست من الدين في شيء.

ولهذا نراهم ينظرون إلى المذاهب الفكرية السبع " العلمانية، والديمقراطية، والليبرالية، والرأسمالية، والعولمة، والاشتراكية، والعصرانية" على انها إلحاد وكفر بالعقيدة الإسلامية، فهم يرون أن مصادرها مستمد من مصدرين: الأول وهو الثقافة الرومانية، وينظرون إليها على أنها ثقافة وثنية بكل ما تعنية هذه الكلمة. 

أما المصدر الثاني للمذاهب الفكرية الإلحادية عند السلفيين فهو الثقافة اليونانية، وعند السلفيين لاتختلف تلك الثقافة عن سابقتها فهم يرون بأنها ثقافة وثنية وإن تباينت أقوال الفلاسفة اليونانيين.

ويدعم السلفيين أقوالهم في إلحاد معتنقي تلك المذاهب، بأنها نشئت في بيئة الغرب الكافر، ووصلت على المسلمين بسبب ابتعاد المسلمين عن دين الله الاسلام ، وتهاونهم في الاستمساك به ، وانحلالهم عنه، وهو ما أغضب الله عليهم ووكلهم الى نفسهم فأشاع بينهم تلك المذاهب الإلحادية.

تعرف "الاشتراكية" كمذهب اجتماعي فكري، ونظام اقتصادي يقوم على مفهوم يقول بأن الجماهير العاملة من الشعوب هي التي يجب أن تمتلك وسائل الإنتاج، وقد سارت مصر في فترة زمنية على هذا المذهب الاجتماعي الاقتصادي.

بينما تعني "الرأسمالية" اعتبار أنها نظام اشتراكي يدعوا إلى ضرورة تدخل الدولة في النشاط الإقتصادي، وذلك للحد من الاستغلال الرأسمالي وتركز الثروة في أيدي عدد محدود من أفراد المجتمع، وذلك توفيرا لمزيد من فرص العمل للشعوب.

وقد عمم دعاة التيار السلفي فتوى واحدة من جميع علمائهم على هذين المذهبين باعتبارهما مذاهب إلحاد وكفر، فنراهم يؤكدون على أن الاشتراكية، والرأسمالية بمفهومهما السائد، هما نظريتان كافرتان، وتتصادمان مع الإسلام، ونذكر من جملة تلك الفتاوى ماأفتى به ابن باز في رسالته: "العقيدة الصحيحة وما يضادها"

فيقول ابن باز "ومن العقائد الكفرية المضادة للعقيدة الصحيحة، والمخالفة لما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام: ما يعتقده الملاحدة في هذا العصر من أتباع ماركس، ولينين، وغيرهما من دعاة الإلحاد والكفر، سواء سموا ذلك اشتراكية، أو شيوعية، أو بعثية أو غير ذلك من الأسماء، فإن من أصول هؤلاء الملاحدة أنه لا إله، والحياة مادة، ومن أصولهم إنكار المعاد، وإنكار الجنه والنار، والكفر بالأديان كلها، ولا شك أن هذه العقيدة مضادة لجميع الأديان السماوية، ومفضية بأهلها إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة".

بينما يفتي الشيخ صالح الفوزان أحد أقطاب السلفيين بالمملكة العربية السعودية منبت السلفية، بأن "الانتماء إلى المذاهب الإلحادية وهي "كالشيوعية، والعلمانية، والرأسمالية، وغيرها من مذاهب الكفر ردة عن دين الإسلام . فإن كان المنتمي إلى تلك المذاهب يدعي الإسلام، فهذا من النفاق الأكبر؛ فإن المنافقين ينتمون إلى الإسلام في الظاهر، وهم مع الكفار في الباطن".

هي حركة ومذهب يرى حرية الأفراد والجماعات في اعتناق ما يشاؤون من أفكار والتعبير عنها بشكل مطلق، وتهدف إلى الوصول لتحقيق العدل والإحساس بالحرية في اتخاذ جميع قرارات الحياة،، وتتميز الليبرالية في أنها تمنح معتنقيها الديمقراطية والبعد عن إجبارهم في اعتناق أي وجهة نظر أو قرار، وهي حركة شهدت رواجا كبيرا خاصة في العصور الماضية، ولا زالت حركة متبعة في العديد من دول العالم.

وقد تداول السلفيين عبر منابرهم الإعلامية فتاوى تقول بكفر اتباع هذا المذهب، ويرون أن تلك الحركة أو المذهب هي كفر بالله وبالعقيدة الاسلامية فتعطي الانسان حرية بلا قيود وتدعوه للشرك بالله، ونجد فتوى للشيخ أحمد فريد احد أقطاب السلفيين في مصر عبر موقع "صوت السلف"، وهو يخاطب الشباب قائلا "الليبرالية أضل سبيلا، فهى الكفر بالدين والقيم والأخلاق، وهى عبادة الهوى، فهذه المذاهب الباطلة والأفكار المنحرفة تصل بمن سلك سبيلها فى نهاية المطاف إلى الإلحاد، وهو إنكار وجود الله عزّ وجلّ، واعتقاد أن الكون وُجد صُدْفة بلا مُوجِد أو أنه أوجَد نفسَه، فهو الخالق والمخلوق".

لم يشهد أي مذهب فكري أو اجتماعي هجوما ضاريا من التيارات الدينية وبخاصة السلفيين مثلما شهدته "العلمانية"، فالحركة بمفهومها الاجتماعي هي حركة  إيديولوجية عرفت باستخدمها لوصف "فصل الدين عن الدولة"، وإلغاء ولاية رجال الدين، وهو الأمر الذي شهدته أوربا في العصور الوسطى، حينما كانت الكنيسة متحكمة في كل شيء، وقد ألهمت فكرة "العلمانية" الكثير من العلماء المسلمين، إلا أنها اكتسبت دلالات سلبية في بعض بلدان الشرق الأوسط، وكثيرا ماتم النظر إليها على أنها مناهضة للدين.

فـ"العلمانية" نظام فلسفي اجتماعي سياسي ظهر في أوربا في العصور الوسطى، وأثرت في كافة مجريات الحياة في أوربا، ولذلك ينظر إليها التيارات الدينية على أنها دعوة صريحة لعدم اعتناق الإسلام كعقيدة دينية، وأن يحيا الناس بعيدة عن العقائد، وأن يكون الدين بعيد عن الحياة بكافة مشتملاتها لاسيما الحياة السياسية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل