المحتوى الرئيسى

«سلم نفسك» يكشف عورة المجتمع.. ويفتح شهية الجمهور للمسرح

03/12 20:21

تمر «ساعتان» عليك ألا تلتفت تظل مندمجاً إلى حوار وأداء حركى عميق ومكثف، تضحك بهستيريا وتبكى من الألم وتشعر بالأمل والإحباط فى الوقت نفسه، المشاعر تتضارب، ما بين الشجن والسعادة، وما بين الخوف والترقب «سلم نفسك» قطعة فنية من الحياة. هذا ما تشعر به عندما تشاهد مسرحية «سلم نفسك» التى شاهدها الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى محمد بن سلمان الأسبوع الماضى.

حيث نجحت المسرحية التى أخرجها خالد جلال، فى جذب نجوم الفن والمجتمع والساسة إليها ليستمتعوا بعروضها اليومية التى لا تخلو من الشخصيات العامة ومن مختلف الأعمار والفئات، الذين يجتمعون على مسرح مركز الإبداع لدار الأوبرا المصرية، وبالإضافة إلى ذلك فإنها منذ انطلاقها خلال الأشهر الماضية حققت نجاحاً كبيراً.

وقامت «الوفد» بحضور عرض المسرحية، لنجد أن المسرحية مجانية ولا يتطلب الحضور إلا التوجه للحصول على التذاكر من مركز الإبداع الفنى، كما أن العرض قائم على أفكار يطرحها المخرج خالد جلال، وفريق العمل معه من الممثلين حريصون على تقديم الرسالة وإعادة المسرح لمجده، والتعبير عن طموحات جيل وآلامه، وبث طاقة إيجابية فى نفوس الشباب لاستكمال مسيرة العمل والأمل.

تدور أحداث العرض حول السلبيات التى طرأت على المجتمع المصرى تتمثل فى الفهلوة والحديث عن الآخرين فى غيابهم وجحود الأبناء والعنف ضد المرأة وذلك فى إطار مجموعة من المشاهد الارتجالية التى تجمع ما بين الدراما والكوميديا، فى إطار من الأغانى والاستعراضات وهم «الصعيدى»، «الإرهابى»، «الإشاعات»، «الطاقة السلبية»، «الوصية»، «المستحيل».

كما يتناول العرض حالة التشتت الجماعى التى يعانيها المجتمع منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعى، والشائعات التى تضرب الكثير من الأمور بجانب تناول ظاهرة التحرش التى تهدد نصف المجتمع.

العرض بطولة عدد كبير من الطلبة منهم: ألحان المهدى، منصور أمين، سارة هريدى، أحمد زكريا، أحمد الشاذلى، العرض من تصميم أزياء وإكسسوار مروة عودة، مخرج منفذ علا فهمى، إعداد موسيقى كريم شهدى، العرض صياغة وتصميم إضاءة وإخراج الفنان خالد جلال.

ومن جانبه قال أحمد زكريا، بطل عرض «سلم نفسك»، وطالب فى الدفعة الثالثة بمركز الإبداع الفنى: إن مادة الارتجال اللى نتج عنها العرض تعتمد فى البداية على مدى تنوع ثقافة كل ممثل كيف يفكر وكيف يطرح أفكاره على باقى زملائه.

وأضاف: «فى البداية المخرج خالد جلال عقد معنا جلسات كثيرة جداً تحدثنا فيها عن كل ما يؤرق كل منا فى حياته الشخصية والعامة.

واستكمل حديثه قائلاً «ثم نبدأ مرحلة التنفيذ العملى للأفكار والموضوعات اللى تناقشنا فيها حتى نصيغ كل فكرة ونحولها لمشهد مكثف وواضح، كما أنه فى البداية المخرج يفتح الباب على مصراعيه لكل الأفكار المهم يشوف مشهد مرتجل له وعلى درجة فنية عالية، كما أننا نقوم بعمل عدد كبير جداً من المواقف التى من الممكن أن تصل أحياناً لـ500 مشهد».

وعن أصعب المشاهد التى واجهته أثناء العرض قال «مشهدى المشهد الأخير الذى أبكى الرئيس لأن العرض كله مبنى على هذا المشهد، هو المنقذ للكائن أو بمعنى أوضح للمواطن المصرى المصاب بفيروسات كثيرة هذا المشهد هو المصل، ويعد هذا المشهد هو الانتماء للوطن والتضحية بكل شىء فى سبيل الحفاظ عليه.

وعن استعداده لتمثيله قال: فى الأول كانت

وتابع «أما بالنسبة للتمثيل تلك مرحلة تانية وهى تكوين الكراكتر وكيفية التحدث بلكنة «فلاحى» حقيقية مش زى اللى بنشوفها فى مسلسلات التليفزيون ودا أيضاً كان صعباً جداً لأن بخلاف اللهجة لازم أكون حاسس بكل حرف بقوله حتى لا يفقد المشاهد تركيزه.

عن سؤاله ما الذى قاله الرئيس عقب مشاهدته العرض قال: الحمد لله أبدى إعجابه الشديد بالعرض ككل وأثنى على المشهد الأخير (مشهدى) بكلام رائع أثلج صدرى وهون عليا شقاء البروفات طوال الفترة الماضية وأهدانا منحة أن نكون أول دفعة فى الأكاديمية الوطنية قسم الإبداع ودا شرف ووسام أنتمى أن أستحقه أنا وزملائى».

وقال حمدى التايه، أحد أبطال العرض: إن العرض تطلب فترة إعداد كبيرة تجاوزت العامين لكى نصل به إلى مستوى الجودة التى وصل إليها العرض، وتطلب مجهوداً بدنياً وذهنياً كبيراً من الجميع».

وعن أصعب المشاهد من وجهة نظره قال: المشهد الذى يناقش ظاهرة الإرهاب وغسل مخ الشباب لكى يصلوا به للإيمان بأن تفجير نفسه بين عدد من المدنيين سيصل به إلى الجنة، لأن الموضوع بغاية الحساسية لكونه يتطرق لأمر خاص للدين، فكان المخرج خالد جلال حريصاً جداً أثناء العمل على المشهد على عدم وجود أى كلمة من الممكن أن تُفسَّر خطأ بأننا نسخر من أمور تتعلق بالإسلام الصحيح.

وعن سر نجاح سلم نفسك قال: «عزم الفريق على الخروج بعمل مسرحى قوى يكون خير نتاج لكفاح طويل ويتوج صبرنا وتعبنا خيراً، وفترة التدريب الطويلة جداً التى تدربنا فيها على المشاهد، وبالتأكيد إدارة أ. خالد جلال لنا وعمله علينا كممثلين وعلى العرض كفكرة وكمشاهد كل مشهد على حدة، كى يصل بالعرض إلى هذا الشكل، وقبل كل ذلك توفيق الله سبحانه وتعالى ورغبته فى مكافأتنا على تعبنا فى السنوات الماضية».

وعن فلسفة صناعة النجم التى يتبعها مركز الإبداع فى التدريب قال: «منهج التدريب قائم على إخراج إمكانيات الممثل التى بداخله إلى النور وإثارة أماكن بداخله قد لا يكون مدركاً لها، كذلك يعتمد على نظرية الأوانى المستطرقة حيث كل الممثلين يستفيدون من كل الممثلين من خلال استكمال النواقص الفنية التى يمتلكها البعض ولا

وعن سؤاله العرض يعطى روحاً مميزة للجمهور فما السر قال: «فإن سبع سنوات وكثرة العروض التى خضناها والمواقف الحياتية التى عشناها سوياً جعلت منا فريقاً متفاهماً مع بعضه منسجماً، كل واحد يفهم طريقة تمثيل الآخر، كما أننا نرتاح فى التمثيل مع بعضنا على المسرح.. هذه الطاقة لابد أن تكون قد وصلت للجمهور».

وعن الذى تعلمه من المخرج الكبير خالد جلال قال: «تعلمت منه الكثير بالتأكيد على سبيل المثال تعلمت منه أن الوصول للتميز ليس سهلاً وأنك لكى تصل لما تريد عليك أن تكون أكثر الناس اجتهاداً، وعليك أن تكون مبدعاً فى تفكيرك وأن تفكر خارج الصندوق، كما تعلمت أن الأعمال الفنية المعتمدة على سلوكيات الإنسان وإنسانيته هى أفضل العروض خلوداً لأن هذه القضية تظل دائماً هى الأهم ولا تتغير بتغير الزمن».

وعن نصيحة خالد جلال للفرقة قال: «من نصائحه العديدة لنا أن نكون مقاتلين فى حياتنا الشخصية والفنية».

عن سؤاله ما الذى قاله الرئيس عقب مشاهدته العرض قال: «عبر الرئيس عن تأثره بالعرض وإعجابه بما قدمناه ووصفنا بالأفاضل المخلصين الذين يمكن أن يغيروا مصر للأفضل فى السنوات القادمة، وأخبرنا بتأثره بالمشهد الأخير (مشهد الانتماء للوطن)، وفى النهاية كافأنا بمنحنا الفرصة لنكون الدفعة الأولى بقسم الإبداع بالأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، والتى يخوض الملتحقون بها اختبارات شديدة، ولكننا سنلتحق بها دون اختبارات وهو بالتأكيد من المكاسب القوى بالنسبة لنا.

وعن شعوره ورئيس الجمهورية وولى العهد يشاهدان العرض قال: «عندما وقفنا فى التحية وأمامنا رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى تأكدت أن الله عادل ولا يظلم أحداً، وأنه يعوضنا عن تعب وصبر سبع سنوات منتظرين الخروج للنور من خلال رحم مركز الإبداع الفنى، حيث كنا نمر بلحظات ضعف بالتأكيد ولحظات فتور الطاقة والتساؤل عن القادم.. هل سيكون مقابلاً عادلاً لصبرنا وتعبنا أم لا؟».

واستكمل حديثه قائلاً: «لكن بفضل الله وكرمه كان المقابل عظيم لنا جميعاً ويعطينا أملاً أن المرحلة القادمة فى حياتنا ستكون مختلفة جداً عن المرحلة التى مرت بإذن الله».

وتحدث كريم شهدى، أحد أبطال «سلم نفسك»: «أن هذه الدفعة من مركز الإبداع  بدأت منذ عام 2010 ولكن تم ايقافها أكثر من مرة نظراً للأحداث السياسية التى حدثت، وعلى الرغم من ذلك ولكن كل هذا أعطانا فرصة أكبر حتى نعمل على المشروع بشكل أكبر.

وعن سر نجاح «سلم نفسك» قال: «أكيد خالد جلال كان لديه رؤية واضحة للعرض وشاركنا بها حتى نتمكن أن نخرجها بهذا الشكل المبهر، ولكن من وجهة نظرى الشخصية أن سر نجاح العرض على الرغم من مناقشته المشاكل وسلوك الإنسان إلا أنه ينتهى بصورة إيجابية لأن كان لابد أن يشعر الجمهور بهذه الطاقة لأن «سلم نفسك» قام بحضورها مختلف الأعمار».

وعن أصعب مشهد قال: «بصراحة المشاهد كلها صعبة وتحتاج دقة شديدة فى التنفيذ، وبحكم أننى قمت بعمل الإعداد والإنشاء الموسيقى لجميع مشاهد العرض كانت توجد مشاهد كثيرة استغرقت وقتاً كبيراً حتى يتم إنشاء التصميم الصوتى لها، بالإضافة إلى أن مشهد الوصية والنهاية كانت من أصعب المشاهد لدى، كما أن المخرج خالد جلال يهتم جداً بأدق تفاصيل العرض».

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل