المحتوى الرئيسى

رحلة دروجبا من الفقر ورفض الوالدين لشهادة المحاسبة والإفريقي الأعظم بالتاريخ | Goal.com

03/11 18:53

يحل اليوم عيد الميلاد الـ 40 للنجم الإيفواري ديديه دروجبا، أسطورة هجوم فريق تشيلسي السابق، والذي أعلن اعتزاله قبل أشهر قليلة في الدوري الأمريكي.

ذكرى مولد دروجبا تأتي لتذكرنا بالعديد من المحطات الهامة في حياته الكروية والشخصية، والتي ساهمت في صنع أسطورته وثقل ملحمية قصته التي ستبقى دومًا حافز لكل حالم بالمجد.

وفي الأسطر المقبلة سنحاول استعراض أهم تلك المراحل في حياة اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم الإيفوارية حتى يومنا هذا:

دروجبا ولد وسط أسرة صغيرة بمدينة أبديجان عاصمة ساحل العاج، وكان والديه يعملان كمحاسبين في أحد البنوك، لكن سريعًا ما ضربت الأزمة الاقتصادية بلده وبدأت أحوال والديه المادية تسوء بالتالي.

الحالية المادية للدولة ولوالدي دروجبا دفعت بهما لطلب المساعدة من عم الطفل الصغير مايكل جوبا، والذي كان قد سافر قبل سنوات لفرنسا هربًا من الفرق.

جوبا كان قد استقر في فرنسا منذ سنوات قليلة، وحالته المادية ليست أفضل بكثير من والدي دروجبا، لكنه أراد أن يسافر لأبيدجان حتى يأخذ الطفل معه ويعود لفرنسا بحثًا عن مستقبل أكثر اشراقًا.

دولة فرنسا في ذلك الوقت رفضت بشكل قاطع منح جوبا الاذن والتأشيرة للسفر لكوت ديفوار، بسبب الظروف الاقتصادية وسوء الأحوال بالدولة الافريقية.

تحطم حلم الطفل بالسفر لعمه، لكن الأخير قام بإرسال أموال ضئيلة لأسرته لا تكفي سوى لسفر الطفل صاحب الخمسة أعوام وحده دون وجود أي مرافق.

وبعد نقاش طويل ومحاولات عدة من قبل والدي الطفل للبحث عن حل لتلك الأزمة استقرا على أن يرسلاه وحده لعمه في باريس، أملًا في أن يكون ذلك الطفل مستقبله أفضل منهما.

تضحية الوالدين أثارت مشاعر دروجبا بشكل واضح ستفسر تصرفات غريبة له أثناء سنوات نضوجه، لكنه لم تنفعه كثيرًا طوال ساعات الرعب التي أمضاها في الطائرة وفي مطار شارل دي جول في انتظار عمه.

خلال الأيام الأولى لدروجبا في باريس اندلع صراع كبير بين كل من والدي الطفل صاحب الخمس سنوات من جانب معه عمه جوبا من جانب آخر.

الصراع كان بسبب اختلاف رؤية كل جانب للمستقبل الأفضل بالنسبة للطفل الصغير، فلاعب كرة القدم الذي بدأ مسيرته بفرنسا يريد لنجل شقيقه أن يصبح مثله ويحترف تلك الرياضة، والوالدين يسعيان لطريق أكثر أمانًا حيث يكمل الطفل تعليمه وينال شهادة يعمل بها موظف في بنك مثلهما، لكن في ظروف ومكان أفضل كفرنسا.

الصراع حله جوبا بأنه وازن بين رؤيته لمستقبل دروجبا ورؤية شقيقه وزوجته، فبعد أن كان قد قدم له في اكاديمية كرة قدم سحب أوراقه وقدم له في مدرسة لكنه تأكد من تسجيله في فريق كرة القدم الخاص بها.

رغم كونه مجرد طفل لم يتخطى عمره الثماني سنوات كان دروجبا هادئًا للغاية وقليل المشاكل الا فيما يخص جانب واحد، وهو رغبته في العودة لكوت ديفوار.

دروجبا لم يفهم في ذلك الوقت ما تكبده عمه من عناء ليسمح له بالقدوم لباريس ولم يستوعب كم المشاكل التي تعاني منها بلده والذي دفع بوالديه للتخلي عن فلذة كبديهما قبل أن يتم عامه الخامس.

نجم تشيلسي تحدث عن تلك الفترة وقال: "أتذكر حياتي وأنا طفل في فرنسا، لقد كنت أبكي كل يوم، ليس لأنني في فرنسا، كان من الممكن أن أكون في أي مكان آخر، لكنني كنت بعيد للغاية عن والدي، وكنت افتقدهما بشكل كبير كل يوم".

الطفل صاحب الثماني سنوات كان شجاعًا بما فيه الكفاية ليخبر عمه برغبته في العودة لأبيدجان، وبعد أن راقبه جوبا لعدة أيام وعلم أن دروجبا أضعف من أن يقاتل ويشق طريقه بدون والديه وافق مرغمًا وغاضبًا على السماح له بالعودة، وقام بشراء تذكرة الطائرة له.

دروجبا عندما عاد لكوتديفوار وجد نفسه لا يزال متعلق بكرة القدم فكان يخرج لملعب قريب من المنزل ويمارس التدريبات ويخوض المباريات رفقة عدد من الأطفال.

لسوء الحظ لم تتحسن أحوال الدولة الافريقية المادية، بل ساءت بشكل واضح، وبعد أشهر قليلة من عودة دروجبا لأبيدجان فقد والديه وظيفتهما في البنك وأصبحا بدون أي موارد.

وفي عمر الـ 11 لم يجد والديه مفر من اللجوء للعم الذي يقيم في فرنسا من جديد، وعلما جيدًا أن قرارهما بالسماح له بالعودة لوطنه كان أسوأ قرار أخذاه في حياتهما.

دروجبا نفسه اعترف في تصريحات سابقة بأن ما فعله بذلك الوقت كان خطأ كبير أن يفكر في العودة لأبيدجان بينما كانت لديه فرص أفضل في باريس.

جوبا استجاب فورًا لطلب والدا دروجبا الذي جاء محملًا بالخجل والخزي بسبب موقفهما السابق الداعم لفكرة عودة الطفل، وأرسل له تذكرت طيران جديدة.

خلال فترته الثانية في فرنسا استمر حب دروجبا لكرة القدم لكنه مارسها كهاوي وركز كل تفكيره على الحصول على شهادة فقط من أجل إرضاء والديه وتنفيذ رغبتهما.

جوبا احترم رغبة دروجبا بشكل واضح وسجله في مدرسة جديدة، لكنه في الوقت نفسه أبى أن يستسلم لفكرة ابعاده عن كرة القدم فقام بتسجيل اسمه في اكاديمية كرة قدم لعدة سنوات لعب فيها كظهير أيمن، بعدها انضم لفريق ليفالوا في عمر الـ 17 عام.

بعد الانضمام لفريق ليفالوا لم ينس دروجبا هدفه الأساسي فكان يمارس كرة القدم فقط في الأوقات التي تسمح له دراسته بذلك، وبدأ في دراسة المحاسبة بالتزامن مع انضمامه للفريق.

اللاعب الشاب رفض في ذلك الوقت منح كرة القدم أهمية أكبر من الدراسة، وسعى بكل جهده ليقدم لوالديه ما أراده له منذ البداية، فدرس المحاسبة ونال شهادة في نفس تخصص والديه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل