المحتوى الرئيسى

مفاوضات الإجلاء "مستمرة" وسط قصف مدمر على الغوطة الشرقية

03/11 15:55

اشتدت حدة المعارك في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد (11 مارس/ آذار 2018) بين قوات النظام السوري وجماعات المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، وفق ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن. وأضاف المصدر أن قتالاً ضارياً يدور على عدة جبهات يرافقه وابل من نيران المدفعية والغارات الجوية المتواصلة وهجمات طائرات الهليكوبتر.

وبث التلفزيون الرسمي لقطات أمس السبت من مدينة مسرابا بعد أن سيطرت عليها قوات النظام السوري التي تقول إنها عزلت مدينتي حرستا ودوما عن باقي أنحاء الغوطة. غير أن مقاتلي المعارضة نفوا تلك الأنباء باعتبار أن المدينتين "لم تعزلا بالكامل عن بعضهما أو عن باقي أجزاء الغوطة في الجنوب منهما".

ويعتبر الرئيس بشار الأسد وحليفته روسيا جماعات المعارضة جماعات إرهابية ويقولان إن الهجوم ضروري لإنهاء حكم المسلحين لسكان الغوطة. وستشكل السيطرة على الجيب أكبر هزيمة من الأسد لمقاتلي المعارضة منذ طردهم من حلب في ديسمبر/ كانون الأول 2016.

تحصد عمليات القصف على منطقة الغوطة الشرقية آلاف الأرواح لأطفال سوريين. إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من سبعين طفل قتلوا من بين مجموع الضحايا منذ بدء التصعيد. وفي هذا الصدد، أصدرت اليونسيف بيانا بسطور فارغة لوصف معاناة أطفال الغوطة وشقائهم اليومي والمستمر.

تعاني النساء بشكل كبير في الغوطة الشرقية التي تتعرض إلى أحد أعنف عمليات القصف منذ اندلاع الحرب عام 2013. وتشكل النساء جزءاً مهما من ضحايا القصف الذي تجاوز 250 قتيلا خلال يومين في المعقل الأخير لفصائل المعارضة السورية في ريف دمشق.

موت الأطفال والنساء كما الرجال في الغوطة الشرقية ساهم في تشرد الكثير من العائلات السورية هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوغاريك أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية". وهو ما أثارقلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد.

المستشفيات، المدارس، دور العبادة... لم تسلم من الهجوم الذي تتعرض له الغوطة. فقد تعرضت ست مستشفيات للقصف خلال 48 ساعة فقط، إذ خرج ثلاثة منها عن الخدمة، فيما بقي مستشفيان يعملان جزئيا. وهو ما وصفته الأمم المتحدة بالهجوم غير المقبول وحذرت من أن يصل إلى حد جرائم الحرب.

تجاوز عدد القتلى في الغوطة الشرقية 250 قتيلا خلال يومين فقط. ويتسبب القصف إلى جانب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض والموت أيضا. وقال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا إنهم "ينتظرون دورهم في الموت" بعد كل ها القصف الذي يستهدف منطقتهم في الفترة الأخيرة.

يمتد الحصار على الغوطة الشرقية منذ 2013، وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تسقط من طائرات هليكوبتر وتدين الأمم المتحدة استخدامها. في المقابل قالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية.

الوضع بالغوطة الشرقية، يثير غضب الكثير من المنظمات الدولية التي ترفض ما يجري بسوريا. وكانت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات التابعة لها قد حذرت من أن تصير الغوطة الشرقية المحاصرة "حلبا ثانية"، ومن أن يتطور الأمر ليصبح "جرائم حرب" في حالة تصعيد القتال فيها. كما نددت بالهجوم الذي أصيبت فيه مستشفيات وبنيات أساسية مدنية أخرى، ووصفته بأنه غير مقبول. إعداد: مريم مرغيش

وفي حالة حدوث ذلك، سيضاف هذا لسلسلة من الانتصارات العسكرية التي تمكن الرئيس بشار الأسد من تحقيقها منذ تدخل روسيا عسكرياً في الحرب لصالحه في 2015 مما حول مسار الصراع ورجح كفته.

ردا على زيارة وفد حزب البديل من أجل ألمانيا، إلى سوريا ولقائه مسؤولين حكوميين بينهم مفتي سوريا، وجه نشطاء من الغوطة الشرقية عبر مقطع فيديو دعوة للحزب لزيارتها، متحدين الوفد إن كان يستطيع البقاء ساعة هناك. (09.03.2018)

كشفت الحكومة الألمانية أنه ليس بمقدورها تحديد نصيب المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية من مساعداتها الإنسانية، التي تقدمها ألمانيا لسوريا بوجه عام، ولا وجهة أموال التي تدفعها في إطار مساعداتها الإنسانية في سوريا. (09.03.2018)

وفي حصيلة جديدة للضحايا المدنيين، أعلن المرصد السوري أن أكثر من 1100 مدني قتلوا في الغوطة الشرقية منذ بدء القصف المدمر عليها منذ ثلاثة أسابيع. من جهته، أعلن الناطق باسم مركز المصالحة الروسي في سوريا اللواء فلاديمير زولوتوخين "تقدم عملية المفاوضات مع المسلحين في الغوطة الشرقية".

ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عنه القول إن "المسلحين يبحثون إمكانية إخراج عشرات السكان مقابل إمكانية مغادرة المنطقة مع عائلاتهم مع ضمانات أمنية"، ملوحاً أنه "عرض لن يتكرر".

وأكد المركز أن "الممر الإنساني في قرية مخيم الوافدين ما زال مفتوحاً وجاهزاً لاستقبال المدنيين الراغبين في الخروج من منطقة الغوطة الشرقية".

وأكدت وسائل إعلامية متطابقة وجود عمليات تفاوض لإجلاء مدنيين ومقاتلين من أحد أجزاء المنطقة المحاصرة بهدف ايقاف الحملة العسكرية. وتستند هذه التقارير على أنباء من المرصد السوري إلى جانب شهادات مسؤولين محليين لم يتم الكشف عن هوياتهم.

غير كل من "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، يصران على رفض سياسة الإجلاء، إذ كتب المتحدث باسمه وائل علوان على حسابه على موقع تويتر أنه "لا يوجد أي تكليف يسمح لأحد بالتفاوض عن ثوار الغوطة ومؤسساتها والجيش الحر فيها". كما أن قائد فيلق الرحمن عبد الناصر شمير قال في تسجيل صوتي قبل يومين "لن أتهاون مع اي أحد يريد أن يمد يده للنظام".

في المقابل، نقلت الوكالة الفرنسية عن عضو من لجنة تضم مسؤولين محليين في مدينة حمورية لم تكشف عن هويته، عن اجتماع بين اللجنة وممثلين عن النظام السوري للتفاوض حول "خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من حمورية إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة" بينها إدلب (شمال غرب) أو درعا جنوباً.

ومن المنتظر أن يتم عقد "اجتماع الأحد لاتخاذ القرار" يقول ذات المصدر، مضيفاً أنه "وفي حال لم يتم التوافق، ستستكمل العملية العسكرية" لتشمل حمورية.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حديثه للوكالة الفرنسية، فإن هناك مفاوضات مستمرة حول بلدات حمورية وجسرين وسقبا، وأن "القرار قد يُتخذ في أي لحظة".

من جانب آخر، حذر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس دمشق الأحد من أن أي استخدام للغاز كسلاح في النزاع السوري، خصوصاً في ظل المعارك الدائرة في الغوطة الشرقية، سيكون بمثابة فعل "غير حكيم".

ويتزامن التحذير مع تقارير أشارت إلى أن قوات النظام السوري استخدمت غاز الكلور في الغوطة الشرقة.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل