المحتوى الرئيسى

جهانغيري ببغداد.. "إعادة إعمار العراق" على الطريقة الإيرانية

03/10 14:33

العبادي وجهانغيري خلال الزيارة غير التقليدية

بعد إتمام خطة التوغل العسكري المليشياوي في العراق، بدأت إيران خطوات واسعة لإتمام خطتها للتوغل الاقتصادي تحت شعار "إعادة إعمار العراق"، والذي أعلنت رسميا، الشهر الماضي، أنه صار جزءا مما وصفتها بـ "الإمبراطورية الفارسية".

فاليوم الجمعة يختتم نائب الرئيس الإيراني، إسحق جهانغيري، زيارة لبغداد استمرت 3 أيام، وضع خلالها اللمسات النهائية لخريطة السيطرة الإيرانية على قطاعات اقتصادية حساسة واستراتيجية كالمياه والنفط والطاقة والملاحة والسياحة.

ونتيجة للتمدد الإيراني في البلد الجريح منذ سقوط نظام صدام حسين 2003، فقد وجد جهانغيري الأرض ممهدة لذلك، كما وضح من تصريحات الرئيس العراقي فؤاد معصوم، عقب لقائهما أمس الخميس، حين دعا إلى تجاوز العقبات البيروقراطية لإحداث انطلاقة للتعاون بين البلدين، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والطاقة وأسعار النفط.

وأشار أيضا إلى التعاون في مشاريع إعادة الإعمار والزراعة والصناعة والبيئة والملاحة والسياحة.

ويعد العراق- بعد تخريبه عمدا على يد مليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران وتنظيم داعش الإرهابي- متنفسا ثريا للشركات الإيرانية المتأزمة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية، حيث سيتم تشغيل تلك الشركات وتصدير منتجات إيرانية بكثافة إلى العراق؛ ما يؤثر سلبا على نصيب الشركات العراقية ذاتها.

كما صرح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده، الأربعاء، مع جهانغيري، بأن إيران ستشارك بملياري دولار أمريكي لإعادة إعمار العراق.

وقال إن المباحثات تناولت ملفات التجارة وترسيم الحدود وملف شط العرب والمياه والتعاون الاقتصادي والتجاري وتحويل الأموال.

من جانبه قال جهانغيري إن بلاده ستشارك في مشاريع نقل الغاز وعقد اتفاقات في مجال النفط والعلاقات المصرفية لتسهيل عمل المستثمرين والصناعيين وزوار الأماكن المقدسة للشيعة في العراق.

واستضافت الكويت مؤتمر إعادة إعمار العراق في فبراير/شباط الماضي، بحضور دولي واسع، وقدمت بعض الدول والمنظمات فيه تعهدات مالية بلغت 30 مليار دولار.

وشاركت إيران في المؤتمر بالحضور، ولكنها لم تعلن أي مساهمات مالية أو مشاريع، وامتنع وزير خارجيتها جواد ظريف حتى عن الانضمام للصورة الجماعية التي التقطت في ختام المؤتمر، مكتفيا بإجراء حوارات جانبية مع بعض المسؤولين.

وعلق متابعون على عدم إعلان إيران حجم مشاركتها في مشاريع إعادة إعمار العراق الذي انعقد في الكويت فبراير/شباط الماضي، بأن إيران تهدم ولا تبني؛ ولذا أسهمت بقوة بمليشياتها في تدمير المدن العراقية، ولكنها لا تسعى لتعميرها ليظل العراق ضعيفا.

في المقابل رأى آخرون أن إيران لم تعلن حجم مساهمتها في المؤتمر الدولي لأنها ترى أن العراق صار جزءا من الأراضي التابعة لإيران، وتسعى للاستفراد به، ولا تريد أن تجري مشروعاتها فيه تحت رقابة أو توصية دولية.

ويتماشى الرأي الأخير مع اعتراف مسؤول إيراني، في ذات شهر انعقاد مؤتمر الإعمار في الكويت، بأطماع بلاده الاحتلالية في المنطقة لتكوين ما وصفه بـ"إمبراطورية إيرانية".

وقال عضو ما يسمى بـ"المجلس الأعلى للثورة الثقافية"، حسن رحيم بور أزغدي، إن بلاده باتت تسيطر على 5 أو 6 دول في المنطقة لإقامة إمبراطورية، منها سوريا والعراق واليمن ولبنان وقطاع غزة وأفغانستان.

وكشف في مقابلة مع تلفزيون "أفق" الإيراني عن أن "إيران هي من قتلت رئيس النظام السابق صدام حسين، بعد سعي الولايات المتحدة الأمريكية للاحتفاظ به (...) جماعتنا قامت بشنق صدام حسين وليس الأمريكان، حيث إن قوات الثورة الإسلامية أعدمته".

وزاد بالقول: "آن الأوان لإعلان الإمبراطورية الفارسية في المنطقة".

وينص الدستور الإيراني على هذا المعنى، ولكنه من باب جذب مسلمي العالم لدعمه يسميها حاليا بالجمهورية الإسلامية، أو مشروع الوحدة الإسلامية.

وأقبلت إيران على التوغل في إيران، ثقافيا واقتصاديا وسياسيا ودينيا واجتماعيا، وحتى بشريا بتشجيع الاستيطان هناك، منذ سقوط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين 2003 حتى بات العراق شبه معتمد على تجارتها بعد الصين؛ ما أسفر عن تدمير الكثير من الصناعات العراقية التي كانت تسد الحاجة.

وإيران هي الشريك الاقتصادي الثاني للعراق بعد الصين، وتسعى لإحكام سيطرتها عليه أيضا عبر الممر البري الذي يمتد من طهران ليمر بالعراق ثم يخترق سوريا إلى لبنان، وهي من الدول الواقعة في نطاق حلم "الإمبراطورية الفارسية".

وسبق أن تفاخر السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي، بحجم نفوذ بلاده في العراق على المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

وفي مؤتمر صحفي له، يناير/كانون الثاني الماضي، بعنوان "نفقات وفوائد العلاقات الإيرانية والعراقية" قال مسجدي إن التعاون العسكري مع العراق "جيد وشامل وتم بحضور اللواء سليماني"، في إشارة إلى الإرهابي قاسم سليماني قائد مليشيا فيلق القدس التابعة لمليشيا الحرس الثوري الإيراني، التي صنعت المليشيات الموالية لطهران في العراق. 

وعن التغلغل الاقتصادي قال إن متوسط التعامل التجاري بين طهران وبغداد دون احتساب النفط والغاز يبلغ قرابة 7 مليارات دولار، فيما يصل إجمالي متوسط التبادل إلى 12 مليار دولار مع النفط والغاز. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل