عمود مرنبتاح يستقر بجانب تمثال والده رمسيس الثاني في المتحف الكبير

شهد أمس، المتحف المصري الكبير، احتفالية نقل عمود الملك مرنبتاح رابع ملوك الأسرة التاسعة عشر من قلعة صلاح الدين إلى البهو العظيم بالمتحف الكبير ليجاور تمثال والده الملك رمسيس الثاني، وذلك بعد 10 أعوام من الإهمال والنسيان ظل فيها عمود "مرنبتاح" الذي يرصد انتصاراته على القبائل الليبية مُلقى في أحد الباحات الخلفية للقلعة حيث تراكمت علية المخلفات حتى تم اكتشافه بالصدفة أثناء أعمال جرد روتينية بالقلعة.

وأوضح الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري الكبير، أنه تم العثور على عمود مرنبتاح في منطقة المطرية داخل معبده بمدينة أون شرق عرب الحصن وهو مزين بنقوش من الحفر الغائر وكتابات باللغة الهيروغليفية توضح الألقاب الخاصة به والتي تخلد ذكراه وانتصاراته على القبائل الليبية التي قامت بالاعتداء على مصر من ناحية الشمال الشرقي وذلك فى العام الخامس من حكمة.

وتم نقل العمود من موقعة الأصلي في منطقة المطرية إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي عام ٢٠٠٨ ميلاديًا، حيث كانت تحيط به المدينة السكنية وارتفاع منسوب المياه الجوفية تحته، الأمر الذي عجل من قرار نقله من هذا المكان بعد ترميمه.

ظل محفوظا بالقلعة قرابة العشر سنوات إلى أن قامت لجنة سيناريو العرض المتحفي بالمتحف المصري الكبير باختيار العمود لعرضه ببهو المتحف بجوار تمثال أبية الملك العظيم رمسيس الثاني.

يبلغ طول العمود ٥.٦٠ متر بوزن ١٧ طن، وهو مصنوع من مادتي الجرانيت الوردى فى البدن والحجر الرملي فى القاعدة.

من جانبه أكد عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولي بالمتحف المصري الكبير، أنه قبل البدء في أعمال النقل قام فريق الترميم الأولي بكل الإجراءات اللازمة لأعمال الترميم الأولى للعمود، وكذلك أعمال الاستلام من قبل المتخصصين، حيث قام فريق العمل بأعمال التنظيف الميكانيكي وإزالة الأتربة وتثبيت بعض القشور الضعيفة وإعداد تقرير مفصل عن حالة العمود على الطبيعة قبل أعمال التغليف التي استغرقت قرابة الثماني ساعات.

وأضاف، تم إعداد وتجهيز قاعدة خاصة مبطنة بألواح من الفوم الخالي من الحموضة لتثبيت العمود بأحزمة الربط لتأمينه كما تمت عملية النقل باستخدام معدات وأوناش القوات المسلحة المصرية وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة.

بينما قال أسامة أبوالخير، مدير عام شئون الترميم بالمتحف، إن العمود وصل إلى مقرة النهائي بالبهو العظيم وسوف يقوم فريق العمل من المتخصصين من مركز الترميم بأعمال الفحص والتحاليل اللازمة والترميم الكامل الذي يشمل على التنظيف الكيميائي وأعمال التقوية للعمود والإشراف على أعمال التثبيت النهائي له على القاعدة الخاصة به.

بينما أوضح الدكتور شريف عبد المنعم، المشرف على إدارة تطوير المواقع الأثرية، أنه تم اكتشاف معبد مرنبتاح فى مدينة أون في مارس 1970 ميلاديًا أثناء إزالة بعض الأتربة جنوب غرب تل عرب الحصن بالمطرية على بعد 200م جنوب غرب معبد رمسيس الرابع بحوالي 1.50 كم شمال غرب مسلة سنوسرت الأول.