المحتوى الرئيسى

ننشر كلمة 'مكرم محمد' بالملتقى الإعلامي للشباب بالجامعة العربية

03/10 13:17

انطلقت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، صباح اليوم، أعمال الملتقى الإعلامي العربي للشباب في دورته السابعة، تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وبمشاركة مجموعة من وزراء الإعلام العرب.

ويُعقد الملتقى على مدار يومين متتاليين، وذلك في الفترة 10-11 مارس 2018؛ لمناقشة عدد من القضايا الإعلامية، ولتأهيل جيل من الإعلاميين الشباب لتحمل مسؤولية المهنة مستقبلًا، إضافة إلى أهمية احتواء العنصر الشاب في خلق مناخ إعلامي عربي متجدد يستطيع أن يقبل كل التيارات، وأن يواجه الانقسامات، في إطار من أخلاقيات وميثاق شرف يظلل الإعلام العربي، ولا يحد من قدرته على التعبير والتطوير.

ويتناول الملتقى الإعلامي العربي للشباب، في دورته السابعة، دور الإعلام في التنمية، إضافة إلى العديد من القضايا الإعلامية الهامة يناقشها نخبة من الوزراء والمسؤولين وكبار الإعلاميين الذين سيخلقون جوا من التواصل المباشر بين جيل الشباب وجيل الإعلاميين المخضرمين.

ويشارك المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالملتقى، وننشر كلمته التي يُلقيها الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس.

يسعدنى ويسعد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مصر، أن ينعقد الملتقى الإعلامى للشباب العرب فى مقر الجامعة العربية، وأن يكون المجلس الأعلى للإعلام ضمن رعاة هذا الملتقى المهم الذى تقف على رأس أهدافه تأسيس جيل إعلامى شبابى واعد.

وتأسيس جيل إعلامى واعد من الشباب العرب لا يتأتى صدفة أو لمجرد التمنى، وإنما هو عمل مخطط مدروس ينبغى الإعداد له على نحو علمى موضوعى فى مواقع عديدة، أبرزها معاهد الإعلام وجامعاته فى العالم العربى التى يتحتم أن تلاحق تطورات العصر وتقنياته الجديدة، التى جعلت علوم الإتصال الحديث شرطاً مهماً لا غنى عنه بعد أن سقطت حواجز الجغرافيا وموانع الرقابة وضمرت سيطرة السلطات المفروضة، وأصبحت حريات إنتقال الأشخاص والأفكار والأموال جزءاً لا يتجزأ من منظومة العولمة فى عالمنا الجديد، الذى تحول بالفعل إلى قرية صغيرة متشابكة.

فى هذا العالم الجديد المتشابك المصالح الذى تشيع فيه ثقافة متجانسة تكاد توحد أنماط الإستهلاك، وتعظم المشترك فى ثقافات الأمم وتُلزم المجتمع الدولى حرصاً على بقائه وإستمراره أن يكون فى صف حوارات الحضارات والأديان، وأن يكون حرباً على الإرهاب ينتصر للسلم والأمن الدوليين، ويعترف بالآخر ويرفض كافة صور العنصرية والتمييز، فى هذا العالم الذى تحكمه المنافسة وتعدد الأقطاب ويتسابق فيه الجميع إلى المعرفة، وتسود قوانين السوق، وتزحف الديمقراطية إلى أعتى المؤسسات بما فى ذلك المنظمات الدولية والأممية، أصبح التواصل والحوار أساس العيش المشترك، وكبر دور الإعلام، وأصبح تهيئة المناخ الصحيح جزءاً هاماً من منظومة النجاح وبدلاً من الإكراه والمنع نمت ثقافات جديدة تدعو إلى التواصل والإقناع وأصبح التشارك بديلاً عن السيطرة والإملاء وإنتفت الحاجة إلى القطب الأوحد والواحد ليصبح العالم بالضرورة أكثر تنوعاً وديمقراطية.

وربما لهذا السبب وجد الإعلام أن مكانه الصحيح ألا يكون جزءاً من منظومة السلطة التنفيذية الحاكمة، وأن وزارة الإعلام قد لا تكون هى الحل الأمثل لضمان مشترك صحيح يربط أفراد المجتمع الواحد، وأن المهنية والمواثيق الأخلاقية والتمسك بأصول الحرفة ومحدداتها الأصلية هو العنصر الأساسى الذى يضمن الحرية والمسئولية فى الوقت نفسه، وينظم الحدود الفاصلة بين حرية الإنسان وحريات الآخرين.

لقد إخترنا فى مصر وفى تجربة وليدة لم تُكمل بعد عامها الأول أن نكون مجلس تنظيم للإعلام وليس وزارة للإعلام، والفارق كبير بين الأمرين، لأن مجلس تنظيم الإعلام لا يمثل السلطة التنفيذية، ولكنه يمثل أصول مهنة الإعلام وأخلاقياتها، ويمثل الدولة المصرية بأكثر من أن يمثل حكومتها، ويرعى المجتمع المصرى ويعتبره المرجعية الأساسية فى مواثيق المهنة الأخلاقية، ويُمثل الضمير المهنى الذى ينبغى أن يكون يقظاً فى كل الأحوال، يوازن عسف السلطة وضيق خياراتها ومعاناتها المستمرة من غياب حلم الحرية.

والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى مصر هو الذى يضبط الإيقاع لمهنتى الصحافة والإعلام ويحدد المعايير الصحيحة لهما، وهو الذى يُعطى كافة تراخيص البث، وهو الذى يسائل ويحاكم كل وسائل الإعلام وأدواته خاصة فيما يتعلق بآداب المهنة وضوابطها، وله أن يُثيب ويُعاقب ويَفرض الغرامة ويمنع الظهور ويُحدد شروطه وأدواته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل