المحتوى الرئيسى

"بن سلمان" يُنَحي الطائفية ويستخدم القومية العربية ضد إيران في العراق

03/08 23:39

يبدو أن الصراع الإقليمي بين المملكة العربية السعودية وإيران دخل مرحلة جديدة، حيث بدأت الرياض في استخدام قوتها الناعمة بالعراق ما أشعر طهران بشيء من القلق.

وفي تقرير لها، اليوم الخميس، أشارت مجلة الإيكونومست البريطانية، إلى أنه مثل أيام مضت قبل عقود عاد السعوديون مرة أخرى إلى جنوب العراق، حيث تضع المملكة اللمسات الأخيرة على قنصليتها في مدينة البصرة.

وقالت المجلة إنه قبل غزو صدام حسين للكويت في عام 1990، كان الخليجيون العرب يحتفلون على ضفاف نهر "شط العرب" جنوبي العراق. وقد امتلك كثيرون منهم فيلات ومزارع حول البصرة وتزوجوا من عراقيات. وبعد ثلاثة عقود من القطيعة يبدو أنهم قرروا العودة.

وأشارت الإيكونومست إلى أن عشرات الشعراء السعوديين سافروا الشهر الماضي إلى مدينة البصرة من أجل حضور مهرجان أدبي.

وعادت الخطوط الجوية بين السعودية والعراق للعمل مرة أخرى، ووصل عدد الرحلات إلى 140 شهريًا. كما بدأت الشركات السعودية في افتتاح مكاتب لها في بغداد، وبينها شركة "SABIC" عملاق البتروكيماويات. وفي مؤتمر بالكويت خلال الشهر الماضي، تعهد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بتقديم نحو مليار دولار إلى بغداد كقروض إلى جانب 500 مليون دولار من أجل إعادة بناء العراق بعد مرحلة الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وبحسب إيكونومست، فإن هذا يأتي في سياق دفع الإدارة الأمريكية للدول الخليجية نحو التصعيد ضد إيران. ولكن الأمر لم يكن سهلًا على السعودية والعراق، حيث هددت بغداد إبان حكم صدام حسين بغزو السعودية. ومؤخرًا سمحت للمسلحين الشيعة المدعومين من إيران بإنشاء معسكر بجوار الحدود السعودية. وبالمقابل، تواجه السعودية اتهامات بأنها تقدم التمويل للجهاديين السُنّة في العراق.

وبحسب المجلة، فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بدأ في تحريك المملكة بعيدًا عن منطقها الطائفي. فعام 2015، كان مركزيًا في إعادة العلاقات الدبلوماسية التي أثمرت إعادة فتح الحدود بين العراق والسعودية في العام الماضي. كما ذكر التقرير أن ولي العهد السعودي أيضًا بدأ نقل الأموال من سياسيين سُنّة إلى شيعة أكثر تأثيرًا. فاستقبل محمد بن سلمان الداعية الشيعي مقتدى الصدر، ووزير داخلية العراق المقرب من إيران قاسم الأعرجي.

وأشار التقرير إلى التفاوت في الدعم المقدم للعراق بواسطة السعودية وإيران، حيث لم تتعهد الأخيرة بشيء في مؤتمر إعادة الإعمار الأخير في الكويت. وصرح مسئول عراقي بسعادة لإيكونومست: "بعدما فشلوا أمامها في القتال، يريد السعوديون حاليًا التفوق في الإنفاق".

وفي بلد أغلب سكانه من المسلمين الشيعة، رأت إيران أن تدخلها يكون بتكريس الطائفية واستمالة الشيعة. وتريد السعودية استعادتهم مرة أخرى عبر إعادة إحياء الهوية العراقية العربية، وجعل العراقيين يواجهون إيران الفارسية. وتم تهميش القومية العربية كثيرًا في العراق بعد أن تم في عام 2003 حظر حزب البعث الذي حكم البلاد سابقًا.

والتركيز الأكبر على مدينة البصرة، التي تعد المحافظة الأغنى في العراق. وانطلاق السعوديين في المشروعات العملاقة في المدينة قد يسهم في تنافسهم أو تغلبهم على الإيرانيين. كما يأمل مسئولون عراقيون أن يمول السعوديون مشروعات طرق ويعيدون استخدام أنابيب نفطية، كانت حتى عام 1990 توصل النفط العراقي إلى البحر الأحمر.

لكن الجنوب العراقي بوصلته موجهة بشكل كبير حتى الآن نحو إيران، فالشوارع تحمل أسماء مثل آية الله الخميني، قائد الثورة الإيرانية. لكن ما بدأت السعودية في فعله بدأ في إشعار من في طهران بالعصبية، حيث تستدعي الرياض إلى ذاكرة العراقيين العرب والشيعة منهم أيضًا، ثماني سنوات من الحرب بين الدولتين العراقية الإيراني في الثمانينات. ويخشى رجال الأعمال الإيرانيون من المنافسة الجديدة التي سيضطرون إلى مواجهتها.

للتقرب من العراق، افتتحت إيران منطقة تجارة حرة بالقرب من المنطقة الحدودية مع البصرة. كما رفعت القيود على التأشيرات للعراقيين من أجل تسهيل عملية التسوق في مدينة خوزستان الحدودية. وأشارت إيكونومست إلى أن الواردات العراقية من إيران زادت مئات المرات عن صادراتها إلى الجمهورية الإسلامية.

وبدأت الفصائل العراقية المدعومة من إيران في وصم التقارب بين بغداد والرياض. ولفت السياسيون التابعون لهذه الفصائل إلى نحو 3 آلاف سعودي انضموا لداعش. وسأل أحد رجال الفصائل المسلحة في البصرة: "كيف نرحب بقاتلينا؟". ومن جانبهم تردد رجال الدين في مدينة النجف العراقية، بشأن الطلب المقدم من السعودية لإقامة قنصلية لها في المدينة الشيعية المقدسة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل