المحتوى الرئيسى

خبير: السعودية ترفض محاولة تركيا الهيمنة على العالم الإسلامي

03/08 20:30

صرح مؤخرا الأمير السعودي محمد بن سلمان، حسب ما تناقلته وسائل إعلامية مصرية، بأنه "يوجد ثالوث من الشر، ويضم تركيا وإيران والجماعات الإرهابية". كما أوضح أن "تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها على المنطقة، بينما تريد إيران تصدير الثورة، والجماعات الإرهابية التي تحاصرها الدول العربية".

تصريح الأمير السعودي، جعل كثيرين يربطون الأمر بنشوب خلاف بين البلدين حول زعامة العالم الإسلامي. خاصة بعد زيارة أردوغان للجزائر، والتي جعلت البعض أيضا يذهب إلى منافسة أردوغان للسعودية حول "السيطرة على العالم الإسلامي"، بالرغم من تاريخ العلاقات التركية السعودية والتي تميزت في كثير من الأحيان بتعاون اقتصادي وتحالف عسكري.

في أول جولة خارجية يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تم استثناء برلين وباريس، هل ذلك مؤشر على استبعاد محتمل للأوروبيين من مشاريع "رؤية 2030"؟ مقابلة مع الخبير يونس بلفلاح حول فرص الأوروبيين في هذه المشاريع. (07.03.2018)

أعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستبحث الوضع الإنساني في اليمن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أثارت زيارته للمملكة المتحدة دعوات من عدة منظمات غير حكومية للاحتجاج ضد الحرب في اليمن. (07.03.2018)

DW عربية، حاورت خبير الشؤون التركية في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن، فادي حاكورة، وسألته عن واقع العلاقات التركية السعودية، ومستقبلها بين البلدين. وفيما يلي نص الحوار: 

بعد تصريح محمد بن سلمان الذي يفيد أن تركيا تمثل أحد أعمدة ثالوث الشر، لماذا تصاعد الخلاف بين البلدين وصار يظهر بشكل علني؟

أولا؛ تركيا عملت بشكل مختلف في الأزمة ما بين قطر والسعودية وحلفائها، بحيث وقفت تركيا إلى صف قطر وتحالفت معها. وأرسلت 300 جندي تركي إلى قطر، كنوع من الضغط على السعودية. ثانيا؛ تقربت تركيا من إيران وهي تتعاون مع إيران في سوريا. وهذه السياسة غير متفق عليها في السعودية. ثالثا؛ تركيا تحاول الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وهذه السياسة التي تعتمدها تركيا لا تقبلها السعودية.

في نظركم، ما الذي يدفع تركيا لمنافسة السعودية حول قيادة العالم الإسلامي؟

أردوغان منذ البداية كان يسعى للرجوع إلى هيمنة العثمانيين التي خسروها قبل مائة أو تسعين سنة في الشرق الأوسط، وهذه غاية سياسية كان سعى إليها أردوغان منذ أن تولى الحكم. ويجب أن لا ننسى أن أردوغان تعاون مع الإخوان المسلمين في مصر بين عامي 2012 و2013. فأردوغان منذ بداية مسيرته السياسية كان يطمح بأن تكون تركيا هي المركز الرئيسي في العالم الإسلامي وهو ما لم تتفق معه السعودية فيه كما باقي الدول العربية.

ما هي أوراق الضغط التي يملكها أردوغان أو محمد بن سلمان، للحفاظ على مكتسباته أو اكتساب أرض أكبر؟

موقع تركيا الحالي هو موقع ضعيف نسبيا، إذ أنها الشريك الأصغر لإيران، وبالنسبة لروسيا في سوريا. وهي الآن في حرب مع القوميين الأكراد في عفرين في الشمال، وهي عملية عسكرية ستطول لأشهر ويمكن لسنين. وبالتالي فتركيا ليست في موقف قوي سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية...

خبير الشؤون التركية في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن فادي حاكورة

أما السعودية، فهي تملك الآن علاقات قوية بمصر في حين أن تركيا ومصر بينهما خلاف شاسع، وهذه ورقة ضغط كبير على تركيا. كما أن السعودية حاربت قطر في منطقة الخليج، وهذه أيضا ورقة ضغط. بالإضافة إلى كل هذا، فالعلاقة السعودية الأمريكية قوية بالمقارنة مع تركيا.

على ضوء كل هذه الخلافات، ألا يمكن أن يكون تقارب بين الطرفين في المستقبل على أساس تحديد الأدوار الإقليمية لكل بلد على حدة، بحيث تقصى إيران مثلا؟

من المعروف على السياسة بين الدول في الشرق الأوسط أنها مبنية على المصالح. اليوم يوجد تشابك بيت تركيا وإيران في سوريا الآن، لكن هذا يمكن أن يختلف بعد سنة أو في المستقبل. فالشرق الأوسط كله مبني على المصالح المؤقتة. ونأخذ مثلا إقليم كردستان العراق وتركيا إذ في 2007 كانت العلاقات بينهما جيدة جدا، ولكن بعد 25أيلول السنة الماضية؛ أي بعد استفتاء الاقليم على الاستقلال اختلفت المصالح بينهما... وإذا أخذنا الاتحاد الأوروبي مثلا، نجد أن المصالح ممكن أن تختلف بين دولتين لكن توجد قواعد مشتركة بينهما، على عكس الشرق الأوسط.

فلو تأخذ جامعة الدول العربية وتقارنها بالاتحاد الأوربي فهي ليست قوية... وهذا هو الفرق بين الدول العربية وأوروبا، حيث توجد قواعد ومؤسسات قوية كل الدول الأوربية تحترمها.

الصعب بالشرق الأوسط هو تدخل كل الدول فيه؛ أمريكا وأوروبا، الصين، إيران.. كل هذا التدخل يساهم في تحالفات مؤقتة بين دول ويمزق العلاقات بين أخرى. كثرة التدخل في المنطقة لا يسمح للمنطقة بتصفية الخلافات بينها، وهذا موجود قبل اتفاقية "سايس بيكو"، إذ أن المنطقة العربية طول الوقت عانت من التدخل العثماني، وبعده الأمريكي، والآن التركي والإيراني وهذا كله يعقد المشاكل بالمنطقة.

على الرغم من "الإصلاحات" التي يقوم بها ولي العهد السعودي وطالت نواح ٍ مختلفة في الداخل السعودي، إلا أن حملات الاعتقالات لمثقفين وصحفيين وأمراء وشيوخ أدت لانتقادات دولية واسعة. ويحاول بن سلمان التغلب على ذلك بتسويق رؤيته لسعودية أكثر انفتاحاً.

وقد تكون جولة الأمير بن سلمان محاولة من الأمير الشاب لتسويق نفسه للغرب كداعم لليبرالية والحريات المدنية استعداداً لتوليه مقاليد الحكم في المملكة التي بدأت تبتعد عن التشدد والانغلاق، إذ سُمح للمرأة بقيادة السيارة ودخول ملاعب الكرة، كما باتت تنضم حفلات موسيقية في إطار سياسية الترفيه الجديدة.

في تصريحات صحفية اعتبر ولي العهد أن إيران أحد أضلع مثلث قوى الشر في المنطقة بجانب من أسماهم بالعثمانيين والجماعات الإرهابية، واصفاً إياها بـ"نمر من ورق" وهي لهجة الخطاب التي يعتمدها ولي العهد تجاه كل ما يتعلق بطهران التي يرى أن تشعب تواجدها في المحيط الاستراتيجي السعودي يشكل تهديداَ محدقاً بالأمن القومي لبلاده.

ويستغل بن سلمان القلق الدولي المتصاعد من تنامي القوة العسكرية الإيرانية بجانب الموقف الأمريكي المعهود من إيران لممارسة مزيد من الضغوط على طهران. وتستطدم الجهود السعودية بمواقف الدول الأوروبية التي تسعى إلى علاقة متوازنة مع طهران.

ولا يبدو أن مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة من الأزمة القطرية-الخليجية تسير وفق ما كان مخطط له من الجانب السعودي، وربما يكون ذلك واحد من أسباب اقتصار جولة ولي العهد لأوروبا على بريطانيا فقط كنوع من إبداء الغضب ليس من الموقف الأوروبي تجاه هذه القضية فحسب وإنما أيضا من ملفات أخرى لم تجرِ فيها الرياح وفق ما اشتهته سفن المملكة.

ووتزامن الزيارة مع تصاعد الضغوط الدولية على التحالف العربي بقيادة السعودية في حربها ضد الحوثيين باليمن والتي تسببت في مصرع آلاف المدنيين ودمار هائل لحق بالبلد الفقير وأوقع واحدة من أسوأ المجاعات في العالم. وتواجه السعودية بسبب هذه الحرب ضغوطاً من عواصم أوروبية قرر بعضها منع تصدير السلاح للمملكة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل