المحتوى الرئيسى

عاليا عبد الرؤوف تكتب: عزيزي عمر طاهر - E3lam.Org

03/08 15:58

هو احتفال خاص إذن، إنه فى يوم المرأة العالمى، وبدعوة جريئة منك ومن الجريدة، أكتب الآن فى الزاوية الخاصة بك، وأنت زوجى وكاتبى المفضل، على إحدى صفحات «المصرى اليوم»، جريدتى ومدرستى الأم التى نشأت بها وتعلمت فيها أولى قواعد المهنة، تلك المهنة التى عشقتها منذ وقعت عيناى على أول «ماكيت» فى مقر «المصرى اليوم» بجاردن سيتى عام 2004.. هى الصحيفة التى تعلمت فيها، ومنها انطلقت إلى عالم الإخراج الصحفى، تدرَّبت بها على إيقاع العمل الصحفى اليومى وَفق نظام ملحوظ وانضباط متقن، ولكنى تعلَّمت معك ما هو أكثر، بل- وللدقة- تعلَّمت فيك ما هو أكثر.

تعلمت أن الصمت هو عين الارتياح والسكينة، وأن الحوارات السياسية على أنغام «إذاعة الأغانى» هى عين التسلية، وأن اختزال الأمل فى تعليم البنات هو عين الطموح، وأن الحب يمكن التعبير عنه بكلمات مغايرة.

تعلمت أن أتكيَّف مع الرجل الصعيدى المحافظ القابع فى بيتى، وأن أتأقلم مع الفنان المتوحّد السارح فى ملكوت الله القابع فى بيتى- برضه- تعلَّمت أن أجيد مهام المدير التنفيذى لحياتنا، ولكن مع الحفاظ على مكانة رئيس مجلس الإدارة، الذى هو أنت، وأن أتعامل معه بدهاء ما يصل بنا إلى قرارات نهائية تشعر وكأنك قد اتخذتها دون ضغط منى.

تعلمت أن الإلحاح لا يُجدى، وأن الزَّن بيجيب نتيجة عكسية، فإما الإقناع وإما الاستغناء عن الفكرة.

تعلمت أن الأكل ليس وسيلة للعيش فقط، بل هو السبيل الأكبر للمتعة والتجلِّى الربانى، فانتقلت معك من المستوى الأول، حيث كدت أحرق منزلنا الجديد مع أول طاسة قليَّة، إلى المستوى الحالى، حيث منحتَنى جائزة «طاجن المسقعة بتاعك أشبه بالعمل الفنى».

تعلمت أن أتوقف عن توقع نهايات الأفلام التى نشاهدها سوياً حتى لا أفسد عليك متعة المتابعة، وإن كنت أعترف أنى لا أجيد هذه المهارة بعد.

تعلمت أن أشجع الأهلى وأحترم مشاعر شريكى الزملكاوى، أن أسعد بمكاسب فريقى- وهى كثيرة جداً- دون تهليل، فقط أنظر إلى الجهة الأخرى، أضغط على قبضة يدى ودون صوت أهتف: «yesssss».

تعلمت ألا أغضب من سخريتك المستمرة من الزواج وأجواء المسؤولية والشراكة كنوع من التنفيس المحبب والمطلوب، وإيمانًا منِّى بالنظرية الخالدة «خليهم يتسلُّوا».

تعلمت أن إيجازنا لفترة الخطوبة التى لم تتعدَّ الشهرين قد أعطانا الكثير من الونس والدهشة فى صحبة حكاياتنا عن الطفولة والذكريات ونشأتنا بشكل متقارب فى نعيم الجدات ووسط صخب العائلات.

تعلمت أن أحافظ، رغم كل مشاغل وتفاصيل الأمومة، على عاداتى فى القراءة ومتابعة ما يجرى دون أن يكون السبب الوحيد هو متطلبات عملى، ولكن كى أحافظ على ميزة أن أظل أنا قارئتك الأولى، أن يبقى لى شرف وحق التعليق على كل ما تكتبه قبل نشره.. هى ثقة ومكانة تعنى لى الكثير وتستحق أن أبذل فى سبيلها المزيد، حتى لا أفقدها أبداً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل