المحتوى الرئيسى

الطبيبة نيكول جاكين تقدّم نهجا جديدا للرعاية في آخر مراحل الحياة | المصري اليوم

03/08 13:27

في عمر الـ64، كرّست نيكول جاكين قسما كبيرا من حياتها لتحسين ظروف حياة المسنين خاصة في المراحل الأخيرة من عمرهم، الأمر الذي يشهد على تعاطفها وتصميمها.

يقول جون، البالغ من العمر 58 عاما والذي يعمل حاجبا في منطقة باريس الكبرى: «لم أكن أريد أن أضع والدتي البالغة من العمر 86 عاما في مكان بارد وغير مألوف مع طاقم عمل مستنهك ومحمّل فوق طاقته». بدلا من ذلك، قام جون، في شهر يوليو الماضي، بالاتصال بشركة «أنجيل دوم» (Anggel'Dom) وهي شركة تقدّم خدمات رعاية منزلية مصممة خصيصا لتحسين ظروف حياة المسنين الذين يرغبون في البقاء في منازلهم، أطلقت الشركة في عام 2017، وقد تمّ تأسيسها من قبل أربعة أعضاء أحدهم امرأة وهي نيكول جاكين.

وتعلّق جاكين قائلة: «عندما تخطر لي فكرة لابدّ لي من تطبيقها على أرض الواقع».

وأقلّ ما يقال في هذا التصريح أنّه بخس للحقيقة ففي عمر الـ25، نجحت جاكلين في الدفاع عن أطروحتها في مجال الطب العام وبدأت مهنتها كطبيبة لتتخصص في مجال طب الشيخوخة في أحد المستشفيات في باريس.

في عمر الـ50، تمكّنت من افتتاح مستشفى خاص بها. الآن وقد أصبحت في سن التقاعد، تبحث جاكلين في كيفية إحداث ثورة في مجال الرعاية الصحية المنزلية، وفي عام 2006، اقترحت جاكلين إحضار كلاب بصفة دائمة إلى أجنحة المستشفى. بالنسبة لها، يمكن لهذه الكلاب أن تشكل مصدر «سعادة للمرضى وطريقة لإضفاء الحيوية للمكان»، وقد تمّ الاعتراف منذ ذلك الوقت بالفوائد العديدة التي تضفيها هذه المبادرة على صحة المرضى. على الرغم من ذلك، فقد تمّ رفض اقتراحها من قبل كبار المدراء الذين كانوا يديرون المستشفى التي كانت تعمل فيها في ذلك الوقت.

بعد أن قضت ربع حياتها في المستشفيات، قررت نيكول جاكين استئناف تدريبها عام 2002. في عمر الـ49 وبعد أن أصبحت أما لثلاث أطفال، شرعت جاكين في الحصول على شهادة من كلية إدارة أطباء المستشفيات في باريس. بعد تخرّجها، قامت بإدارة عدد من دور العجزة في العاصمة الفرنسية. ولكن كمدافعة شرسة عن ضرورة «التعاطف والصبر» مع كبار السن، وجدت نفسها في صراع دائم مع عقلية «ملء الأماكن الشاغرة». بعد ست سنوات، بدأت العمل كإخصائية في مجال الشيخوخة، وهي وظيفة كانت تشغلها أصلا بدوام جزئي.

دائمة الحماس والشغف تجاه عملها، تتأسف نيكول جاكين على ما تسميه ثقافة «النفاق فيما يتعلّق بموضوع آخر مراحل الحياة» في فرنسا. ترى جاكين أنّ «التكلّم بهذا الموضوع يعتبر عيبا وقليلا ما يتطرّق إليه الأطباء بالرغم من أهميته الأساسية، خاصة أنّ نسبة الشيخوخة عالية بين سكان فرنسا». ونتيجة لتصميمها على المشاركة في تحسين الوضع، أنشأت عام 2010 الرابطة الوطنية لأطباء وعلماء الشيخوخة- المهنيين الليبراليين، والتي ترأستها لمدة ست سنوات. وقد وضعت هذه المنظمة التعاونية نظاما مصمما لتسهيل مشاركة البيانات الطبية للمسنين الذين يعيشون في المنزل من خلال جهاز لوحي أو تابلت. وبفضل هذه التكنولوجيا، يمكن للممارسين الطبيين الذين يعاينون المرضى في منازلهم (أطباء، أطباء أسنان، إخصائيي العلاج الطبيعي) تسجيل عدد من المعلومات مثل الوصفات الطبية ومعدّل نبضات القلب والحوادث الأخيرة مما يسمح لمجموع الإخصائيين البقاء على اضطلاع على أحدث مستجدات مرضاهم الصحية. وبما أنّ الجهاز اللوحي دائم الاتصال بمنصة متخصصة، يمكن إعلام الأسرة أو الأطباء بأي مشكلة تطرأ على صحة المريض. ويساعد هذا النظام في الحد من فترات الإقامة غير المرغوبة في المستشفيات فضلا عن الحد من الإفراط في استخدام الأدوية. وقد تمّ اختباره في عام 2016 على 30 مريضا على مدى ثمانية عشر شهرا.

كانت النتائج قاطعة. قررت جاكلين وثلاثة من المتعاونين معها (أحدهم زوجها) الترويج لهذه الخدمة تحت عنوان «أنجيل دوم» (Anggel'Dom). وقد تبيّن فيما بعد أنّ المهمة كانت شاقة وقد تمّ عرقلتها بسبب «إجراءات إدارية مطولة»، ولكن في النهاية تمّ الترويج في شهر مايو 2017.

في البداية، اقتصرت أعمال الشركة على بضعة محافظات في منطقة باريس الكبرى، ولكن سرعان ما توسّعت خدمات الشركة النامية لتصل إلى العاصمة وهي تسجل اليوم عشرات العملاء المنتشرين بين باريس ونويي (غرب العاصمة). تبقى جاكين متفائلة جدا بخصوص مستقبل شركتها خاصة عندما تقارن أسعار خدماتها (180 أورو شهريا على الأقل) بتكاليف حجز مكان في دار عجزة.

ويقول فيليب توراند، طبيب متخصص في مجال الشيخوخة في مستشفى سيمون فيل في الضواحي الشمالية لباريس، إنه يرى في تطوير هذا النوع من الرعاية المنزلية خطوة إيجابية للغاية. وخلص إلى أنّ «هذا النوع من المبادرات يعدّ ضرورة بالنظر إلى النمو السكاني الضخم، وما يريده المسنون لأنفسهم، فضلا عن التقدم التكنولوجي الحالي». وجهة نظر تشاركه إياها لورانس بليسونيو، المنسق العالم لـ «أنجيل دوم» (Anggel'Dom)، والتي تقول إن هذا البرنامج يساعد على «توفير الوقت والطاقة لكل المعنيين» برعاية المسنين.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل