عهد التميمي

"مقاومة ونضال وصرخة في وجه المحتل" رسمتها ملامح ومواقف عهد التميمي، فالبعض رآها إعصارًا يقف في وجه المحتل والبعض أطلق عليها لقب أيقونة النضال الفلسطيني، ليعرف الجميع مقدار الألم الذي يحمله الفلسطينيون للدفاع عن أراضيهم.

ولدت الطفلة عهد التميمي عام 2001، بكتف يحمل الألم والثاني يعلوه النضال، في بيت أعلى الجبل بقرية النبي صالح في رام الله بفلسطين المحتلة، لوالدها باسم التميمي الناشط الفلسطيني، الذي يجمع الفلسطينيين في قريته من أبناء أعمامه وأخوته لتنظيم مظاهرات والوقوف عُزل في وجه محتل مدجج بالسلاح، كانت اللافتات التي يرفعونها تلتقي كلماتها بأعين جندي مهمته إسكاتهم.

"ضوءٌ على كتفها" ألهم الجميع لينير القرية بأكملها ويهب إليهم صوت حماسي يقف في أولى صفوف المظاهرات لأهل قرية عانت أراضيهم من الاستيطان، وأصبحت بيوت المحتل تحاصرهم من جميع الجهات، ليعتقل جنودهم أصغر أبناء "النبي صالح" ليشعلوا لهيب نار يحرق قلوب ذويهم.

في عامها الحادي عشر وقفت في وجه محتل وبيديها الصغيرة أرادت تسديد لكمة إليه، كانت بجوارها ناريمان التميمي الأم التي اعتقلت أكثر من مرة لتلتقط لصغيرتها صورة بجوار نور التميمي ابنة عم عهد وهن يلاحقن الجنود بسبب اعتقال أخوها محمد التميمي، قائلة لهم : "وين وديتوا أخوي" تصرف شجاع من طفلة لتحصل على جائزة حنظلة للشجاعة عام 2012، وتتسلمها من الرئيس التركي رجل طيب أردوغان في تركيا.

منذ عامين بعد مسيرة للقرية اعتدى جنود الاحتلال على أخيها محمد، حاصروه بين صخرتين لاعتقاله، انتفضت عروقها لتقاتل هي وناريمان والدتها باستماته.

في ذاكرتها يقترن الاحتلال بمنعها من ممارسة هوايتها، "لو لم يمكن الاحتلال موجودًا، لذهبت إلى المدرسة الرياضية للعب كرة القدم"، وإغلاق الحاجز في قريتها كان كافيلًا بمنعها من الذهاب إلى المدرسة عدة مرات.

بالعباءة الفلسطينية المطرزة، تقف عهد ونور التميمي على خشبة مسرح قاوم في قريتها، ليمثلون مسرحية تعبر عن المقاومة والاحتلال، وتجوب الفرقة المسرحية عدة بلدان منها فرنسا. 

في الـ 27 من ديسمبر عام 2017 تغير مسار حياتها ولم تعد تسكن بيتها، بعدما صفعت جندي الاحتلال الذي صوب النار على ابن عمها محمد التميمي، لتأتي دورية عسكرية تدنس منزلها وتبقى عهد على ذمة الاحتلال، وتقضي أيامها بين السجن وطفولتها، لتطالب بتقديم أوراق امتحان الثانوية العامة داخل معتقل.