المحتوى الرئيسى

الانتخابات الإيطالية ضربة جديدة للاتحاد الأوروبي

03/07 17:29

في الثاني والعشرين من فبراير الماضي، حاول جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، تهدئة المخاوف بخصوص الانتخابات الإيطالية قائلًا إنه واثق "أنه بغض النظر عن النتيجة، سنحظى بحكومة ستعمل على إبقاء إيطاليا لاعبًا رئيسيًا في الاتحاد الأوروبي".

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قالت إن يونكر كان أكثر تشاؤمًا في تصريحاته الخاصة التي أدلى بها خلف الغرف المغلقة، حيث أبدى تخوفه من تصاعد الأحزاب الشعبوية، المعارضة للاتحاد الأوروبي في الانتخابات.

كما حذر من الفوضى السياسية المحتملة من تفتت الأصوات، وأكد أن الأوروبيين يجب "أن يستعدوا لأسوأ السيناريوهات، وأن أسوأها هو وجود حكومة غير قادرة على القيام بمهامها في إيطاليا".

ويبدو أن سيناريو "يونكر" الأسوأ قد حدث، مع ظهور نتيجة الانتخابات، والتي كشفت تصويت نحو نصف الإيطاليين لأحزاب شعبوية لم يكن لها وزن سياسي في السابق، حيث من الممكن ألا تنعم إيطاليا بحكومة مستقرة خلال الفترة المقبلة.

حركة "النجوم الخمسة"، المناهضة للمؤسسات، والتي أُسست منذ أقل من عقد، كانت الفائز الأكبر في الانتخابات، حيث حصلت على أكثر من 32% من الأصوات.

لتصبح الحركة "الأناركية" التي تضم في صفوفها ليبراليين، وتقدميين، ومعارضين للاتحاد الأوروبي، بالإضافة لكتلة كبيرة من الشباب الإيطالي دون توجهات سياسية، الحزب الأكبر في إيطاليا.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن العديد من وسائل الإعلام، توقعت هذه النتيجة قبل الانتخابات، حيث شعر الإيطاليون بالغضب والسخط والخوف من مئات الآلاف من المهاجرين الجدد، القادمين من الجانب الثاني من البحر المتوسط.

كما أدى انتشار البطالة والفساد الملموس للنخبة السياسية الإيطالية، والسياسات غير الفعالة لحكومة الوسط، إلى ميل الناخبين نحو الأحزاب الشعبوية، المعادية للمهاجرين.

وأضافت أن الوضع السياسي في إيطاليا فوضوي للغاية، فمن النادر أن يكمل رئيس الوزراء مدته، إلا أن العديد من المؤشرات تقول إن النظام القديم بدأ في الانهيار، وأن ما يحدث في إيطاليا قد يكون مشابه لما حدث في العديد من الدول الأوروبية.

ويرى العديد من المحللين أن ما يحدث هو المعركة الأخيرة في الحرب بين الشعبويين المتعصبين، والمدافعين عن القيم الأوروبية الليبرالية، ويبدو أن كفة الفريق الأول هي الأرجح.

فملامح النظام الجديد لا تزال غير واضحة، حيث عبر الناخبون الإيطاليون عن رفضهم القاطع لائتلاف كبير بين حزب "إيطاليا إلى الأمام" برئاسة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني والحزب الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي.

وقد يكون التحالف الشعبوي بين حركة النجوم الخمسة وحزب الاتحاد، فرصة جيدة للحركة لتشكيل الحكومة، كما أنه هناك سيناريو آخر وهو ائتلاف بين حزب الاتحاد وحزب برلسكوني، قد يمكن أن يجعل زعيم حزب الاتحاد ماتيو سالفيني رئيس الوزراء القادم.

وخلال الأسابيع المقبلة، يجب على الشعبويين والقوميين المتعصبين في إيطاليا أن يعدلوا من مواقفهم المتطرفة، خاصة مع اقترابهم من تولي السلطة.

حيث يقول المسؤولون الأوروبيون إن المشاكل الاقتصادية الواسعة التي تواجهها إيطاليا، بما في ذلك أكبر دين عام في الاتحاد الأوروبي وارتفاع معدل البطالة بين الشباب، تعني أن البلد لا يستطيع تحمل هذه الحالة من التوتر السياسي طويلًا.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن المشاكل السياسية لن تكون هي الأساسية في الوقت الحالي، فالموضوع الرئيسي الذي برز خلال الانتخابات هو مناهضة الاتحاد الأوروبي، ومناهضة الهجرة.

حيث حوّل حزب الاتحاد، الذي كان في السابق حزب إقليمي، غضبه من الإيطاليين في الجنوب إلى المهاجرين، مطالبًا بتنفيذ عمليات ترحيل جماعية، وإعادة تشكيل الاقتصاد الإيطالى بشكل جذرى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل