المحتوى الرئيسى

في ذكرى وفاته.. «الكيلانى» طبيب وروائى لم يغب عن عالمنا

03/07 11:05

«إن نجيب الكيلاني هو منظر الأدب الإسلامي الآن».. بهذه الكلمات وصف الروائي المصري العالمي نجيب محفوظ نظيره مؤلف «عمر يظهر بالقدس» و«الرايات السوداء».

"طبيب".. "مفكر".. "كاتب خلاق".. "روائي".. كل هذه الأوصاف والألقاب تنطبق على ابن القرية والكتاب، الذي ترك تركة أدبية تجاوزت أكثر من ثلاثين مؤلفًا ما بين الرواية، والنثر والطب.. بل والقصة أيضًا.

ولد الدكتور إبراهيم عبداللطيف الكيلاني في أول يونيو لعام 1931، في قرية تدعى "شرشابة" تابعة لمدينة زفتى بمحافظة الغربية، وهو الابن البكر لأبيه وأمه اللذين كانا يعملان في مهنة الزراعة، وعلى عكس المألوف والمعروف في هذه المدن الريفية آنذاك التحق "الكيلاني" بكتاب القرية وهو في السنة الرابعة من عمره، ليحفظ ما تيسر له من سور القرآن الكريم، وبعض الهدي النبوي الشريف، ويتعلق بقصص الصحابة والتابعين، وأسرار الأنبياء والمرسلين.

لم يكن لأطفال مصر نصيب يُذكر من التعليم الأساسي قبل ثورة يوليو، لكن على عكس ذلك فقد التحق "الكيلاني" بالتعليم الأساسي في الإرسالية الإمريكية الابتدائية بقرية "سنباط"، ليقضي فترة الثانوية في مدينة طنطا، لتكون نقطة مروره إلى كلية الطب بالقاهرة وذلك في عام 1951.

لم يذكر عن "الكيلاني" أنه تعثر في أثناء دراسته للطب البشري، ليتخرج في ميعاده المقرر لدفعته، ويعمل بعد تخرجه في وظيفة "طبيب امتياز" بمستشفى "أم المصريين بالجيزة" وذلك في عام 1961، ثم طبيبًا ممارسا في قريته «زفتى»، لينتقل بعدها ليعمل في وزارة النقل بالقسم الطبي في السكة الحديدية.

لم يستمر عمل "الطبيب الروائي" كثيرًا في وزارة النقل، ليقرر في الحادي والثلاثين من مارس لعام 1968 الطيران إلى دولة الكويت الشقيقة، التي لم يستقر فيها فترة طويلة، ليقرر تركها متجهًا إلى أختها دولة الإمارات العربية، ويمكث بها أكثر من 16 سنة.

كان "الكيلاني" من الشخصيات الخلوقة المتواضعة، فهو بشوش الوجه، متواضع أثناء كلامه مع الآخرين، لديه عزة نفس كبيرة لا يرضى الدنيئة على نفسه أو غيره، فكان دائما ما يسعى لإسعاد الآخرين ومساعدة الناس، فدائما كانت تصرفاته ملازمة لأوامر القرآن والتوجهات النبوية.

وكان أصحابه والمقربين منه يطلقون عليه لقب "الخطيب المفوه، صاحب الفكر المتفتح".

تزوج "الروائي الطبيب" من الأديبة "كريمة شاهين" في عام 1960 وهي أخت المذيعة نفيسة شاهين ورزق منها بثلاثة أولاد هم: الدكتور جلال، والمهندس محمد، والمحامي محمود، بالإضافة إلى أنثى واحدة هي الدكتورة عزة.

ألّف "الكيلاني" أكثر من 20 عملا روائيّا منهم على سبيل المثال لا الحصر: رواية نور الله، رجال وذئاب، الرايات السوداء، عمر يظهر في القدس، وأميرة الجبل، وحكاية جاد الله، ومواكب الأحرار، وامرأة عند المتجلى، وعمالقة الشمال.

كما استطاع الكيلاني أن يترك بصمة واضحة في عالم القصة بـ "عند الرحيل، موعدنا غدًا، رجال الله، العالم الضيق".

ولم يغب الشعر عن "الروائي الإسلامي" فدوّن فيه، "أغاني الغرباء، عصر الشهداء، وكيف ألقاك، ومدينة الكبائر وأغنيات الليل الطويل".

مشاكل المجتمع الفكرية كانت دائما حاضرة في ذاكرة "الكيلاني" فنرى ذلك في، "مدخل إلى الأدب الإسلامي، الإسلامية والمذاهب الأدبية، الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق، وتجربتي الذاتية في القصة الإسلامية".

يشرح الدكتور جابر قميحة رأيه في "الكيلاني" قائلًا: إن لديه أحساس بالمسئولية اتجاه القارئ، ولديه وعي متيقظ، يجعل رواياته الأدبية رائعة.

"الكيلاني" لم يغب من حسابات العالمي نجيب محفوظ الذي قال فيه:" "إن نجيب الكيلاني هو منظّر الأدب الإسلامي الآن"؛ ذلك لأن مقولاته النقدية، وأعماله الروائية والقصصية تشكل ملامح نظرية أدبية لها حجمها وشواهدها القوية، التي عززتها دراساته حول "آفاق الأدب الإسلامي" و"الإسلامية والمذاهب الأدبية"، و"الأدب الإسلامي بين النظرية والتطبيق" و"مدخل إلى الأدب الإسلامي"، و"تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل