المحتوى الرئيسى

«اسبوع المغرب في أبوظبي» مناسبة للتعريف بتراث وفنون المملكة

03/06 13:23

البحرين تجدد دعمها الثابت لقضية وحدة تراب المغرب

ابو ظبي: في احتفالية كبيرة تعكس مدى غنى التراث والتقاليد والفنون المغربية، يعود الأسبوع المغربي التراثي في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، و الذي ينظم من 7 إلى 19 مارس الحالي، ليجدد الموعد مع الجمهور التواق لاكتشاف جمالية المملكة المغربية، من خلال الاطلاع على ملامحها الثقافية و الحضارية المتنوعة.

فضاء رحب تسكنه شخوص وتؤثثه أشكال وتفاصيل، تمنحه دفئا و صخبا لا يخلو من لحظات دهشة وانبهار، بما يقدمه من صور متعددة، لوجه واحد، المغرب بلد الحضارة المتجذرة والتراث الأصيل.

رواق يكتسي من الجمال ما يجعله يأسر أنظار الزوار و يمكنهم من عيش تجربة فريدة، ويمنحهم الفرصة في الدورة الجديدة لملامسة قيمة مشروع ثقافي، يقوم على تحديث الأصالة من زاوية إبداعية مبتكرة، مما يتوج انتماء المغاربة لهويتهم المتعددة والتي تشكل مصدر فخر واعتزاز بالنسبة لهم.

و تزخر أجنحة وأركان الرواق الفني الذي يحتضن فعاليات الأسبوع المغربي بأبوظبي، بكنوز الصناعة التقليدية، والتي يطل عليها الزائر للمعرض بمجرد أن تطأ قدماه الرواق المغربي، ليعيش تجربة جديدة و فريدة من نوعها تتداخل فيها كل الحواس، ويرتقي الإحساس ليعانق صور الإبداع التي برع فيها الصانع التقليدي المغربي.

و يقف الزائر على رواق فني جديد، يشرف عليه مبدعون شباب يعكسون من خلال أعمالهم، مفهوم الحداثة والابتكار، عبر أساليب حديثة، تأخذ أفكارها من منابع التراث المغربي الأصيل.

على المستوى الهندسي، يتكون الرواق الرئيسي من فناء مركزي، تتحلق حوله القبب، الكل محاط برواق للتجول، و يمثل الفناء قلب المشروع، بحيث تمنح مركزيته و أحجامه المتسعة رحابة و شساعة في المكان، فهو يمثل مسرح الحياة اليومية في الرواق.

و يعتبر الرواق تحفة فنية ناطقة، يكتشف من خلاله الزائر مهارة الحرفيين المغاربة و قدرتهم على الخلق و الإبداع، عبر أواني نحاسية معروضة و الفسيفساء و النقش على الخشب والرخام، خاصة أن طيف لون الرواق الرئيسي مستوحى من لون الأرض.

و أحدث مركز الرواق الرئيسي في إطار فناء واسع على شاكلة فضاءات البيوت المغربية التقليدية، زين بقطع من الزليج الرائع، الذي أخذ ألوانه من قاعدة لون الأرض الترابي الخام، وامتد إلى الجدران المحيطة به، لتنعكس عليه أضواء الثريات المعلقة التي تضرب بأشعتها على الحائط والأثاث في حلة بهية متكاملة ومتناغمة.

يستلهم رواق التصميم و الشباب المبدع رمزيته من الهندسة التقليدية، ويسعى هذا المجال ليكون مكانا للتعبير الفني، مستمدا إلهامه من ثقافة الحرف التقليدية المغربية.

يتكون هذا المجال من مجموعة عوارض عمودية التركيب، يتحدد شكلها باختلاف العلو، مما يساهم في إنشاء حركة متموجة. وتعتلي الرواق ثريا ضخمة، صممت خصيصا لزقاق، مما يذكر باعتزاز الشعب المغربي بهويته التي تمثل مصدر الإلهام الرئيسي لكل مبدع جديد.

و صمم هذا الفضاء على شكل نزهة مرتبة ومنتظمة، الهدف منها إنشاء نموذج مصغر لزنقة في سوق تقليدي، يكون الصناع التقليديون لوحدهم الشخصيات النشطة فيه. و تحف أكشاك العرض و الإيضاح طرفي المحور المركزي، تتوسطه نافورة من رخام الكارار كعلامة لتنظيم السير، و يتكون كل كشك من منصة تمتد على 9 أمتار مربعة، مصنوعة من الخشب، تحدها سواري منحوتة و مرصعة بحلقات من النحاس المنقوش، و تعلو السواري مصابيح مضاءة من نحاس.

تهم أقسام المعرض كلا من مجالات الصناعة التقليدية و الموسيقى والطبخ و الموضة، فضلا عن الشباب المبدع، مما يعبر عن تفرد وغنى التراث المغربي العريق، الذي يعبر عن الهوية والأصالة، من خلال زوايا وأركان مزدانة بكنوز بديعة، تشمل جمالية الإبداع، مما يحمل الزائر لسفر، يعيش فيه تجربة حسية و مرئية عنوانها الإتقان والإبهار.

من أجل تقريب الزائرين أكثر لميدان الصناعة التقليدية التي تعد واجهة مشعة للتراث المغربي حول العالم، و اعترافا بالتميز الذي تشكله، و الإبداع والخبرة والتقنية التي تنفرد بها، سيتم تنظيم عروض يقدمها الصانع التقليدي خلال المعرض، معززة بشروحات للعمل الإبداعي في جوانبه التقنية والفنية، من خلال صناع يبدعون في مجالات نحت الخشب و الزليج والنحاس و الرخام و المجوهرات و الطرز والزربية المغربية و السروج.

يعتبر رواق التصميم والشباب المبدع بوابة و فترة فاصلة في الزمان والمكان، وكنفا لفنانين مغاربة، يتجاوزون قواعد الصناعة التقليدية، مما يشكل فرصة لعرض ثراء الصناعة التقليدية المغربية وروح الإبداع و الجرأة و العالم الفريد لكل واحد من هؤلاء المبدعين المشاركين، من خلال عوالم و مقاربات وتأثيرات، يتحول من خلالها رواق التصميم إلى رحلة لا زمنية نحو اكتشاف مغرب مفعم بالإبداع.

و يقترح الأسبوع المغربي في أبو ظبي مصممين مغاربة تميزوا بإبداعاتهم المبتكرة، أمثال أمينة أكزناي و منية الفاسي الفهري و وفاء كيران و جميل بناني و إكرام قباج و كنزة بن شريف و رضا بوعمراني و منية مفتاح وبشرى بودعاء.

يحظى القفطان المغربي بحضور قوي خارج المغرب في مدن باريس و طوكيو وأبو ظبي. فبعد دورة قدمت اللباس المغربي بشكل عام، يركز المنظمون خلال هذه السنة على الطقوس الاحتفالية للزواج المغربي بصيغة المؤنث، سواء تعلق الأمر بالمرأة المتزوجة من طقوس الحمام والحناء و العروس، أو نساء الأسرة أو السيدات المدعوات. ويظهر القفطان المغربي شخصية كل واحدة منهن من خلال اللباس، إضافة إلى مكملات أخرى ك البلغة (حذاء تقليدي) وحقائب اليد و(المضمات) الأحزمة الخاصة بالقفاطين المغربية.

في كل دورة، يتم اختيار المبدعين حسب معايير التميز والابتكار والانسجام التي ينبغي أن تتسم بها مجموعاتهم حيال موضوع الدورة، و تتمثل رغبة المنظمين في تقديم أفضل ما تزخر به الخياطة التقليدية المغربية، التي تمثل قطاعا محيرا بعض الشيء، بالنظر لعدد المبدعين و عدم وجود جهة للتقنيين، لذا أضحى من الضروري إبراز بعض المواهب ذات التجربة، إلى جانب مبدعين آخرين يستحقون تسليط الضوء عليهم والتعريف بإبداعاتهم.

من ضمن المبدعين الذي أكدوا مشاركتهم، هناك لمياء الخصاصي و ربيعة تلغازي سالمورون و زينب ونعيمة ليوبي إدريسي و سهام التازي و هدى سربوتي و ليلى بنمليح حلوي.

ينظم عرض كل يوم فضلا عن عرض او عرضين خاصين خلال فترة المعرض تحت الطلب.

و ينظم العرض على أساس 4 محاور رئيسية تمثل اللحظات الأربعة الأهم لذلك اليوم، بحيث سيتم عرض 20 إلى 25 قفطانا.

القبة الأولى: صباحية العروس، حيث يتم تقديم الخروج من الحمام، مع عرض قفاطين تسمى بقفاطين النهار مطرزة بشكل خفيف، و تشمل القبة الثانية: الحناء، مع عرض جلسة جلسة لها و الطقوس المرتبطة بها، و تشمل القبة الثالثة عرض برزة العروس بروح القفطان الأبهة، إضافة إلى القبة الرابعة والتي تشمل الحفلة، حيث تشهد عرض نساء يلبسن قفاطين الأمسيات الفاخرة و يرقصن حول العروس.

يعرف الأسبوع المغربي تنظيم تنشيط يومي، على شكل لوحات موسيقية، يبدأ بحوار بين الثقافات و يختتم بمزيج احتفالي، يبرز فيه فنانون مغاربة مواهبهم كموسيقيين و تارة أخرى كمستضيفين، يستقبلون طيلة النهار الزوار في جو مفعم بالسخاء وكرم الضيافة المغربية.

و يعرف البرنامج الموسيقي تنوعا كبيرا، يعرف بالموسيقى المغربية بمختلف أشكالها من فنون كناوة و عيساوة والتراث الحساني والأمازيغي و حضرة شفشاون والطرب الغرناطي.

يقدم كبار الطباخين المهرة الذين تم اختيارهم، عرضا يوميا للطبخ، يجمعون فيه بين الأصالة والحداثة، مقدمين وجبات رائعة وإبداعات غير معتادة، و وجبات تقليدية مشهورة من المطبخ المغربي.

بحنكتهم وبراعتهم، سيرتقي كبار الطباخين بكل الحواس مؤكدين على سمعة فن الطبخ المغربي و أصالته الاستثنائية، و سينظم حفل عشاء على الطريقة التقليدية لفن العيش المغربي على شرف ضيوف مرموقين من مسؤولين و سفراء و شخصيات و صحفيين، إضافة إلى مراسيم الشاي المغربي، مرفوقا بالحلويات المغربية، و الذي يمثل رمز التشارك و حسن الضيافة.

و يعرف المعرض حضور الشيف شميشة التي تعتبر خبيرة في الطبخ، إضافة إلى أنها منشطة متميزة ، بحيث لا يمكن أن تستغني عنها البيوت للمغربية بفضل وصفاتها الشهية والمبتكرة، و كذا الشيف الكبيرة زكية آيت بولحسين، ابنة الشيف الكبير بفندق المامونية بمراكش، والتي واصلت مغامرة الطبخ العائلي بلمسة شخصية، تتسم بقوة الخيال و الإبداع.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل