المحتوى الرئيسى

نتنياهو في واشنطن: على شاكلة نيكسون وغولدا مائير؟

03/06 09:00

يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة إلى واشنطن تستغرق خمسة أيام، يجتمع خلالها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبعض أعضاء الكونغرس، كما يلقي خطاباً في مؤتمر لجنة العلاقات العامة الأمريكية ـ الإسرائيلية، «أيباك»، أبرز مجموعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة. وهذا اللقاء سوف يكون الخامس بين ترامب ونتنياهو منذ انتخاب الأول، والأخير جرى أواخر كانون الثاني /يناير الماضي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري.

بعض المراقبين قارنوا هذه الزيارة بتلك التي قامت بها رئيسة وزراء إسرائيل غولدا مائير إلى واشنطن في خريف 1973 أثناء رئاسة ريتشارد نيكسون، من زاوية أن الاثنين كانا متورطين في متاعب داخلية خطيرة: نيكسون في فضيحة ووترغيت، ومائير في تقصير الحكومة قبيل اندلاع حرب تشرين /أكتوبر. هذه أيضاً حال ترامب مع التحقيقات حول التورط الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وحال نتنياهو مع الاتهامات بالرشوة واحتمالات انهيار التحالف الحكومي، الأمر الذي يجعل جدول أعمال الزيارة مسخراً لتبييض صفحة الاثنين حيال مشكلات الداخل أكثر من أي ملف خارجي على صلة بمشكلات العالم.

فعلى صعيد عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، يصل نتنياهو إلى واشنطن على خلفية قرارات البيت الأبيض في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وتجميد عشرات ملايين الدولارات من المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. ولم يكتف ترامب بهذا، بل أعلن مؤخراً أن نقل السفارة سوف يتم في يوم 14 أيار/مايو هذه السنة، كي يتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية وإعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم إلحاح ترامب على أن صهره جارد كوشنر هو الأفضل لتولي وإدارة ما يُسمى بـ«صفقة القرن» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن الإشارات الآتية من كبار مساعدي الإدارة الأمريكية تنم عن حرج كبير يؤكد استبعاد هذا الملف من جدول أعمال الزيارة الراهنة. السبب بسيط بالطبع، إذ أن الروائح أخذت تفوح بقوة حول تورط كوشنر في تقديم خدمات خاصة إلى أربع دول أجنبية، هي إسرائيل والصين والإمارات والمكسيك، مما أدى إلى تخفيض مستوى تصنيفه الأمني وحرمانه من الاطلاع على الملفات الحساسة، وهذا يعني كفّ يده عملياً وحتى إشعار آخر.

ومن المتوقع أيضاً ألا يكون نتنياهو مرتاحاً تماماً حين يخاطب مؤتمر «الأيباك» ذاته، بالنظر إلى أن غالبية أعضاء هذه المنظمة ينتمون إلى التيار الليبرالي في صفوف يهود أمريكا، وقد تلقوا ضربة قاصمة من الوزراء المتدينين في ائتلاف نتنياهو حول شرائع الصلاة عند حائط المبكى، وحول مشروع قانون لسحب سلطة المحكمة العليا في تطبيق مبدأ المساواة على الشؤون المتصلة بالتوراة، وتأجيل سوق طلاب المدارس الدينية إلى الخدمة العسكرية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل