المحتوى الرئيسى

تواصل القصف في الغوطة وموسكو تعرض "خروجا آمنا" للمقاتلين

03/06 14:11

جددت قوات النظام السوري قصفها للغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق موقعة المزيد من الضحايا المدنيين، بالتزامن مع استمرار المعارك على الأرض وتقلص مناطق سيطرة الفصائل المعارضة بشكل يومي أمام الهجوم البري العنيف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسلي وكالة فرانس برس.

 وارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء التصعيد على الغوطة الشرقية في 18 شباط/فبراير إلى أكثر 780 قتيلاً مدنياً، بينهم أكثر من 170 طفلاً، حسب المرصد السوري المقرب من المعارضة. وبات الجيش السوري يسيطر على 40 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة. فيما قالت وسائل إعلام رسمية إن العشرات قتلوا في قصف المعارضة للعاصمة خلال الأسبوعين الماضيين.

وعرض الجيش الروسي على مقاتلي المعارضة الخروج الآمن من الغوطة الشرقية، وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "يضمن مركز المصالحة الروسي الحصانة لكل مقاتلي المعارضة الذين يقررون مغادرة الغوطة الشرقية بأسلحتهم الشخصية ومع أسرهم". وأضافت أنه سيتم توفير سيارات "وتأمين المسار بأكمله". وهذا سيعني أن المعارضة ستتخلى عن آخر معقل كبير لها قرب العاصمة دمشق.

في هذا السياق أتهم المتحدث باسم ما يسمى بـ "فيلق الرحمن"، إحدى الجماعات الرئيسية في الغوطة الشرقية، روسيا بأنها "تصر على التصعيد العسكري لفرض التهجير". وقال المتحدث باسمه وائل علوان، في اتصال مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) :"لم يعرض الروس علينا شيئا... وبالأساس لا يوجد تواصل بيننا وبينهم لا بشكل مباشر ولا غير مباشر".

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

موسكو تنفي اتهامات لدمشق باستخدام اسلحة كيميائية

لا تحمل الشهادات داخل الغوطة الشرقية غير صور مؤلمة: أشلاء جثت، أطراف مبتورة، أطفال فقدوا الحياة، لاجئون تحت الأرض، أطقم طبية تُقتل، غذاء شحيح ينفذ.. تطول القائمة وتطول معها مأساة بلد يعاني من الحرب منذ سنوات. (28.02.2018)

صحف ألمانية لم تنتقد فقط المستبد الأسد، وإنما شملت انتقاداتها العملية التركية شمال سوريا، والدور الروسي بقيادة بوتين. كما تطرقت إحدى الصحف للدور الذي يلعبه المقاتلون الإسلامويون في الغوطة الشرقية ووصفتهم بـ"الإرهابيين". (27.02.2018)

طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين المحكمة الجنائية الدولية بمتابعة أحداث قصف الغوطة الشرقية من قبل النظام السوري وقصف دمشق من قبل المعارضة لكونها تشكل على الأرجح "جرائم حرب"، حسب تعبيره. (02.03.2018)

من جانب آخر ندد الكرملين اليوم بالاتهامات "المجانية" ضد دمشق بأنها استخدمت أسلحة كيميائية، مؤكدا أن كل هذه الأسلحة السورية دمرت تحت إشراف دولي. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه في سوريا "تتواصل الاستفزازات مع كل هذه التلميحات والاتهامات المجانية حيال السلطات السورية". وجاء ذلك ردا على تقارير في الأسابيع الماضية أشارت إلى حصول هجمات مفترضة بغاز الكلور من قبل النظام السوري، الذي نفى عدة مرات استخدام أسلحة كيميائية. وترى موسكو حليفة دمشق أن "مثل هذه الاتهامات يمكن أن تصدر فقط عن خلاصات لجنة تحقيق دولية وتحقيق حيادي"، مضيفا "في ظل غياب مثل هذا التحقيق، فإن كل الاتهامات ليست سوى تلميحات".

وأمس الاثنين أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأنه "تم توثيق 18 حالة اختناق وضيق تنفس بعد صاروخ أطلقته طائرة حربية واستهدف بلدة حمورية"، مشيرا إلى تعذر معرفة الأسباب الناتجة عنها. وتحدث ناشطون معارضون على وسائل التواصل الاجتماعي عن قصف بـ "الغازات السامة" و"غاز الكلور"، إلا أن الإعلام الرسمي وصف اتهام الحكومة السورية باستخدام تلك الأسلحة بـ "مسرحية الكيماوي".  وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "مسرحية الكيماوي هي دليل انهيار الجماعات الإرهابية وتتزامن مع التقدم الكبير للجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية وهدفها حماية الإرهابيين".

وعلى صعيد العمليات الإنسانية أجبر القصف والقتال أمس قافلة مساعدات أممية على مغادرة المنطقة "لأسباب أمنية وتجنب المخاطرة بسلامة الفرق الإنسانية على الأرض"، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما قال مسؤول في يونيسف إن بعض الأسر في الغوطة تعيش في مخابئ تحت الأرض منذ أربعة أسابيع وبعض المخابئ فيها 200 شخص.

ع.ج.م/ع.ج (أ ف ب، د ب أ، رويترز)

يعد "جيش الإسلام" أبرز فصائل المعارضة في المنطقة، والذي أسسه وتولى قيادته زهران علوش عام 2013 إلى حين مقتله إثر غارات جوية روسية عام 2015. وتكون "جيش الإسلام" نتيجة اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من "الجيش الحر". ويضم قرابة 10 آلاف مقاتل ويسيطر على نصف مساحة منطقة الغوطة الشرقية وتحديداً مدينة دوما ومحيطها.

يعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بعد "جيش الإسلام". وتأسست نواته الأولى التي كانت تسمى بـ"لواء البراء" في آب/ أغسطس 2012، وتغير اسم الجماعة المسلحة مع تزايد أعداد أفرادها إلى فيلق "الرحمن". وتضم الجماعة ما يقرب من تسعة آلاف مقاتل وتسيطر على ما يسمى بالقطاع الأوسط الذي يضم مدناً عدة أبرزها عربين وحموريه، بالإضافة إلى أجزاء من حي جوبر في شمال شرق دمشق.

تنفرد "حركة تحرير الشام" بالسيطرة على أجزاء من مدينة حرستا ومحيطها على أطراف الغوطة الشرقية. وخاضت إلى جانب "هيئة تحرير الشام" عدة معارك ضد قوات النظام في المنطقة، رغم الخلاف الكبير بينهما.

تضم "هيئة تحرير الشام"، والتي كانت تُعرف سابقاً بجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، مئات المقاتلين إلى جانب عدد كبير من المقاتلين الأجانب. ويترأسها في الغوطة المدعو بالشيخ أبوعاصي. وتقتصر سيطرتها على بعض المراكز المحدودة في القطاع الأوسط في الغوطة.

على الجانب المقابل يخوض جيش النظام السوري وحلفاؤه من ما يُطلق عليها "القوات الرديفة" معارك شرسة ضد قوات المعارضة. ولا يعرف على وجه الدقة من هي المجموعات والميلشيات التي تساند الأسد في الحرب في منطقة الغوطة. هذا ويتم الحديث عن مشاركة ميلشيات تابعة لإيران وأخرى عراقية وحزب الله اللبناني.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل