إسرائيل: السعودية تفتح أجواءها لتسيير رحلات من وإلى تل أبيب

نقلت هيئة البث الإسرائيلي اليوم الثلاثاء (السادس من مارس/آذار) عن مصادر في شركة الطيران الهندية الوطنية "إير إنديا" تأكيدها بدء تسيير رحلات جوية بين مومباي وتل أبيب عبر المجال الجوي السعودي. وأشارت المصادر إلى أن مدة الرحلة لن تتعدى الخمس ساعات ونصف الساعة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد كشف الليلة الماضية عن أن السعودية سمحت لشركة الطيران الهندية باستخدام مجالها الجوي لتسيير هذه الرحلات عبر مسارات جديدة من وإلى تل أبيب. وأدلى نتنياهو بهذا الإعلان خلال حديث مقتضب لمراسلين إسرائيليين في واشنطن بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتنظم شركة طيران العال الإسرائيلية أربع رحلات أسبوعيا إلى مومباي لكنها تستغرق سبع ساعات لأنها تأخذ مسارا جنوبيا صوب إثيوبيا ثم شرقا تجاه الهند لتفادي المجال الجوي السعودي. وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إن المسارات الجديدة فوق الأراضي السعودية قد تقلص مدة السفر بما يزيد عن ساعتين.

ولم يرد أي تأكيد من المسؤولين السعوديين حتى كتابة هذا الخبر. وكانت هيئة الطيران المدني السعودية نفت الشهر الماضي منح أي إذن لمرور رحلات جوية بين الهند وإسرائيل عبر المجال السعودي، وذلك بعدما أعلنت "إير إنديا" أنها تعتزم البدء في تسيير رحلات مباشرة إلى إسرائيل، وأنها اقترحت المرور عبر الأجواء السعودية المغلقة في وجه الطائرات التجارية المتجهة إلى إسرائيل.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل وسيكون رفع الحظر على استخدام المجال الجوي المفروض منذ 70 عاما مؤشرا فيما يبدو إلى انفراج في العلاقات بين إسرائيل والمملكة. والبلدان حليفان للولايات المتحدة ويتشاركان في القلق إزاء النفوذ الإيراني في المنطقة.

ع.ج.م/ع.ج (د ب أن، رويترز)

صورة لسفينة إسرائيلية تمر قرب جزيرة تيران في سنة 1957. بعد مصادقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير غير المأهولتين في البحر الأحمر إلى السعودية، بات للأخيرة حدود بحرية مشتركة مع إسرائيل.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار بن غوريون في تل أبيب. هنا حطت الطائرة الرئاسية لترامب لأول مرة قادمة مباشرة من الرياض الى تل أبيب. ولا ترتبط السعودية مع إسرائيل بأية علاقات سياسية واقتصادية مباشرة.

الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان يقلد ولي العهد السعودي الأمير سعود بن عبد العزيز عام 1947 وسام الاستحقاق الأمريكي. وكان ترومان من أشد المؤيدين لقيام دولة إسرائيل واعترف بها بعد مرور دقائق فقط على إعلانها، وكان يقيم في الوقت نفسه علاقات وثيقة مع السعودية وزعمائها.

شاركت السعودية بقوات عسكرية في جميع الحروب العربية مع الدولة العبرية، بالإضافة إلى دعمها الاقتصادي للدول العربية المشاركة في الحروب ومقاطعتها الاقتصادية للدول المساندة لإسرائيل، مثل فرنسا وبريطانيا.

وفي حرب 1973 شاركت السعودية الدول العربية الأخرى المنتجة للنفط في وقف ضخ النفط إلى الدول الغربية الحليفة لإسرائيل، ومن ضمنها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وهو ما تسبب في أزمة كبيرة في تزويد النفط في الدول الغربية.

بقيت السعودية بعيدة عن محادثات السلام المصرية الإسرائيلية في 1978، لكن العلاقة مع إسرائيل تغيرت تدريجيا بعدها. وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في سنة 2016 عن عملية "أولندي ماعوف" التي جرت في سنة 1981، التي تضمنت إنقاذ سفينة صواريخ إسرائيلية جنحت في المياه الإقليمية السعودية. وتم إنقاذ السفينة بعميلة مشتركة إسرائيلية سعودية وبوساطة أمريكية.

أجريت لقاءات غير رسمية بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين، من ضمنها زيارة اللواء السعودي المتقاعد الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالشرق الأوسط، إلى إسرائيل في تموز/يوليو 2016 ولقائه بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في القدس. في الصورة أنور عشقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.