المحتوى الرئيسى

نسخة مكررة من الجولدن جلوب ...والخروج عن المألوف سر الجوائز

03/06 00:33

كتبت - حنان أبو الضياء

أقيم فجر اليوم حفل توزيع جوائز أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار)، في نسخته الـ 90 على مسرح «دولبي» في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وقدم فقراته المذيع الأمريكي جيمي كيمل، للعام الثاني على التوالي. بدأ كيميل الحفل بعرض فيديو لكاميرا خفية في قاعة سينما مسرح TCL الصيني دون علم الجمهور وطلب من بعض الفنانين الذهاب لهم وشكرهم ؛وحضر الحفل 1500 فنان . وعلى الرغم من عدم حضور المنتج السينمائي المتهم بالتحرش هارفي واينستين حفل توزيع جوائز الأوسكار ،ولكن لفت النظر اليه من خلال  بلاستيك جيزوس الذى صُنع له تمثال بالحجم الطبيعي وضع بالقرب من مكان إقامة حفل الأوسكار. يجسد التمثال واينستين مرتديا ثوب حمام وهو يجلس على أريكة ذهبية اللون ويمسك في يده تمثال الأوسكار. واينستين متهم من 70 امرأة بالتحرش الجنسي والاغتصاب. في حين نفى المنتج السينمائي إقامة علاقة مع أي امرأة دون رضاها. ويعد واينستين أحد أكثر رموز صناعة السينما تأثيرا وأنتج أفلاما مستقلة مثل «كينجز سبيتش» و«شكسبير إن لاف». وحاز الفيلمان على جائزة أوسكار لأفضل فيلم.

وتناول نجوم هوليوود أطباق الطاهي الشهير وولفجانج باك، بعد انتهاء حفل توزيع جوائز الأوسكار، وتلك هى مأدبته الرابعة والعشرون لحفل جوائز الأوسكار، واستخدم فيها بنحو 13.6 كجم من مسحوق الذهب القابل للأكل، وهناك 51 طبقا، تشمل مقبلات من حبات البازلاء الصغيرة، ورافيولي الجزر ، وقسم مخصص لطعام البحر النيء، لتقديم بارفيه الكافيار المزين بذهب من عيار 24 قيراطا، بالإضافة للحلوى.

وكما تمنى محبو السينما فازت التحفة السينمائية الرائعة ”The Shape of Water“ «شكل الماء» بجائزة  أحسن فيلم .هذا العمل الذى جعلك تحلق فى فضائيات لا تعرف سوى الجمال وأطروحات فكرية متجددة ،إنه عام السيطرة الحقيقية الخليط من الرومانسية والرعب على الطريقة الأمريكية وخاصة أن البطولة لسالي هوكينز ومايكل شانون وريتشارد جينكينز ودوج جونز وأوكتافيا سبنسر،وكل واحد فى هؤلاء فى حد ذاته قيمة فنية ذات نكهة مختلفة ؛ الفيلم يسرد حكاية خيالية جرت أحداثها خلال حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي السابق، وفي أحد المعامل فائقة السرية التابعة للحكومة، حيث تعيش إيليزا حياة كاملة من الوحدة والصمت داخل المعمل، وتتغير حياتها للأبد حينما تكتشف مع زميلتها زيلدا أمر تجربة علمية شديدة السرية ؛الفيلم سبق له أن حاز على جائزة «الأسد الذهبي» من مهرجان فينسيا. عندما سألت سالي هوكينز عن «شكل الماء» وسبب اختيارها الفيلم، أجابت: «أحببت (شكل الماء) بالقدر الذي أحببت به الفرصة التي سنحت لي لكي أمثل الدور والذى يعطينى الأمل بإنجاز توقعات عظيمة». وأضافت: «الفيلم هو الذي سعى إليّ. كنت التقيت مع دل تورو في مناسبة سينمائية وعرض عليّ المشروع، وقبلته بلا تردد». وفى الحقيقة أن فيلم «شكل الماء» للمخرج المكسيكي جييرمو ديل تور  يأخذك إلى عوالم مختلفة بعيدا عن أفلام المغامرات والعنف فى منطقة لا تقترب منها هوليوود كثيرا؛ بعناصر وجماليات ذات مستوى فنى وإنسانى راقٍ من خلال سيناريو مميز ومختلف يملك صانعه قدرًا كبيرًا من الذكاء القادر على السمو بك فى مناطق ذات رؤى فكرية وبصرية مبهرة، ولذلك نال المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو جائزة الأوسكار. وبذلك يضيف المخرج جييرمو ديل تورو فيلما خياليا آخر الى سلسة أفلام الخيال العلمى له. وخاصة أن ديل تورو عاشق لإبراز العلاقة القوية بين الحكاية الخرافية والرعب، مع محاولة لبث الجمال البصري أو الشعري. ولديه ولع منذ وقت طويل بالوحوش، والتي يعتبرها رموز قوة عظمى أو كما قال أحد النقاد عنه : أنت أمام «جييرمو ديل تورو»، فأنت أمام إبهار بصري تصنعه يد محترف، يد شخص يعلم كيف يوظف أدواته ليروي قصته سينمائياً، شخص ذو خيال عبقري يعلم كيف يجعله مرئياً، يعلم كيف يجعلك تتخيل معه وتُبحر، لا يصنع ما يصنعه لأنه يعلم أنه سيأتي بنقودك، يصنعه لأنه يحبه، ولهذا نغفر له ما لا نغفره لغيره. وتأتي جائزة «ديل تورو» كتأكيد على قيمة الفيلم، وكتتويج جديد له بعدما حصد الجولدن جلوب وجائزة «الأسد الذهبي» من مهرجان «فينيسيا» كأول مكسيكي يفوز بالجائزة. ويستكمل الفيلم خطى «دي تورو» الطريق الذي رسمه لنفسه منذ سنوات، حيث تخصص في صناعة أفلام شديدة الجنوح نحو الخيال والفانتازيا.  وخاصة أن ولع «ديل

ونال فيلم Dunkirk دنكيريك للمخرج كريستوفر نولان ثلاث جوائز من الأوسكار ؛جائزة أفضل مونتاج وجائزتي أفضل مونتاج صوتي وأفضل مكساج صوتي. وهو أحد أهم الأفلام التى تتناول الحرب العالمية الثانية؛ وفيه كعادته «كريستوفر نولان» يجعل المشاهد جزءًا لا يتجزء من أحداث الفيلم مشاركًا فيها على الأقل بوجهة النظر. إننا فى هذا العمل أمام انسحاب دونكيرك الحرب العالمية الثانية أو عملية دينامو، هو انسحاب قامت به فلول القوات البريطانية المنهزمة في أوروبا أمام القوات الألمانية خلال بدايات الحرب عام 1940 إذ انحصرت القوات البريطانية في منطقة ميناء دونكيرك. وتطلب سحب هذه القوات التي كانت تزيد على مائتين وخمسين ألف عملية لوجستية معقدة، بالإضافة للقطع البحرية البريطانية اشترك في هذه العملية كل مواطن يملك سفينة أو قاربًا حيث شكلت هذه الفلول النواة الصلبة التي حاربت على مختلف الجبهات خلال الحرب مما كان له بالغ الأثر على موازين الحرب وحتى يومنا الحاضر. وما زال الجدل دائرا حول انسحاب دونكيرك وأهميته من قبل بعض المؤرخين والمخططين العسكريين. لقد استمر ضغط الألمان على قوات الحلفاء في المحاصرة في الشمال، ورأى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إجلاء القوات حتى لا تتعرض للأسر، وكان أقصى ما يطمح له هو إخراج 30,000 جندي.. المصور هويت فان هويتما صور الفيلم باستخدام كاميرات أيماكس 65 ملم والعادية 65 ملم. ومن المعروف أن كريستوفر نولان مدافع قوي عن الاستمرار في استخدام التصوير العادي بدلاً من الرقمي مؤكدا أنه  ليس ممن يحنون للماضي، وأنه « داعم أي ابتكار تقني بشرط أن يتجاوز سابقه لكن حتى الآن لا شيء تجاوز أي شيء جاء قبله». وقلق نولان الكبير هو أن تبني صناعة الفيلم للصيغة الرقمية جاء مدفوعاً بعوامل اقتصادية بحتة بدلا من كونها وسيلة متفوقة على العادي. ومع ذلك نجد أن الفيلم استخدم المؤثرات العملية بكثرة، مثل توظيف الآلاف من الكومبارس، وتجميع القوارب التي شاركت في إخلاء دونكيرك الحقيقي، واستخدام طائرات حقيقية للتصوير الجوي.

كما كان متوقعا فازت الممثلة الأمريكية فرانسيس ماكدورماند بجائزة الأوسكار أفضل ممثلة  عن  فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri « ثلاث لوحات خارج إيبينج ميزوري» كما حدث فى الجولدن جلوب ؛وهى ممثلة سينمائية، مسرحية وتلفزيونية أمريكية، حاصلة على جائزة الأوسكار 1996 كأفضل ممثلة عن دور «مارج جندرسن» في فيلم فارجو، كما حصلت بنفس الدور على جائزة نقابة ممثلي الشاشة 1996 كأفضل ممثلة، وحصلت أيضاً على جائزة الجولدن جلوب 1994 كأفضل فريق ممثلين عن فيلم طريق مختصر.. ورغم عنصرية شخصية «ديكسون» فى نفس الفيلم ،والتي جسدها الممثل سام روكويل، بعدما عذب رجلا من أصحاب البشرة السمراء وتسبب في وفاته؛ إلا أنه حصد جائزة أفضل ممثل مساعد، وهو ممثل أمريكي من مواليد 5 نوفمبر 1968، ظهر في عدة أفلام منها الميل الأخضر واغتيال جيسي جيمس بواسطة الجبان روبرت فورد و الجميع بخير، فاز بجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل مساعد

وكما توقعنا كانت شخصية تشرشل هى أيقونة الحظ  للممثل جاري أولدمان، ويبدو أن المخاطر التي تكبدها أولدمان جنت ثمارها. ليحصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم Phantom Thread، متفوقا على دانيال دي لويس .والممثل جاري أولدمان حصل على نفس الجائزة فى الجولدن جلوب ؛ وهو يرى أن تجسيد شخصية رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل ينطوي على التحدي الأكبر. وقد قضى أولدمان شهورا في جمع معلومات عن شخصية تشرشل وأربع ساعات يوميا لوضع مساحيق على الوجه وارتداء الملابس وتقليد الصوت الشهير لرئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية وكانت قدرة أولدمان على التحمل تمثل تحديا آخر. وقال أولدمان (59 عاما)«إن تشرشل ودون منازع هو أعظم بريطاني على الإطلاق بالنسبة للكثيرين وجسد آخرون شخصيته كثيرا في الماضي. ليس عليك سوى قتل هذه المخاوف وتنحيتها جانبا.» وركز الفيلم الذي أخرجه جو رايت على شهري مايو ويونيو عام 1940 عندما بدت بريطانيا على شفا الهزيمة في الحرب العالمية الثانية وواجه تشرشل انقسامات داخل حكومته والجيش والأسرة الحاكمة. وقال رايت مخرج الفيلم إن موهبة تشرشل في الخطابة لم تكن مهمة للفيلم فحسب لكنها كانت عاملا محوريا في رد فعل بريطانيا على خطر هزيمتها من ألمانيا في 1940.

وكما كان متوقعا فازت الممثلة أليسون جاني بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن تجسيدها لشخصية لافونا جولدن والدة تونيا هاردنج في فيلم I,Tonya.وهو أحد الأفلام الهامة المأخوذة عن سيرة ذاتية حيث يركز الفيلم على تونيا، وهي في مرحلة تحقيق البطولات والإنجازات الرياضية، واتفق زوجها السابق مع بلطجي لكسر رجل منافستها نانسي كريجان لتنسحب من بطولة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1994. وينتهي الأمر بإيقاف تونيا مدى الحياة وتجريدها من لقبها .واليسون جانى بدأت مسيرتها الفنية عام 1989، وهى من الفائزات بجائزة إيمي.

وفاز فيلم Get Out للمخرج جوردن بيل بجائزة أفضل نص سينمائي أصلي، ويعد أول فيلم روائي طويل للكوميدي جوردان بيل، الذي كتب السيناريو وشارك أيضا في إنتاجه. يعتقد جوردان أن الرعب و الكوميديا نوعان متشابهان في الكثير من الأمور، الطريف أنه خَطط لتصوير نهاية بديلة لأحداث الفيلم، التى تتمحور حول القبض على كريس، وزجه بالسجن. لكن أحداث إطلاق الشرطة النار على أشخاص من أصول افريقية، وتزمّت الأوضاع في تلك الفترة، جعلته يقرر تصوير نهاية سعيدة.

أما فيلم Call Me By Your Name نادنى باسمك، فقد نال جائزة الأوسكار لعام 2018، في فئة أفضل نص سينمائي مقتبس .الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب المصرى أندريه أسيمان وأعاد كتابة سيناريو الفيلم الكاتب جيمس أيفوري والذى يعد أكبر شخص سنًا يحصل على الأوسكار اليوم؛ ولقد ركزت الأحداث على قصة حب تنمو بين فتى مراهق وضيف الصيف النزيل بقصر والديه على شاطئ (الريفيرا) الإيطالي، وخلال أسابيع الصيف ، تتطور العلاقة بينهما وتتوجه رغبتاهما في أن يكونا لبعضهما البعض، وبينما يختبران مراحل العلاقة يواجهان خوفهما بألا يعثرا على مثل علاقتهما الحميمة مرة أخرى. الفيلم بعد عرضه في مهرجان صاندانس السينمائي نال مديحًا كبيرًا من النقاد، وتلقى كذلك تحية وقوف وتصفيقًا حارًا لمدة عشر دقائق عند عرضه في مهرجان نيويورك السينمائي وهو رقم قياسي في تاريخ المهرجان.

وحصل فيلم coco كوكو على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة طويل وهو فيلم عن حكاية ولد فى الثانية عشرة لديه شغف كبير بالموسيقى، وتربى وسط قرية صاخبة وحيوية بالمكسيك وسط عائلة تعمل بصناعة الأحذية والوحيدة بالقرية التي تمنع جميع أنواع الموسيقى، فلأجيال كرهت عائلة ميجول الموسيقى واعتبرتها لعنة عليهم .وينطلق ميجول في رحلة عن استكشاف يوم الموتى مؤديًا بنهاية الأمر بشكل مفاجيء للم شمل غير متوقع بين جميع أفراد أسرته. الفيلم من إنتاج استديوهات بيكسار للرسوم المتحركة وأفلام والت ديزني ومن إخراج لي إنكريش كثاني فيلم من إخراجه بعد حكاية لعبة 2 .

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل