المحتوى الرئيسى

في حواره لـ"الفجر".. بيشوي عوض: دمجت بين الألحان القبطية والموسيقى الغربية بشكل "كلاسيكي"

03/05 21:18

حبه للموسيقي والألحان الكنسية وتشجيع والديه، كانت من أسباب نجاحه، كانت موهبته منذ الصغر سبباً لانضمامه لإحدى فرق الكوال بالكنسية، ثم تأتى نقطة الإنطلاق الحقيقية في عاصمة المهد الحقيقي للفن باريس، ليصبح عضو المؤسسة العالمية للمؤلفين الموسيقيين، والمدرس المصرى الوحيد بمعاهد الكونسرفتوار ومدارس باريس، الموسيقي "بيشوي عوض" .

"بيشوي عوض" شاب مصري في العقد الثالث من عمره، والذى كرمته مدينة ستراسبورج نوفمبر الماضى، وقاد العديد من الأعمال الكلاسيكية وفرق الأوركسترا، ومع اقتراب حفله الأحدث بجمهورية مصر العربية بمناسبة عيد القيامة المجيد و أعياد الربيع حاورت الفجر "عوض"، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والذي قدم كنفسه كالآتي:

بخفة دم مصرية، قال بيشوى: "أنا من الصعيد الجوانى من مواليد سوهاج 1984،  لكن دراستى كانت بالقاهرة حيث التحقت بكلية الآداب بجامعة عين شمس، وكان والديا يشجعونني دائمًا لإكتشاف مواهبي والعمل عليها".

كيف اكتشفت مواهبك في عالم الموسيقى؟

حبي للترتيل والألحان الكنسية منذ الطفولة، جعلني أنضم إلى أحد فرق الكورال بالكنيسة، ولأن صوتى وأذنى موسيقية شجعنى كل من حولى لإكتشاف موهبتي الحقيقية، وعندما بلغت سن الرشد زاد شغفى بالموسيقى وزاد تعطشى للمعرفة، ومنذ  إحدى عشر سنوات أتيحت لى الفرصة للسفر إلى فرنسا لتقديم الألحان القبطية ضمن مجموعة من المرتلين الموسيقين، و إنطلقت بعدها للدراسة بأوروبا.

هل اكتفيت بالموهبة.. أم هناك مؤهلات علمية؟

بالطبع درست العديد من الدراسات المتخصصة وكانت لها الدور الأكبر للتعمق في الموسيقي، حيث درست علوم الموسيقي و تاريخها بمعاهد الكونسرفتوار وجامعة السربون بباريس، بالإضافة إلى دراسات جزئية للحضارة الاوروبية القديمة فى القاهرة.

كيف صعدت أولى درجات الانطلاق؟

"جاء عام 2011 بمثابة انطلاقة حقيقية، عندما توليت مهمة قيادة كورال كلاسيكى من الفرنسيين، وكان الإحساس أكثر من رائع  عندما علمت أن الاختيار وقع عليَّ ضمن 17 قائدًا تقدموا للوظيفة، وكانت المنافسة كبيرة حينها، وأصبحت أيضا مدرس موسيقى بمعهد الكونسرفتوار ومدارس باريس"

ما علاقة التراث القبطي بمشروعك الموسيقي في باريس؟

كانت الألحان القبطية دائما جزء من اهتماماتى الموسيقية، وكان محور مشروعى منذ السنة الأولى لدراستى الموسيقية بباريس، كتابة الألحان على النوت الموسيقية حفاظاً عليها من الاندثار، و قد بذلت مجهودًا كبيرا لتبسيط العلم فقمت بتحليل الكثير من الالحان و دونتها بشكل دقيق حتى اقدم نسخة تقترب فى روحها إلى ما تم تأليفه فعلاً على يد آباء الكنيسة الأوائل، فنجد أن الألحان التى نستخدمها فى الكنيسة القبطية اليوم قد "تطلسمت"- بحسب تعبيره، بفعل التأثيرات الثقافية و اللغوية التى دخلت على مصر عبر التاريخ، فيُشار إلى أن الألحان القبطية قد تأثرت منذ ميلادها بالثقافة اليهودية والفرعونية واليونانية والسريانية كما أن تعريب الألحان والصلوات القبطية اثر أيضاً على بنيتها.

كيف استخدمت الموسيقى الغربية فى اللحن القبطي؟

الحقيقة أنى أقوم بتأليف بناء موسيقيا جديدًا في عالم الموسيقي، فقد استخدمت اللحن القبطي كلحن أساسى، مضيفًا الحان أخرى تغنى فى نفس الوقت تزيد اللحن الأصلى عُمقًا وتخرج مفاتن جماله التى قد أخفتها غبار السنين والقرون الماضية.

كيف تناولت الألحان القبطية برؤية كلاسيكية؟

ببساطة قمت بتطويع التأليف الموسيقى بالقواعد الكلاسيكية لخدمة اللحن بشكل بسيط، وتجلى ذلك حينما أضفت أصوات ونغمات مصاحبة للحن فى نفس الوقت و لشرح ذلك ببساطة مثل الشمس وما يحيطها من هالة... فالشمس هى اللحن الأصلي والهالة المحيطة هى بقية الأصوات التى أضيفها فى تناغم تام يضيف للحن الأصلى رونق ويخرج تضاريسه ومعالمه المقصودة، وبأكثر استفاضة حينما أضيف الحان أخري أو نغمات مصاحبة فهذا يقوى معنى الفرح إن كان هذا هو موضوع اللحن الأصلى أو أضيف نغمات اخرى تُضفي علىَّ اللحن حزنًا إذا كان هذا هو موضوع اللحن، وتكون الإضافة أحيانًا صوتية بمعنى أن يُنشد أناس أخر الحان أخرى فى نفس الوقت أو تكون الإضافة بالالات الموسيقية، وأُسميها "كلاسيكية" لأننى أتبع ما درسته من قواعد تأليف الموسيقى الكلاسيكية.

حدثني عن تكريمك في " ستراسبورج"

بعد اشتراكى فى عدة مهرجانات موسيقية فى ستراسبورج منذ ٧ سنوات، قدمت فيها  الكثير من  الألحان القبطية فى قالب كلاسيكى، حظيت بجائزة تشجيعية من مدينة ستراسبورج وقد اتت هذة الجائزة دون ان اتوقعها إطلاقا فالمواهب هنا كبيرة، حيث يقدم الشباب هنا أعمال فذة و كلها تستحق التشجيع، وتأتى هذه الجائزة لتعرب عن ما التمسوه من أهمية لمشروعى وأعمالي على الألحان القبطية.

لي علاقة كبيرة ووطيدة بالمسرح و من أبرز مؤلفاتي أوبرا الميلاد الجديد، التي عرضت على مسرح الأوبرا المصرية، وكانت من إخراج دكتورة نبيلة عريان بالاضافة الى الحفلات الكثيرة التى نظمتها فى باريس.

قمت بنشر بعض من أعمالي على اليوتيوب من خلال إنشاء صفحة خاصة بإسمى فيها  مقتطفات صغيرة من تلك الأعمال، وتوجد كل هذه الأعمال على اسطوانتين الفا وبيتا، والتى أتناول من خلالهما الموروث القبطى وأعمال أخرى غير قبطية، وأيضا ألبوم الحان أسبوع الالام، وهو يتضمن فقط الألحان القبطية كنسخة تسليم.

والحقيقة إننى أحلم أن أكمل سلسلة طويلة على الأبجدية اليونانية تنتهى بأوميجا كما بدأت بالفا و بيتا، وفى ذلك الإطار بدأت التجهيز حاليًا للألبوم الثالث"جاما".

مارأيك في موسيقى التراتيل التي تقدم الآن، وهل احتفظت بخصائصها ومظهرها؟

فى الواقع، أخذت موسيقى التراتيل مؤخرا منحنى يثير التخوف، فعندما اسمع اليوم عملا بالكاد استنتج انه عمل دينى، فكما درسنا تاريخ الموسيقى منذ العصور الأولى وحتى اليوم، الموسيقى الدينية على مر التاريخ احتفظت بخصائصها ومظهرها والتى اختلفت فيه عن الموسيقى الدنياوية، ولكن بعض الشباب الهواة اليوم يقدمون منتجآ ينتقص لهذه المعرفة، وبالتالى يقدمون منتجآ يضر بثقافة وأذن المستمع.

وأما عن التراتيل التي أقوم بتوزيعها، فقد عزمت على تقديم تلك التراتيل مستخدماً أحدث التقنيات والإمكانيات للتأليف الموسيقى، و فى نفس الوقت مراعيا خصائص الموسيقى الدينية، وهذا جانب جوهرى لا يعتنى به الإ الدارس.

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل