المحتوى الرئيسى

مهمة جديدة للجيش الألماني.. وساطة مرتقبة بين بغداد وأربيل

03/05 12:08

بعد دحر تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، باتت القوات المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم والتي شاركت في دحره، تعيد التفكير في دورها وعدد قواتها في العراق وسوريا. ألمانيا أيضا تفكر بذلك، حيث كانت هناك خلال الفترة الماضية محادثات بين وزارتي الخارجية والدفاع الألمانية حول دور ومهام الجنود الألمان في المنطقة، وهو ما بحثته وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين أثناء زياته إلى بغداد واجتماعها مع المسؤولين العراقيين في شباط/ فبراير الماضي.

وحسب ما ما نقله تقرير لموقع الفناة الألمانية الأولى (ARD) عما تم الاتفاق عليه بين وزارتي الدفاع والخارجية فإن مهمة الجيش الألماني في العراق ستشمل مستقبلاً إلى جانب المشاركة في محاربة تنظيم داعش "بناء قدرات" الجيش العراقي وذلك من خلال إرسال جنود متخصيين في تعليم وتدريب المدربين، بالإضافة إلى الجيش ستكون تعزيز قدرات القوات الأمنية العراقية أيضاً من مهام الجيش الألماني.

وخلال زيارتها إلى العراق، أكد المسؤولون في بغداد عن الحاجة إلى مساعدة الجيش الألماني في مجال إعادة تشكيل الجيش العراقي والخدمات الطبية واللوجستية. وذكرت الوزيرة أن المهمة الحالية من الممكن تغييرها لـ "شكل آخر من المشاركة" وقالت: "جميع شركائي في الحوار يؤكدون باستمرار رغبتهم الحثيثة في مشاركة ألمانيا (في دعم) العراق".

ويعني ذلك تغييراً كبيراً وتوسيعاً في مهام القوات الألمانية في المنطقة، الذي كان يقتصر على المشاركة بطائرات الاستطلاع تورنادو وتزويد طائرات قوات التحالف بالوقود في الجو، بالإضافة إلى تدريب قوات البيشمركة التي شاركت بفعالية في القتال ضد تنظيم "داعش"، وهو ما أشادت وزيرة الدفاع الألمانية أثناء زيارتها إلى أربيل بغداد وقالت: "إننا لن ننسى أبداً تضحيات البيشمركة التي حاربت داعش نيابة عن العالم"، وحسب التفويض الحالي ستنتهي مهمة الجيش الألماني في إقليم كردستان في نهاية 30 حزيران/ يونيو القادم.

أكد وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل بعد اجتماعه برئيس وزراء حكومة كردستان العراق نيجيرفان برزاني أن ألمانيا "(تقدم) دعمها للعراق كدولة موحدة". فيما دعا برزاني ألمانيا إلى لعب دور وساطة أكبر للخلاف مع بغداد. (18.12.2017)

كشف تقرير صحفي ألماني أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي) تشارك في عملية سرية، تقودها الولايات المتحدة، لمكافحة مخاطر الإرهاب المحتملة التي يشكلها مقاتلو "داعش" العائدون من مناطق القتال في سوريا والعراق. (03.02.2018)

خفض عدد القوات وزيادة المهام

صادق مجلس الوزراء الألماني على مشاركة الجيش الألماني في الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيم داعش في سوريا. وتجنبت المستشارة الألمانية وصف هذه المهمة بأنها مهمة حربية، وسيشارك ما يصل إلى 1200 جندي ألماني في هذه المهام المسندة اليه.

لا تشمل المهمة العسكرية الألمانية في سوريا عنصر المشاة بل طائرات استطلاع من نوع "تورنادو" وطائرة التزود بالوقود وسفينة حربية لدعم حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" في البحر المتوسط، فضلا عن عمليات استطلاعية عبرالأقمار الصناعية.

وافق البرلمان الألماني على إرسال وحدة عسكرية ألمانية إلى مالي لدعم القوات الفرنسية المتواجدة هناك. وظيفة هذه القوات تركز على مساعدة البلد الواقع في غرب إفريقيا بهدف الاستقرار وتأمين ظروف حياة أفضل لسكانه.

هناك نحو 170 ضابطا ألمانيا في مالي حيث يقومون بتدريب القوات المالية. كما تقوم طائرات النقل العسكرية الألمانية بنقل مواد إغاثية ترسلها الأمم المتحدة.

شاركت القوات الألمانية منذ عام 2001 في القوات الدولية المشتركة (ايساف) المكلفة بحماية المدنيين في أفغانستان. وركزت مهمة الجنود الألمان الذين بلغ عددهم نحو 3000 جندي، على دعم عملية إعادة الإعمار وتدريب القوات الأفغانية.

منذ عام 2001 لقي 52 جنديا ألمانيا مصرعهم خلال القيام بخدمتهم في أفغانستان. وخارج الأراضي الألمانية قتل منذ عام 1992 ما مجموعه 103 جنديا ألمانيا خلال القيام بمهام مختلفة.

أطول مهمة للقوات الألمانية كانت في كوسوفو تحت قيادة قوات الناتو المشتركة. وحتى الآن مازال هناك أكثر من 700 جندي يؤدون مهامهم في كوسوفو التي مزقتها الحرب. ومنذ بداية المهمة عام 1999 وحتى اليوم قتل 26 جنديا خلال القيام بخدمتهم.

قامت وحدة صواريخ باترويت الألمانية بحماية الحدود الجنوبية لتركيا بالتعاون مع قوات أميركية وهولندية تحت علم قوات الناتو. راقبت الوحدة الحدود مع سوريا منذ عام 2013. وتم سحب الوحدة المكونة من بطارتين للصواريخ و400 جندي في آب/أغسطس 2015، علما أن تفويض البرلمان الألماني لهذه المهمة سينتهي في نهاية كانون الثاني/يناير 2016.

تشارك سفن حربية ألمانية ضمن عمليات اليونيفيل في البحر الأبيض المتوسط. أنشأت الأمم المتحدة قوات اليونيفيل لمراقبة الحدود بين إسرائيل ولبنان عام 1978، وتم تمديد مهمة اليونيفيل بعد الحرب بين لبنان وإسرائيل عام 2006.

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على نيويورك، قرر حلف الناتو إطلاق عملية "اكتف انديافور" في منطقة البحر الأبيض المتوسط. العملية تستهدف مراقبة نشاط الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية، وتشارك فيها غواصات وفرقاطات بحرية ألمانية.

الكاتب: مارتن كوخ / م. أ.م

لكن ما مدى وحجم التفويض والمشاركة الألمانية في إقليم كردستان مستقبلاً، فإن ذلك غير واضح في الورقة التي تم إعدادها حول تواجد الجيش الألماني في المنطقة ومن المقرر أن تناقشها الحكومة في جلستها غداً الأربعاء (06 مارس/ آذار) قبل عرضها على البرلمان. ولكن الورقة تتحدث عن تحقيق "توازن بين الحكومة العراقية المركزية، وإقليم كردستان العراق" ولكن في موقع آخر يتم الحديث عن "الألوية لإجراءات بناء قدرات" الجيش العراقي.

وحجم القوات الألمانية في سوريا والعراق حسب التفويض لن يتجاوز 800 جندياً، وهو أقل بكثير من الحجم الحالي البالغ 1250 جندياً. ويعود هذا التخفيض بالدرجة الأولى إلى سحب الفرقاطة الألمانية من البحر المتوسط حيث لم تعد هناك حاجة إليها، وخفض عدد طائرات تورنادو الاستطلاعية، حسب تقرير (ARD)، ولكن التفويض الجديد لا يتحدث عن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم مع المدربين والمستشارين إلى العراق لحماية هؤلاء وتأمين الرعاية الصحية لهم.

ونظراً للوضع الأمني وعدم الاستقرار في العراق، فإن التفويض الجديد للجيش الألماني المقرر أن يبدأ مطلع شهر نيسان/ أبريل المقبل، يمتد حتى نهاية تشرين الأول/ اكتوبر من هذا العام. وعلاوة على ذلك فإن الانتخابات التشريعية العراقية ستجرى في 12 أيار/ مايو، وبالتالي فإنه ليس مؤكداً فيما إذا كان سيبقى رئيس الورزاء الحالي حيدر العبادي في السلطة. حيث هناك خشية من أن يستعيد رئيس الورزاء السابق نوري المالكي قيادة الحكومة، ما يمكن أن يؤجج الصراعات الإثنية من جديد، وبالتالي لن تعود هناك إمكانية في التفكير بدور للجيش الألماني في المساهمة باستقرار العراق، حسب ما جاء في التقرير. وهذا المدة القصيرة نسبياً للتفويض الجديد، تسمح للبرلمان إن يبحث الوضع السياسي والأمني في العراق من جديد ويعدل التفويض بما يتناسب مع ذذلك.

الجيش الألماني وسيط بين بغداد وأربيل

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل