المحتوى الرئيسى

الغربة في حضن الوطن | المصري اليوم

03/05 09:21

عندما تشعر بالغربة داخل وطنك، حينما تغوص داخل حضن هذا الوطن، فتتزايد غربتك وأنت تبحث عن نفسك داخله، الممنوع داخله أكثر من المسموح، والكلام فيه يجعلك تفضل الصمت، في النهاية تشتاق لنفسك، وأنت في حضن هذا الوطن.

حتي الحلم داخل هذا الوطن، أصبح شيئا صعبا، بل يقترب من المستحيل، حلم يجعلك تعود سريعا للحقيقة التي طالما رفضت الاعتراف بها.

تذكرت حلم وطن طالما صارع الأمواج، وما زال يصارع، سعيا وراء الوصول لبر الأمان، أرفض التشاؤم، وأبحث دوما عن شعاع من التفاؤل، أملا في طاقة أمل قلبي مع شباب هذا الوطن، طالما حلم بوطن يحنو عليه، سنوات طويله، ومشوار شاق ليصل لنهاية مرحلة التعليم، يلهث وراء فرصة عمل، ويحلم بمسكن يراعي بساطة حاله، وعن أسرة يلقنها كل يوم دروسا في عشق هذا الوطن، ضيق حاله يجعله عازفا عن الاستغراق في هذه الأحلام، واقعه يقتل أحلامه عمدا، بعضهم يقرر الرحيل راحلا عن هذا الوطن سعيا وراء أرض أخرى قد تكون أكثر حنانا، سنوات قليلة، بل وقد تكون بضعة شهور، يقتله الاشتياق لتراب هذا الوطن، متعطشا لمياه نيلها، فيحمل أمتعته عائدا لأرضها، حنينه لهذا الوطن ينتصر على أحلامه، فيقرر الانتصار لوطنه، ومكتفيا بأحلام متواضعة قد يستطيع تحقيقها حتي لو على المدي البعيد، ولو فشل في تحقيقها، فيكفيه شرف المحاولة، يبحث عن وطن لا يعرف معاني الواسطة والمحسوبية، واللجوء لثقافات الفهلوة والانتهازية، ليحصل فقط على حقه ليس أكثر.

شباب هذا الوطن الذي تحاصره يوميا إعلانات الكومباوند والقري السياحية والمنتجعات على شاشات التليفزيون، بينما يقف عاجزا عن توفير مقدم لمسكن متواضع ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعي المترامية في ربوع مصر، كيف تطلب من هذا الشاب الولاء والانتماء لوطن لا يعترف بأبسط حقوقه؟ التطرف والانسياق وراء أدعياء الدين والتدين، مرجعيته ضيق الحال والإحباط وتراجع أحلام الشاب لأدني مستوياته، فيفقد الأمل في مستقبل ينال فيه تعليما حقيقيا داخل مؤسسات تعليمية يقودها أشخاص تعي قيمة رسالتها، وفي علاج داخل مستشفي تحترم آدميته وتخلو من سماسرة تسعي لاجتذابه لمستشفي خاص، أو لعيادة طبيب، وفي فرصة عمل لا يلهث وراء واسطة للحصول عليها، ولا يسعي للتملق ومنافقة مديره في العمل بحثا عن ترقية، أو القفز نحو منصب أعلي متخطيا من هم أحق منه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل