المحتوى الرئيسى

محمد بن سلمان.. مهندس رؤية 2030 ومحارب الإرهاب

03/05 15:19

الأمير محمد بن سلمان- أرشيفية

بخطى واثقة، صعد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، سلم المسؤوليات درجة درجة بسرعة مذهلة، مثبتًا أهلية الشباب لتسلم المواقع القيادية من غير انتقاص لخبرات الكبار في السن والحكمة والتجربة الطويلة.  

تسلم الأمير الشاب راية المسؤولية كولي للعهد، لينجز بقدرات كبيرة المهام المطلوبة منه في السعودية على الوجه الأمثل.

اختار الأمير محمد بن سلمان أن تكون على رأس مسؤولياته تنفيذ رؤية السعودية 2030، التي ترضي طموحات المواطنين وتعكس قدرات بلادهم.

"دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة".. هكذا يكشف مهندس رؤية السعودية 2030، الأمير محمد بن سلمان، عن خطواته المستقبلية بشأن ما يريده لمواطنيه، معدداً قدرات بلاده التي لخصها في أن "الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول".

ورأى الأمير محمد بن سلمان أن خطوات التميز لتلك الرؤية المستقبلية تتعلق بأن "بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني".

ولا يغفل موقع السعودية الاستراتيجي ضمن عوامل نجاح رؤية 2030، قائلاً إن "المملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث".

وتستهدف "رؤية السعودية" رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وتقدم ترتيب المملكة في مؤشر أداء الخدمات اللوجيستية من المرتبة 49 إلى 25 عالمياً، ورقم 1 إقليمياً.

كما تستهدف رؤية السعودية رفع نسبة تملك السعوديين للمنازل من 47% إلى نحو 52% بحلول عام 2020.

وتضمنت الرؤية المستقبلية رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من 20% إلى 35%، وتخفيض معدل البطالة من 11.6% إلى 7%.

وفيما يتعلق بالمجتمع، تستهدف "رؤية السعودية" مجتمعا حيويا بنيانه متين، عبر زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عاماً، والارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي.

ومن المستهدف أيضا ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من 13% إلى 40%، وزيادرة إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9% إلى 6%، ورفع عدد المواقع الأثرية المسجلة في اليونسكو إلى الضعف على الأقل.

وفيما يتعلق بالاستثمار، فإن المستهدف هو رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال سعودي، كما تضمنت الرؤية رفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40% إلى 75%. ومن المستهدف زيادة حجم الاقتصاد السعودي وانتقاله من المرتبة 19 إلى المراتب الـ15 الأولى على مستوى العالم.

برز اسم الأمير محمد بن سلمان مع بدء "عاصفة الحزم"، التي ضربت معاقل مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، نهاية مارس/ آذار 2015، إذ تلقى وزير الدفاع السعودي، آنذاك، المديح من مواطنيه على نجاح العمليات العسكرية، التي تحول اسمها فيما بعد إلى "إعادة الأمل".

وتخوض المملكة حرباً على الإرهاب هي "الأطول والأعنف منذ تأسيس الدولة السعودية"، كما وصفها الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية.

وتواجه السعودية هذه الحرب في اتجاهين، أحدهما مع الحوثيين على حدودها مع اليمن، والأخرى عبارة عن محاولات يبذلها تنظيم داعش الإرهابي للولوج إلى داخل المجتمع السعودي.

ووجهت تصريحات الأمير الشاب رسائل قوية للإرهابيين في هذين الاتجاهين، فعن الإرهاب الحوثي أكد في مقابلة مع قناة "الإخبارية" السعودية الرسمية، مطلع مايو/أيار 2017، أن القوات المسلحة بإمكانها "اجتثاث" مليشيات الحوثيين خلال "أيام قليلة"، ولكن الرياض لن تقوم بذلك حفاظاً على أرواح المدنيين في اليمن، وتجنباً لخسائر في صفوف القوات السعودية.

وعن الإرهاب الداعشي، وصف السعودية بأنها "الخط الأمامي لمجابهة" تحديات الإرهاب.

وقال في مقابلة مع صحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية: "يمكن هزيمة داعش وغيره من التنظيمات بالنظر إلى وجود دول قوية في المنطقة مثل مصر والأردن والمملكة،" منوهاً إلى "التزام السعودية بالمساعدات في محاربة العنف والتطرف في إفريقيا".

وعند إعلان السعودية تشكيل تحالف إسلامي عربي لمحاربة الإرهاب، قال محمد بن سلمان إن ذلك جاء "حرصاً من العالم الإسلامي لمحاربة هذا الداء"، مؤكداً أن التحالف سيتصدى "لأي منظمة إرهابية ستظهر أمامه".

اختار الأمير محمد بن سلمان أن تكون العاصمة المصرية القاهرة وجهته الأولى في جولاته الخارجية، بعد توليه منصب ولي العهد منتصف العام الماضي.

ومنذ توليه مهامه وزيرا للدفاع في المملكة العربية السعودية، خرج الأمير محمد بن سلمان في زيارات متعددة إلى القاهرة ما عكس تميزا في العلاقات المصرية-السعودية.

ومن المقرر أن يعقد الأمير محمد بن سلمان مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تتناول العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، إضافة إلى ملفات الاستثمار والحرب على الإرهاب وأزمات المنطقة، لا سيما في سوريا واليمن وليبيا.

كذلك ستكون التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية من بين الملفات الإقليمية التي سيناقشها الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر قبل أيام من انطلاق القمة العربية في الرياض.

كما تأتي تلك الزيارة قبيل سفره إلى بريطانيا، الأربعاء المقبل، في إطار جولة تشمل أيضا الولايات المتحدة.

ولي العهد السعودي ولد 31 أغسطس/ آب 1985، وهو الابن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة العربية السعودية في الثانوية العامة.

وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج المتخصصة، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود وحصل على الترتيب الثاني على دفعته، وحصل على شهادة ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون الأمريكية.

وقدم الأمير الشاب خلال رحلة صعوده سلم المسؤوليات انطباعًا قويًا عن كفاءته وبروزه منذ دخوله الحقل العام، وتقلد خلال مشواره المهني الذي امتد إلى حوالي 10 سنوات الكثير من المناصب.

من بين هذه المناصب تعيينه وزيرا للدولة وعضوا بمجلس الوزراء في عام 1435 هـ/2014 م، وفي عام 2013 تم تعيينه رئيسا لديوان ولي العهد ومستشارا خاصا له برتبة وزير.

كما تم تعيينه مستشارا خاصا ومشرفا على المكتب والشؤون الخاصة بولي العهد ، كما عين مستشارا خاصا للملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء توليه ولاية العهد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل