المحتوى الرئيسى

جهاد عودة: مصر ليست دولة ديمقراطية.. ولا لمد فترة حكم السيسي «حوار»

03/05 19:57

قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، والقيادي السابق بـ«الحزب الوطني المنحل»، إن صفقة الغاز مع إسرائيل ليس تطبيعًا، وأن العلاقات الدولية تعتمد على «المصالح».

وأضاف «عودة»، أنه لم يتوقع انهيار نظام «مبارك» بهذه السرعة، وأن «خليهم يتسلوا» وراء قيام ثورة يناير، لافتًا إلى أن الحاكم الذي يستهين بالحياة السياسية لن يكون في مأمن، وإلى نص الحوار:

هناك من يقول ولا يوم من أيامك يا مبارك بينما يتهمه آخرون بخراب البلد.. ما سبب هذا الانقسام؟

الانقسام على «مبارك» شيء طبيعي في ظل الاضطراب النفسي والمعرفي الذي حدث بعد ثورة 25 يناير، وفي ظل انشغال النظام في تثبيت أركانه من خلال إقامة المشروعات القومية ومكافحة الإرهاب، والنظام الحالي لم يفتح حتى الآن ملفات التاريخ، مع العلم أن وجود مبارك في الحكم لمدة 30 سنة في حد ذاته مشكلة وخطأ تاريخي، وكل الدول التي ظل حكامها في الحكم ثلاثين عاما وأكثر حدث فيها توتر شديد، ليس لأن هؤلاء الحكام كانوا سيئين، أو لأن السياسات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأنظمة كانت سيئة، ولكن لأن الاستمرار في الحكم فترة طويلة يؤدي إلى انفصال النظام عن العالم الذي يتطور بسرعة، وكل الذين ظلوا في الحكم فترة طويلة انتهوا نهاية مؤسفة، وخير مثال على ذلك ما حدث مع محمد على الذي ظل في الحكم ما يقرب من خمسين عاما، ومبارك، والزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس العراقي صدام حسين، والزعيم الإسباني فرانثيسكو فرانكو، ورئيس زيمبابوي روبرت موجابى، وغيرهم، هؤلاء جميعا نهايتهم كانت واحدة تقريبا، بسبب استمرارهم في الحكم لفترة طويلة، وبالتالي على الحكام في العالم أن يتركوا الحكم بعد لحظة الانتصار حتى تستمر هذه اللحظة، لأن الاستمرار في الحكم بعد لحظة الانتصار سيؤدي إلى انكسارات، كما أن الاستمرار في الحكم لفترة طويلة يجعل الأنظمة غير قادرة على مجاراة ومواكبة التطور العالمي.

هل أنت مع تعديل الدستور لتمديد فترة حكم رئيس الجمهورية كما يطالب البعض؟

أنا ضد ذلك، ومع بقاء الرئيس في السلطة مدتين فقط، وأنصح الرئيس عبد الفتاح السيسي ألا يستجيب لهذه المطالبات، وألا يستمر في الحكم أكثر من فترتين، وأنا شخصيا سوف أنتخب السيسي لفترة رئاسية ثانية لاستكمال مسيرة الإنجازات التي بدأها خلال فترته الأولى، بالإضافة إلى حالة الاستقرار التي تحققت في عهده.

كيف ترى رهان بعض الحكام على الاقتصاد والتنمية دون الاهتمام بالجانب السياسي؟

الرهان على الاقتصاد فقط رهان خاسر، وخير مثال على ذلك كما قلنا ما حدث للزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس العراقي صدام حسين، والزعيم الأسباني فرانثيسكو فرانكو، ورئيس زيمبابوي روبرت موجابى، وأغلبهم كان ناجحا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، والمثال الأكثر وضوحا هو المملكة العربية السعودية، وهي من أغنى دول العالم، ورغم ذلك انتهت بضرورة الانفتاح والتغيير، والأمير محمد بن سلمان يمتلك الآن شرعية التغيير في السعودية، وأتوقع أن ينجح في مهمته، وأن يحول المملكة إلى دولة مدنية ديمقراطية، ولكنها ليست ليبرالية، كما أن أولاد زايد الذين يقودون الإمارات العربية المتحدة الآن بشكل عصري مثال آخر على الانفتاح والتغيير، رغم أنهم شباب صغير السن.

هل مصر دولة ديمقراطية الآن؟

مصر الآن دولة مدنية ولكنها ليست ديمقراطية، التحول الديمقراطي سيحدث بعد انتهاء الفترة الثانية للسيسي، الذي يعمل الآن على تثبيت الدولة المصرية وحمايتها من الأخطار الخارجية والداخلية.

البعض يقول إن السياسة في مصر ماتت.. رأيك؟

السياسة في مصر لم تمت، لكن القانون الحالي يساهم في إضعاف الحياة السياسية، والأحزاب السياسية في مصر الآن فاشلة وضعيفة؛ لأن الأحزاب الموجودة إما أحزاب أيديولوجية أو أحزاب قائمة على الصداقة، وبالتالي الحياة الحزبية في مصر تقترب من الوفاة.

هل أنت مع إنشاء حزب سياسي للرئيس على غرار الحزب الوطني؟

رئيس الجمهورية يجب أن يكون فوق الأحزاب لأنه رئيس كل الشعب وليس رئيس فئة أو حزب معين، لكن الحكومة لابد أن تكون حزبية، حتى يمكن تقييمها، وعدم وجود حكومة حزبية يضعف الحياة الحزبية.

كيف ترى المنافسة في الانتخابات الرئاسية القادمة بين السيسي والمهندس موسى مصطفى؟

الانتخابات محسومة لصالح السيسي، وفرص المهندس موسى مصطفى موسى منعدمة، ليس لأنه شخص سيئ، ولكن لأن الاتجاه الليبرالي الذي يمثله ضعيف في مصر الآن، كما أن الأحزاب الليبرالية الذي يمثلها موسى مصطفى موسى ضعيفة وليس لها شعبية في الشارع، وغير قادرة على التعبئة والحشد.

كيف ترى دعوات مقاطعة الانتخابات التي أطلقتها المعارضة المدنية؟

دعوات مقاطعة الانتخابات خطأ سياسي وأخلاقي؛ لأنها تمنع الناس من التعود على الذهاب لصندوق الانتخابات، ليس من حق المعارضة أن تدعو إلى مقاطعة الانتخابات، لأن ذلك يضر بالعملية السياسية.

لكن هم يقولون إنهم كانوا ينادون بمقاطعة الانتخابات في عهد مبارك ولم يحدث لهم شيء ولم يتم اتهامهم بالخيانة كما يحدث الآن؟

أيام «مبارك» كان الوضع مختلفًا، كانت هناك استهانة من الدولة تجاه المعارضة، وهذه الاستهانة، ومقولة «خليهم يتسلوا» كانت أحد أسباب قيام ثورة 25 يناير.

ما توقعاتك للمشاركة في الانتخابات الرئاسية؟

أتوقع أن تكون نسبة المشاركة عالية.

هل هناك تأثير لنسبة المشاركة على شرعية الرئيس؟

الرئيس يستمد شرعيته من الدستور وليس من الشارع، وبالتالي نسبة المشاركة لن يكون لها أي تأثير على شرعية الرئيس أو شرعية الانتخابات.

أين شباب الحزب الوطني الذي يقدر عددهم بالملايين وهل لديهم القدرة على التأثير في الحياة السياسية الآن؟

شباب الحزب الوطني عددهم أكثر من 4 ملايين، جزء منهم انضم لثورة يناير بسبب الفساد داخل الحزب، وجزء آخر انضم للأحزاب السياسية الأخرى.

البعض يزعم أن الدولة تسعى للمصالحة مع الإخوان.. ما تعليقك؟

أحكام القضاء والقانون ووضع الجماعة على قوائم الإرهاب يجعل المصالحة بينها وبين النظام مستحيلة.

البعض يقول إنه لن تحدث ثورة أخرى في مصر بعد 30 يونيو.. رأيك؟

هذا الكلام من الناحية السياسية والتاريخية غير صحيح على الإطلاق، لا يوجد شيء في السياسة اسمه أن الثورات انتهت، الثورات يمكن أن تحدث في أي وقت، لا أحد يعلم التطورات المجتمعية، الموجات الثورية تنشأ وتتطور بأشكال مختلفة، الغضب الثوري موجود، والغضب موجود في الصدور، ومن الممكن أن يخرج هذا الغضب في أي لحظة، لاسيما وأن هناك أناسا غاضبون، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يتنبأ أو يجزم بعدم حدوث ثورة أخرى في مصر أو في أي مكان في العالم.

هل توقعت قيام ثورة 25 يناير وأنت في الحزب الوطني؟

أنا من الذين توقعوا قيام ثورة يناير 2011، لكن لم أتوقع انهيار النظام بهذا الشكل السريع، وبالتالي لا يوجد زعيم أو حاكم يستهين بالحياة السياسية ويقول للناس «اتسلوا» ويكون في مأمن.

كيف ترى الجدل الدائر حول صفقة استيراد الغاز من إسرائيل وهل هي نوع من التطبيع كما يقول البعض؟

العلاقات بين الدول تحكمها المصالح وليس العواطف أو الصراعات، وهذه الصفقة تدخل في إطار العلاقات التجارية بين مصر وإسرائيل، وهذا لا يعتبر تطبيعا، وأكبر مثال على ذلك أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بينهما "ما صنع الحداد"، ورغم ذلك العلاقات التجارية بينهما على أعلى مستوى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل