المحتوى الرئيسى

بالفيديو والصور-"في حب الجِمال".. البدو يروون مشاركاتهم في سباقات الهجن

03/04 20:31

تصوير: علاء أحمد ومحمود بكار:

يعتبرونه ضمن ممتلكاتهم الغالية، يتباهون به، يستأنسون بوجوده، يشهدون لحظة مولده فيُصبح رفيقًا لهم في أفراحهم وأتراحهم، الجمل هو الحِلية التي تُزين حياة البدو القاسية، صبره يُعلّمهم كيفية العيش في الصحراء، يتربّى البدو منذ صغرهم على سباق "الهجن"-نوع من أنواع الإبل-، حريصون دومًا على المشاركة في الرياضة الصحراوية.

"بلهان" هو اسم الجمل الذي صاحب الشيخ "سالم ناصر"، من قبيلة العيايدة، لسباق الهجن بمحافظة الشرقية، في صحراء بلبيس، رافقه ليكون واحدًا من الإبل المشاركين بالعرض المقام أمام محافظ الشرقية، لم تكن تلك المرة الأولى التي ينافس فيها ناصر "المشاركة دي في الدم".

يرى ناصر أن امتلاك الجمال أشبه بالتيجان التي يزهو المرء بها، كما أنها وسيلته ليعرفه الناس، لدى الشيخ عدد من الجمال إلا أنه يتذكر كيف اعتز بأحدهم ذات مرة: "كان عندي جمل كل لما أحلم إني ببيعه أقوم ألاقي نفسي بعيّط"، احتفظ ناصر بالجمل: "كنت أمشي معاه في الخلا زي الصاحب أو الرفيق"، رغم إلحاح إخوته له ببيعه "كان جايب تمن كويس"، ظلّ هكذا عند الشيخ حتى مات.

"في حبt الجمال" شيوخ القبائل يروون مشاركاتهم في سباقات الهجن

منذ عمر السنتين يتحدد للجمل مشاركته بالسباق "بندخله في التدريب"، ويُنافس حتى عمر الثمانية، يقول الشيخ سلامة سويلم، من قبيلة الإحيوات. يحتاج الجمل لتكلفة حوالي ألفين جنيه للتدريب، بالإضافة إلى طعامه المكوّن من "فول وشعير وعجوة ولبن"، يتفرّغ الشيخ للجمال المُتدرّبة "لازم يجري مرة كل أسبوع، ولازم أكون معاه"، ذلك بجانب مُدربه الأساسي.

في صحراء بلبيس يسير الشيخ ناصر على هُدى، ينظر للأمام إلى جمله المُختار في العرض، يرافقه ثلاثة من أبنائه مُدربين للجمال المُنافسة، لا يدري الشيخ هل سيفوز أحدهم أم لا، لكن المُشاركة فخر لديه "أنا روحي في السبق ده أنا انولدت وأبويا كان بيسابق".

لا يهم ناصر المقابل المادي، الذي لا يزيد في مركزه الأول عن الألف ونصف جنيه، "مش مهم الفلوس عندي، المهم إني بقابل بيه الناس الحلوة"، قبل العرض يُنادي الشيخ ابنه ليأتي له بالجمل عنده، فيصعد عليه مُتباهيًا به.

منذ عام 1994 يُشارك الشيخ سويلم في سباقات عديدة "المشاركة دي في القلب من جوة"، كان أشهرها يحدث في مدينة العريش "كان بيجيلنا من البلاد العربية زي السعودية والأردن"، لكنه توقف عام 2014 للدواعي الأمنية، في السبق الحالي يصطحب الشيخ أحد جماله التي فاز بالمركز الثاني في جنوب سيناء.

يُدرك سويلم جيدًا أن السبق يحتاج إلى دعم "زي الكورة"، يعرف أهمية التواجد في المسابقات بصفة مستمرة دا تراثنا"، كما يعي جيدًا أهمية الحفاظ على السلالات الأصيلة، حيث تسنح الفرصة أحيانًا للجمال المتسابقة ببيعها "لازم نحافظ على المأصلة" .

لا يزل الشيخ عبد الرحمن سلامة، من قبيلة المعازة، مُتذكرًا للجملة التي رقص لها قلبه، "بشرى لجميع الهجّانة يقام مهرجان للهجن في جمهورية مصر العربية في محافظة العريش بشمال سيناء".. حينها في منتصف التسعينيات كان الشيخ مُدربًا للإبل في مُدن الخليج "أنا طرت من الفرحة"، وما إن زف إليه الخبر السعيد رجع عبد الرحمن إلى مصر بعد 15 عامًا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل