المحتوى الرئيسى

الأمم المتحدة في اليمن.. فشل سياسي وتمزيق مجتمعي

03/04 17:46

عامًا بعد عام، ينتظر الشعب اليمني مبعوثًا أمميا جديدًا يمكنه إنهاء الحرب في البلد المكلوم الذي مزقته الصراعات، وأصبح مصيره مجهولًا، ليعيد إليه الهدوء والطمأنينة والتلاحم المجتمعي.

وبمرور الوقت ومع نهاية عام 2017، أعلنت الأمم المتحدة تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثًا جديدًا، بدلًا من إسماعيل ولد الشيخ الذي فشل في إنهاء الانقسام.

لم تع الأمم المتحدة ما يدور في اليمن، خاصة بين الفرقاء بعد وصول المفاوضات بين القوى المتناحرة إلى طريق مسدود، في الوقت الذي سعت فيه قوى دولية إلى توحيد تلك الأصوات لإنهاء حالة الانقسام والشتات في البلد الممزق منذ 7 سنوات.

التعاطي مع الملف اليمني، يجب أن يتم وفقًا لآليات مُحددة، بداية من إرضاء أطراف الصراع وحلفاءهم، مرورًا بوقف العمليات العسكرية والسماح بإدخال مساعدات إنسانية للمدنيين العالقين.

لكن يبدو أن التاريخ لم يتغير مطلقًا في كيفية تناول الأمم المتحدة للملف اليمني، وذلك بعد أن فشل إسماعيل ولد الشيخ، في تبني سياسة تقريب وجهات النظر، واكتفى بالانحياز إلى دول التحالف على حساب جماعة أنصار الله الحوثي.

المعطيات الأولية تشير إلى أن دول التحالف العربي مسؤولة عن الأزمة اليمنية بجانب حلفاء إيران، وأنه من الضروري أن تتعامل الأمم المتحدة مع ذلك الأمر لتجنب الفشل وإتمام المصالحة السياسية.

فشل المسار السياسي في اليمن، ظل محكومًا بالاستقطابات الإقليمية منذ اندلاع الحرب، بدءًا من الوصاية السعودية والإماراتية، أضف إلى ذلك تأييد الرئيس الأمريكي لدور المملكة في مواجهة ميليشيا إيران باليمن.

العوامل السابقة ما هي إلا بداية لسلسلة من الأزمات التي صاحبت الأمم المتحدة خلال مفاوضاتها في الصراع اليمني، نظرا لرفض الفرقاء المتناحرين الحلول السياسية وتأييد العمل العسكري.

عدم إدراك الأمم المتحدة كيفية تعاطيها مع أطراف الصراع اليمنية والإقليمية كجزء من الحل السياسي، كان سببًا في الإطاحة بالمبعوث الأممي السابق ولد الشيخ، وتعيين "البريطاني غريفيث" بديلًا له.. فهل ينجح في إنهاء الانقسام فى البلد العربي وإعادة التلاحم بين أبناء الشعب؟

لا يمكن الجزم بنجاح الأمم المتحدة في اليمن، خاصة بعدما تفتتت الأصوات بين القبائل والميليشيات الحوثية في أعقاب اغتيال الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، إلا أن هناك مؤشرات تنبئ بقدرة "غريفيث" على دفع عملية التفاوض إلى الأمام، كون الأخير يعتزم إشراك القوى الدولية المؤثرة لإنهاء الأزمة.

بالعودة إلى الوراء قليلًا، نجد أن تصريحات المبعوث الأممي الجديد حول اليمن، بتضاؤل فرص نجاح الحلول، واعتبار أن الأزمة الإنسانية في اليمن أسوأ من العراق وجنوب السودان، هي مؤشر قوي على احتمالية فشل الحوار السياسي، إلا أن ترحيب أنصار الله "الحوثي" بـ"غريفيث" قد تكون بداية جيدة لتوحيد الفرقاء.

يمكننا القول إن ديناميكية التحالفات السياسية في اليمن، هي ما ستفرض لاعبين جددا على الساحة، في الوقت الذى يسعى فيه المبعوث الأممي الجديد إلى اختراق مواقف أطراف الصراع اليمنية وحلفائهم الإقليميين.

منحنيات الحرب التي يعيشها اليمن حاليا عقب مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ستخلق تحديات كبيرة أمام المبعوث الأممي الجديد، خاصة بعد أن حققت السعودية ودول التحالف العربي انتصارات كبيرة ضد ميليشيات إيران.

وللتأكيد على ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن "الأطراف المتنازعة في اليمن غير مستعدة للعودة إلى الحوار البناء للتغلب على الخلافات بينها، وهو الأمر الذي يعوق حل الأزمة.. ومع ذلك يجب ألا نيأس ونستمر في محاولات التوصل إلى التسوية في هذا البلد"، بحسب "روسيا اليوم".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل