المحتوى الرئيسى

شقيق عائشة يروي لـ"هن" تفاصيل احتجازها بمستشفى دمياط التخصصي حتى وفاتها

03/04 00:44

"قُتلت بسبب الجهل والإهمال والكِبر" تلك الجملة التي بدأ بها الدكتور يوسف الطرابيلي، كبير أخصائي الجراحة العامة، حديثه، راويا قصة وفاة شقيقته عائشة، التي تبلغ من العمر 55 عاما، بعد 60 يوما من احتجازها في مستشفى دمياط التخصصي، نتيجة تعرضها لكسر في الفخذ الأيسر وعلى إثرها أصيب بنزيف ثم لغيبوبة حتى الوفاة.

بعد مرور 15 عاما من إجرائها عملية في المخ، أثرت على حركتها، وظهور مضاعفات "متأخرة"، وذلك حسب تشخيص الأطباء، تتمثل في صعوبة الاتزان وقلة الحركة، ما جعل شقيقها يصطحبها، ذاهبا إلى مستشفى التكامل في السنانية بدمياط، ليحصل على إجازة مرضية لأن تتوقف عن العمل لفترة.

الدكتور يوسف، شقيقها الوحيد والمتقاعد على المعاش، يقول لـ"هن" إنه بصفته طبيب ومتابعته لـ"عائشة"، ذهب بها إلى مستشفى دمياط التخصصي بعد تعرضها لكسر في الفخذ الأيسر، إثر وقوعها بالمنزل؛ لأن تم احتجازها في قسم العظام، وبدأت رحلة من الإهمال الذي أودى بحياتها على فراش المستشفى.

لـ7 أيام منذ احتجازها بالقسم، لم ينتبه أي أخصائي بالنظر إليها، غبر تركيب شدادة حديدية "توماس" والتي يكمن وظيفتها في شد الساق موقتا لحين إجراء عملية جراحية، ذلك ما أكده شقيقها، البالغ من العمر 60 عاما، موضحا أنه بخبرته في مجال الجراحة، اكتشف هو بوجود كسرا في الفخذ الأيمن، بعد الثلث العلوي في الأيسر، حتى بعد إجراء التحاليل اللازمة، يدرك أن الجرح في الأيسر "خطير" الشكل والوضع؛ لجواره بجميع الشرايين والأعصاب المؤدية للطرف السفلي.

وعلى الفور طلب يوسف من إدارة المستشفى بإحضار طبيب متمرس: "لأن مفيش في المستفي طبيب جراح أعصاب"، متابعا أن تلك الكسور تعرض حياتها للخطر، حيث ضرورة التدخل الجراحي السريع نتيجة نزيف "غير مرئي"، بجانب ضعف المناعة وقلة الحركة.

توجه يوسف إلى مكتب مدير المستشفى الدكتور أحمد البلتاجي، وهو يجهش بالبكاء، ليقول له: "أبوس إيديك متتأخروش عن اختي عن دخول العمليات، وأنا هتحمل كل تكاليف المستشفى، لازم تدهل في خلال 12 ساعة"، مؤكدا أنها ليس لديها أي مانع صحي من دخول غرفة العمليات، ليعده المدير البلتاجي بتقديم الرعاية الكاملة لها.

وبعد مرور 7 أيام من الرجاء والتوسلات، هاتف يوسف رئيس قسم العظام ليبلغه ببقاء الحالة على وضعها دون الاهتمام بها بأي شكل من أشكال الرعاية الطبية الممكنة.

بينما أوضح تقرير العناية المركزة أن "أحد الزوار أطعمها بعنف فتسبب بنزول الطعام في صدرها"، وذلك حسبما يقول يوسف، موضحا أن ذلك مواجهته بذلك الجهل، بالسؤال: "اختى بتعاني من إيه محدش فاهم حاجة،  بيعالجوا أعراض مش مرض، فين التشخيص".

ولجأ يوسف شقيقها إلى مقابلة أحد استشاريين التوليد في المستشفى "لأنه ليه صوت مسموع داخل المستشفي بصفة ودية"، ما توسط له في إحضار طبيب التخدير وأخصائية العناية المركزة، حتى على الفور قرروا تجهيز غرفة العمليات في صباح اليوم التالي، وتسائل: "هل أنا محتاج وساطة عشان تدخل العناية المركزة!".

"تثبيت مسمار نخاعي في الفخذين" تلك العملية الجراحية، التي خرجت عائشة بعد إجرائها، ويتابع شقيقها: "لقيتها في منتهى الألم، وما بين ما طلبت حقنة مخدر وإحضارها ساعتين"، موضحا أنها في نزيف مستمر من جميع جروح العملية.

ويتابع ما لاحظه شقيقها، كبير أخصائي الجراحة: "روحت لنائب العظام، وقالي النزيف عادي، وهو حاد"، موضحا أن تركيب الجهاز الخاص بشفط أي تجمع دموي في الجرح، كان خاطئا ما أفسد وظيفته، حتى بعد مرور 12 ساعة، جاء نائب العظام ببعض المستلزمات الطبية الخفيفة فقط.

ويقول: "اللي عمله لبخ وعدم اهتمام بالشاش"، حتى في اليوم التالي دخلت عائشة في غيوبة عميقة، حتى فقدت أنفاسها الأخيرة في 25 فبراير الماضي.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل