المحتوى الرئيسى

صهر ترامب.. علاقاته الاقتصادية مع إسرائيل وراء قرار نقل السفارة

03/03 17:15

"جاريد كوشنر".. زوج ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اسم تردد كثيرًا منذ أن وطئت قدم الأخير البيت الأبيض ، الذي كان له دور كبير في صُنع القرار داخل أروقة هذا البيت، باعتباره كبير مستشاري البيت الأبيض، والذراع اليمنى لترامب وكاتم أسراره.

هذا الشاب رغم توليه ملف المصالحة، ومفاوضات الوصول إلى اتفاقية سلام دائم الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنه كان المحرك الرئيسي لقرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومن ثم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، هذا القرار الذي أثار موجة عارمة من الغضب العربي والدولي، وأثار العديد من ردود الفعل الدولية الرافضة له.

وصف الكثيرون كوشنر بكونه "اليد الخفية" أو "رأس الأفعى" وراء قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس، ليس فقط لأنه كبير مستشاريه، بل لكونه يهوديا متعصبا، درس منذ الصغر في مدرسة يهودية خاصة ، فهو حفيد لعائلة يهودية، نجت بكل أفرادها من المحرقة النازية المزعومة لليهود.

"كوشنر" هو من وضع خطة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، هذا ما أكده الدكتور خالد سعيد، رئيس مركز الدراسات الإسرائيلية في القاهرة.

قال سعيد في تصريحات لـ"سبوتنيك" الروسية، إن كوشنر يسعى إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر، خاصة أن علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعود لفترات طويلة وتربطه به علاقات قوية، حيث استغل كوشنر عهد الرئيس السابق باراك أوباما للتأثير على مراكز صناعة القرار واستخدام الفيتو ضد كل القرارات التي مررت في مجلس الأمن بشأن فلسطين.

وحول تقليص صلاحيات كوشنر، أوضح سعيد: الأمر يعد محاولة لإبعاد الأنظار وتهدئة الرأي العام العالمي والأمريكي الذي فطن إلى دور كوشنر في السياسة الخارجية الأمريكية في الفترة الأخيرة، ما قوبل برفض عالمي خاصة من الدول التي يمكن أن تعرقل عملية تصفية القضية الفلسطينية ما لم تتحكم الجوانب الاقتصادية التي يمتلكها كل من ترامب وصهره.

وحول سر تمسكه بقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، نجد أن هناك علاقة قوية تتعمق يومًا بعد يوم بين "كوشنر" وإسرائيل خاصة في الجانب الاقتصادي، مما قد يقوض قدرة الولايات المتحدة على الظهور كوسيط مستقل في منطقة الشرق الأوسط.

خلال مايو الماضي، رافق "كوشنر" ترامب في أول زيارة دبلوماسية لهما لإسرائيل، في إطار المهمة الموكلة لكوشنر من البيت الأبيض لتحقيق السلام بالشرق الأوسط.

قبل وقت قصير من هذه الزيارة، تلقت شركة العقارات التي تديرها عائلة "كوشنر" استثمارات تقدر بـ30 مليون دولار من شركة التأمين الإسرائيلية "مينورا ميفطاحيم"، حسب تقرير ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية .

وأضافت الصحيفة: أن هذه الأموال ذهبت إلى 10 مجمعات سكنية في ماريلاند تابعة لشركة كوشنر، موضحة أنه بينما قام كوشنر ببيع أجزاء من أنشطته التجارية منذ توليه وظيفة في البيت الأبيض العام الماضي، لا تزال لديه حصص في معظم الإمبراطورية المملوكة لعائلته، بينها عقارات واستثمارات أخرى تنطوي على الكثير من العلاقات مع إسرائيل.

التعاملات التجارية مع "مينورا ميفطاحيم" هي أحدث اتفاق مالي ظهر على السطح بين شركة عائلة صهر الرئيس الأمريكي وشركاء إسرائيليين، بينهم واحدة من الأعلى ثراء هناك، وبنك إسرائيلي كبير.

ورغم أن هذه التعاملات التجارية لا يبدو أنها تنتهك قوانين الأخلاق الفيدرالية، فإن الصفقة المبرمة مع شركة التأمين الإسرائيلية تعكس مواصلة تعميق العلاقات المالية واسعة النطاق لشركات جاريد كوشنر مع إسرائيل.

السياسات الأمريكية حسب المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، تحكمها المصالح الاقتصادية وأنه لا يمكن تبرئة ترامب مما يتخذ بحق فلسطين بحجة أن كوشنر من يدير أو من يضع الخطط، وأن تلك النظرية يتم العمل عليها منذ عقود بحيث تتم تبرئة رؤساء الولايات المتحدة من الانحياز لإسرائيل.

"كوشنر" رجل أعمال ومُستثمر ومليونير واسع الثراء، يعمل في مجال التطوير العقاري، وله أعمال تجارية متعددة أخرى.

ولد في يناير 1981 لعائلة ثرية، فهو الابن البكر لتشارلز كوشنر، أحد أقطاب العاملين في مجال العقارات، وله شقيقتان وشقيق واحد، ونشأ في ليفنجستون بمدينة نيوجيرسي.

درس علم الاجتماع في جامعة هارفارد، وحصل على اللقب الثاني في إدارة الأعمال في جامعة "NYU"، وفي عام 2006 عندما كان لا يزال في الخامسة والعشرين، فاجأ كوشنر الشاب عالم الأعمال الأمريكي عندما اشترى صحيفة New York" Observer"، في صفقة تُقدر قيمتها بعشرة ملايين دولار، وما زال مالكها حتى الآن.

في عام 2007 تخرج كذلك في جامعة نيويورك في الدراسات العليا بمجال القانون وإدارة الأعمال، ويتولى حاليًا أعمال عائلته في مجال العقارات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل